Saturday  23/07/2011/2011 Issue 14177

السبت 22 شعبان 1432  العدد  14177

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إن القصد من تأمين الوظيفة للمرأة تحقيق درجة من الأمان الأسري، فالمال عصب الحياة وبه ومنه يتحقق للأسرة العيش الكريم، والاستغناء عن ذل المسألة، ولكن عندما يتحوَّل العمل إلى سبب أساسي في تشتت الأسرة وتراكم المشكلات فلا أهلاً به ولا مرحباً.

الأخوات العاملات في المجال الصحي سواء منهن الطبيبات أو الممرضات أو الأخصائيات وغيرهن يعانين أشد المعاناة من مشكلة تكاد تعصف ببيوتهن وتفرق شملهن، وهذا بالطبع لا يرضي أي إنسان يملك ذرة من إنسانية ومواطنة.

إحدى الأخوات أرسلت لي تقول إنها تخرج من بيتها قرابة السابعة لتكون في مقر عملها الثامنة وتمكث حتى الساعة الخامسة إن لم يأت ما يجبرها أيضاً على البقاء إلى السادسة، لتعود منهكة القوى، منهكة النفس، وتدخل منزلها فلا تجد زوجها حيث سبقها وتناول غداءه، طبعاً من يد العاملة المنزلية، وتجد أطفالها في شوق إليها وعيونهم تقول: يا ماما إننا نكاد ننسى ملامحك فموعد منامنا قرب، وحالك لا تسر، شاحبة الوجه منهكة القوى غائرة العينين، ابتسامتك مصطنعة، تحتضن هذا وتحمل ذاك وهي تغالب دموع عينيها، ويأتي دور الزوج الضجر وحقّ له أن يتضجر، فهو نصف متزوج إن لم يكن أقل، الرجل يبحث عن السكن ومثل هؤلاء الزوجات يفتقدن أكبر جزء من السكن، تتحامل على نفسها بالجلوس معه ولكن النوم سلطان، فيكشف مجاملتها لتخلد إلى النوم ويخلد هو إلى الهمّ والمعاناة النفسية بسبب قضاء زوجته يومها كله في هذا العمل، ولكنه يتذكّر الحاجة إلى وقفتها معه فيصمت، وأنى لمثله أن يصمت إلى الأبد، فلا بد من ساعة انفجار.

حال هؤلاء الأخوات بكل تأكيد حال مزرية مؤلمة، ونحن في بلد التراحم وبلد الخير والعطاء، وحالهن حال بؤس ونكد، والدولة تسعى دوماً لاستقرار الأسرة، فالكثير من المشاريع التعليمية والصحية تهدف لتأمين أعلى درجات الأمان الأسري، ولكن وضع هؤلاء العاملات يخلق الكثير من المشاكل ويُوجِد جيلاً من الأبناء والبنات يعيش حالة من الضياع بسبب فقْد الركيزة الأساس في التربية والتنشئة الحسنة وهي الأم.

إن تصحيح وضع عمل المرأة العاملة تحديداً في الخدمات الطبية بات مُلحاً بعد أن كثرت الشكوى وبلغ السيل الزبى، وبات الوضع الأسري لهؤلاء العاملات على شفاء جرف، فيا ليت وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى تنظر وبشكل عاجل في هذا الوضع وتسرع في علاجه قبل أن نجد أولاد هؤلاء العاملات يعيشون على قارعة طريق الضياع، ونجد هؤلاء العاملات يتكففن الناس عطفاً ومواساة. والله المستعان.

almajd858@hotmail.com
 

حديث المحبة
المرأة في القطاع الصحي على شفا جرف
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة