Saturday  23/07/2011/2011 Issue 14177

السبت 22 شعبان 1432  العدد  14177

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يتوق البشر إلى التعبير عمّا في أنفسهم من خلال مظاهر احتفاليه جماعية، وقديما ارتبطت الاحتفالات بظواهر طبيعية مثل نزول المطر أو فيضان نهر أو رقصات الحرب والحصاد أو غير ذلك، لكن البشر أحيانا يبتكرون مناسبة يكررونها كل عام.

في مجتمعنا، نظراً لأن أجدادنا ليسوا احتفاليين بما فيه الكفاية، وهم سماعيون يحبون رواية الشعر والقصص أكثر من أن يقوموا بتجسيد مناسبة بمعنى أنهم طقوسهم لا تتعدى أهازيج الحرب أو الحصاد، لكن مسامراتهم في غالبها الجلوس حول النار وشرب القهوة! ومن لديه مناسبة فرح فيكفي أن يذبح خروفاً أو (حاشي) وهذا يكفي! ومازال هذا السلوك الاحتفالي المتجه للمعدة وليس للقلب والنفس هو المسيطر، ولهذا؛ فمحلات الاحتفالات لدينا هي للدلال والخيام والمطابخ ! لكن منذ عدة سنوات بدأنا نشهد تغييراً إيجابيا يؤسس لثقافة احتفالية أصبحت تشكل جزءاً من حياة المواطن، وهذا ما جعل وزارات وجهات حكومية تتبنى تدعيم هذا التوجه الذي رأت أنه يمثل مطلبا ملحا للمواطن، ولذلك فنحن نرى المجتمع بدأ يتصالح مع نفسه ويفسح لمظاهر الفرح أن تجتاز متاريس الانغلاق التي كانت تعرقل خطوات كان من الممكن أن تصل بنا إلى أبعد مما نحن فيه الآن.

وفي هذا الصيف انطلقت العديد من المهرجانات؛ بعضها تسمى سياحية، مع أنه بالكاد يحضرها سكان المدينة التي تقام فيها! أي أنها لا تستقطب أحدا من خارج المدينة، وهذا استسهال لمفردة سياحي حتى من قبل هيئة السياحة، فالمهرجان إذا لم تشد اليه رحال السياح فكيف له بأن يسمى بسياحي!! ولذلك فإن التسمية الدقيقة لتلك المهرجانات هي أن تكون مهرجانات ترفيهية أو صيفية لا سياحية !

وعلى كلٍّ فهي ظاهرة إيجابية تزداد أعدادها، وفي كل عام تدخل مدن جديدة في قائمة المحتفلين، وهذا بالتأكيد من الظواهر الاجتماعية التي سببت حراكا وتقبلا لتواجد الناس مع بعضهم ليمارسو طقوس الفرجة الجماعية، وأدت إلى تنمية روح الجماعه بعد أن كان السائد هو قضاء اوقات الصيف داخل البيوت أو الاستراحات حيث تنعزل الأسر عن بعضها، المجتمع الآن يبحث عن فرص ليحتفل بها بل واحيانا يبتكر مناسبات ليغرس في أحواضها أغصان الفرح ويعلق حولها عقودا من الزينة لتتغير الصورة إلى الافضل والأجمل، وعندما نصل منطقة الأجمل، فهل هناك أجمل أو أبهى من مهرجان ترفيهي يتشاطر فيه الأطفال والكبار ألوان الفرح في وطن الحب والنماء والاستقرار!

alhoshanei@hotmail.com
 

مواسم الاحتفال
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة