Sunday  24/07/2011/2011 Issue 14178

الأحد 23 شعبان 1432  العدد  14178

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الزواج الجماعي بين الرفض والقبول
حمود دخيل العتيبي

رجوع

 

قال الله تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَـلَقَ لَـكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنـُوا إِلَيْهَـا وَجَعَـلَ بَيْنَكُمْ مَـوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فالزواج سكن ومودة ورحمة ورباط مشترك بين الزوجين ولاشك أن تيسير الزواج هو من أهم الأمور التي يدعو إليها الشرع لأن في تيسير أمور الزواج دعوة إلى تحصين الشباب من الوقوع في الخطأ والانحراف، ومشروع الزواج الجماعي من المشاريع الاجتماعية الرائدة التي بدأت تشاهد في الآونة الأخيرة ولاشك أن هذا المشروع يسهم بشكل كبير في تقليل نفقات الأعراس على الشباب المقبلين على الزواج، كما يساهم في التقليل من النفقات الباهظة في الأعراس، كما أنه يعمل على نشر روح الألفة والمحبة والتعارف وإظهار مزية التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى أنه يعمل على توفير الوقت والجهد والمال على المشاركين في هذا العرس الجماعي، كما أنه يشكل بذرة لغرس قيم التكافل والتعاون والعمل الجماعي وتنمية الشعور بالأخوة والألفة ومبدأ الأسرة الواحدة بين المشاركين، كما أن الزواج الجماعي يعمل على إزالة الرهبة وتخفيف الضغط النفسي والاجتماعي على العريس وعائلته حيث هناك من يقوم بالإعداد والتنظيم ويتركز بذلك دورهم في الاستقبال والتوديع.

ومع ذلك ورغم إيجابيات الزواج الجماعي العديدة إلا أن هناك من ينظر للزواج الجماعي بنظرة قاصرة حيث يصمه بأنه لا يحقق الخصوصية وأنه يخص ذوي الدخل الضعيف، بمعنى أنه يحقق فقط التقليل من التكاليف المادية ولاشك أن تلك نظرة قاصرة فالزواج الجماعي له الكثير من الإيجابيات في مقابل ندرة السلبيات التي يمكن تجاوزها فالنظرة القاصرة من قبل بعضهم يمكن تجاوزها وتلاشيها مع مرور الزمن بإقامة المزيد من تلك الزواجات وتعميمها، فالفرح الذي يشعر به العروسان في وجود هذا الزخم الجماهيري والفعاليات المصاحبة والاستقبال الجماعي والهدايا وتأثيث بيت الزوجية أحيانا، كفيل بتجاوز تلك النظرة الضيقة في عدم تحقيق الخصوصية، أما من ناحية أنه يقلل من التكاليف المادية فذلك ليس عيبا أو نقصا بل هو المطلوب لكي يبدأ الشاب حياته الزوجية متحررا من الديون التي قد تثقل كاهله وقد تكون سببا في تنغيص حياته لا قدر الله، لذا وإننا من هذا المنطلق نأمل من الجميع دعم المؤسسات الخيرية والمراكز الاجتماعية التي تعتني وتقيم الزواجات الخيرية لتشمل نشاطاتها كل مدينة وقرية كما نأمل من التجار والقطاع الخاص دعم مثل تلك الأعمال الخيرية التي تعمل على تخفيض تكاليف الزواج الباهظة وتعمل على تيسير عملية الزواج ومساعدة الشباب على تحصين أنفسهم بالزواج وتكوين الأسرة المسلمة لما في ذلك من الأثر الكبير على حياة الشباب واستقرارهم النفسي والاجتماعي. والله الموفق .

- الرياض

Homod7@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة