Sunday  24/07/2011/2011 Issue 14178

الأحد 23 شعبان 1432  العدد  14178

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

إتقان العمل والشيطان
محمد المسفر

رجوع

 

كثيراً ما يؤرقنا العمل وإتقانه والخدمة العامة وجودتها، ودائماً نجد الشكوى من ضعف الأداء ورداءة الخدمة، سواءً ما يقدم في القطاع العام أو القطاع الخاص، وهناك سؤال يلازمنا لماذا لا توجد هذه السلبية إلاّ لدينا وما السبب؟.. بينما غيرنا وخاصة الدول والشعوب المتقدمة لا يوجد لديهم مشكلة حول الغش أو رداءة الخدمة والصدقية فيها. أحد الأصدقاء قال ونحن نتحاور في هذا الموضوع بأنك لو تضع موظفاً أو فنيا أو طبيباً أجنبياً في مكان خال من الناس أو حتى على رأس طعس (كثبان من الرمال) في الصحراء، وتوكل له عملاً ما قام بإنجازه وأخلص في أدائه، بدون رقيب خارجي إلاّ رقيب الذات، بينما لو تضع غيره من أحد أفراد مجتمعاتنا المسلمة ووضعت عليه رقيباً ومتابعة لم يجد في عمله ولن يتقنه بالشكل المطلوب، وقال الصديق إن هذا عائد في الأساس إلى الثقافة المختلفة وهو يعني التربية والقيم، وكذلك - وهو الأهم - إلى وجود الشيطان لدى المسلم، بينما غير المسلم لا يصحبه الشيطان ليغويه نحو التقصير في عمله. وفعلاً كلام أخينا جدير بالاهتمام لأن الشيطان توعد الإنسان المسلم بأنه لن يدخر جهداً لإغوائه عن الطريق المستقيم في دينه وعمله والصد عن إتقان العمل السليم الذي يحثنا عليه ديننا الحنيف من أكبر مهمات إبليس، وحسب الحديث الشريف (إن الله يحب من الإنسان إذا عمل عملاً فليتقنه) لذلك نجد الأجانب والشعوب المتقدمة منهم أنهم يعملون بإخلاص للمهنة والصدق في القول والعمل، ويغرينا ذلك فيهم وهذا يرجع لثقافتهم، وربما كما قال أخونا لعدم وجود الشيطان معهم لصدهم وإفساد عملهم لأنه ليس بحاجة لهم فشغله الشاغل هو المسلم يلهث وراءه لإفساد عمله.

وما دام الحال كذلك فإن على المسلم أن يحفز روحه المسلمة وقيمه الراقية الثمينة بأن يكون أشد إخلاصاً وأكثر إتقاناً من أداء غير المسلم، لأن صفة المسلم الحقة والمسلم ذاته هو الأجدر بهذه الصفة من غيره، فالغش والكذب والتدليس وعدم أداء العمل بالأمانة المطلوبة هي صفات سيئة وسلبية في حياة الشعوب وحذر الدين منها وسيحاسبه خالقه عند إخلاله بأمانته وسيسأل عنها عند لقاء ربه.

لذا أوجه دعوة صادقة إلى كل عامل يعمل لخدمة الناس أو كل مؤتمن على هذه الخدمات بأن يجعل الإخلاص والإتقان نصب عينيه وأن لا يتساهل في أداء هذه الأمانة، فإن الله سيسألنا جميعاً عنها والحساب عندها عسير، وأن نستنهض الهمم العالية والقيم السامية التي تحثنا على حب الخير ومساعدة الآخرين وإسداء المعروف لهم وأن نجعل رقيبنا الله في كل ما نعمله ونفعله حتى لو غفلت عنا مراقبة الخلق.. كما يجب على دور التربية والتعليم زيادة جرعات هذه القيم والسلوك الحضاري لأبناء هذا الجيل وعلى خطباء المساجد التذكير في خطبهم حول هذه القيم وهذه الأهداف السامية التي ترتقي بالمجتمع المسلم وتحقق طموحاته.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة