Monday  25/07/2011/2011 Issue 14179

الأثنين 24 شعبان 1432  العدد  14179

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

البارحة يا مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية عندما نامت الخلق وجن الليل وسكن الكون حتى لكأن الكون من صمته مات، لم أتذكر حينها عبثية المعري، ولا جنون أبي نواس، ولا تهتك ابن برد، ولا زهد أبي العتاهية، ولا كبرياء المتنبي،

ولا المقفع ولا أبي دلامة، ولا الروايات اللافتة، ولا قصائد الشعر، ولا الرابية الخضراء، ولا القمر المنير، ولا عصافير الفجر، ولا طوق الياسمين، لكنني تذكرتك ودعوت الله ألا يردني خائبا من أن تصل رسالتي هذه لك مختصرة هينة لينة وأن تقرأها بمهل لا بعجل، يا مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية سأريح ركابي عند باب إدارتك أو عند باب بيتك أو في الممرات إليك كيفما شئت أو أردت وابتغيت، لآتي إليك متحدثا ولأقول لك بصوت موزون النبرة وخافت الحدة بأن الخطوط الجوية العربية السعودية في منطقة الحدود الشمالية في وضع هش لين وحرج ورقيق وهي تستغيثك وتعتب لأنها في غيهب الظل والجدب، تمشي على وجل، عينها شاخصة، وروحها لائعة، وصدرها في لهب، أثقلها الوهن، ورماها السهم، وأعياها الخجل، حتى صار عظمها وهنا، وشاب مفرقها وابيض مثل الكفن، لقد صار دورها سلبيا وبطيئا وبه تدن ونكوص واختلاف مواعيد وتأجيل وعدم كفاءة وسوء خدمة وسوء طعام وسوء تعامل، والناس هناك قد بحت أصواتهم وتهاوت وسحقهم الألم وغابت عنهم المسرات طويلاً.

يا مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، شجرة الصبار قد نمت في ضلوع الناس هناك وخربشت وجوههم وأحشاءهم، حتى سقطوا بعدها في بحيرات اليأس، إن نوافذ أرواحهم صارت غير مشرعة للضوء، وأصبحت عتمة الزمان تغمر المكان، بعد أن قذفتهم سير الرحلات وسوء الجدولة والتجاهل الكبير بأحضان التأولات الكبيرة، وبعد أن ضغطت هذه الأشياء اللعينة كلها على أجسادهم وأرواحهم وقضمهم عدمية الحال حتى حولتها إلى مجرد أجساد وأرواح رقيقة مسجاة على فراش الانتظار الطويل والأمل الممل، لقد لبس الكثير من الناس هناك ثوب اليأس وتخبؤوا خلف مجراته البعيدة، يا مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية عندما يقدر لك بأن تزور مقرات الخطوط الجوية العربية السعودية ومكاتبها في منطقة الحدود الشمالية ذات مرة، ستصاب حينها بالصدمة والدهشة وستدخل في دوامة التفكير الطويل الممل، وقتها لن تستطيع الكلام وستدمع عينيك وستعيد ترتيب بيت الخطوط الجوية العربية السعودية في الشمال هناك بسرعة البرق، وستحاول ربط الخيوط بعارضتي التأمل والحلم، بين الراكس والطافي على السطح، وستعيد المعادلات التي تشبه شظايا لوح زجاج مكسور إلى أقرب ما تكون إلى السلامة، وإعادتها إلى هيئتها الصحيحة بمواد وخرائط جديدة، إنني يا مدير عام الخطوط الجوية السعودية أحاول معك توسيع الفكرة إلى أقصى حدود الإدهاش، غير أن استحالة تطويع الكلام غير قابل للكلام، إن الصراع الداخلي الذي يمور في صدري منذ أمد أعلنته عليك وكشفته لك هذه المرة بإيجاز حاد، بعد أن توغل في جلدي وعظمي، قصدا وعنوة مني، لأن خطوط الفواصل بيننا ملغاة، لقد أكدت لك بوحي هذا وأريد منك التغيير في وضع الخطوط الجوية العربية السعودية في منطقة الحدود الشمالية وبعجل غير مؤجل وأنت المسئول والمؤتمن وصاحب القرار، وهذا حق الفرد المواطن على المسئول المؤتمن، أن هناك يا مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية الكثير من الأشياء التي لها الكثير من الحالات والدلالات المهمة التي تستحق جدية الوقوف عندها وتأملها وإخضاعها للتشريح والقراءة، غير أنني لا أريد الإطالة، بغية فسح المجال لك لتريناكيف أن الحمامات تصبح جميلة ورشيقة وأنيقة حينما تبدأ التحليق والعبور.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

يا مدير عام الخطوط.. أهل الشمال يستغيثونك ويعتبون!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة