Monday  25/07/2011/2011 Issue 14179

الأثنين 24 شعبان 1432  العدد  14179

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

اسمه: محمد البكري. ملامحه توحي أنه في بداية الثلاثينات، مهندس كهربائي وحاصل على درجة الماجستير في تقنية النانو في التطبيقيات الكهروميكانيكية من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

وقف في الثلاثين من شهر مارس الماضي أمام جمهور من الحاضرين في حفل أو ربما مؤتمر.. لا يهم.. محمد وقف على المنصة وألقى خطاباً أقل ما يقال عنه إنه ملهم وصادق، خطاباً ذكرني بالمناضل الأمريكي العظيم (مارتن لوثر كينج) بفورة الغضب بداخله والتي غيرت شكل أمريكا إلى الأبد.

صرخ البكري قائلاً: «لدي حلم» بأن أرى وطني يقود العالم حين ينطلق منه العلم والنور وتتفجر من عروقه الحضارة، مؤكداً أن لا شيء مستحيلا تحت الشمس.

محمد أعلن بكل فخر أن طموحه لا حدود له أو قيود، بحجم الوطن أو الكون بل وأكبر.. عيون الناس كانت مصوّبة نحوه تطالعه باهتمام وهو يسرد بحب وفخر أمانيه لوطنه، ثم توقف لوهلة، سقطت من عينيه دمعة كانت أبلغ من كل الكلام، موقعة على صدق أقواله وطهارة أمانيه.. انتهى المشهد، وأذكّر أنه ليس مقطعاً من فيلم أو دعاية تلفزيونية، بل قصة طموح شاب سعودي لديه العلم والحلم والقدرة، وأفرح أن مثله في هذا الوطن كثير.

انتابتني أمنية صغيرة، أن أرى محمد البكري وغيره من الشباب الذي يقتات على العلم والمعرفة، ويحيا من أجل دينه ووطنه وأمته، أن يكون وزيراً أو مسؤولاً في إحدى مؤسساتنا الحكومية قبل أن ينطفئ الطموح الفذ ّ في داخله بسبب أنظمتنا البيروقراطية، أو قبل أن تخطفه منا دول العالم الأول حين تغريه بالكثير من التقدير المعنوي لعقله وحماسه، فضلاً عن الأموال التي سيجنيها عندما يصبح مسئولاً نافذاً في إحدى الشركات أو المؤسسات لديهم.

لا أدري: لماذا الوصول إلى الفضاء أسهل من وصول أحد شبابنا إلى أحد المناصب والكراسي المهمة في بلادنا؟ ولا أعرف: لماذا يجب أن يتجاوز عمر المسئول الخمسين عاماً على الأقل حتى ينعم بلقب معالي أو سعادة! لا فكرة لدي حقيقةً عن سر تلك العقود التي يقضيها بعض مسئولينا متربصين بالكراسي وكأنها أصبحت جزءاً من ممتلكاتهم الشخصية ويحق لهم إضافتها إلى بطاقة العائلة!

ألم نعي بعد أن الشباب اليوم هو من يقود العالم ويصنع الثورات والثروات ويقشر الكون ويلبسه ثوباً أكثر عملية وعصرية، إن أهم مواقع الإنترنت وأكثرها تأثيراًعلى الإطلاق - فيس بوك، تويتر، يوتيوب، قوقل- تأسست على يد شباب في ربيع العمر، وأعظم الأفكار والإنجازات تنطلق من عقول من هم في العشرينيات والثلاثينيات لأنها ممزوجة بالحماسة والجنون المطلوب أحيانا..

باراك أوباما تولى رئاسة الولايات المتحدة وهو في الخامسة والأربعين واستلم ديفيد كاميرون حقيبة مجلس الوزراء وهو في الرابعة والأربعين، أما السيد غيتس فأسس الشركة العملاقة (مايكروسوفت) وهو في مطلع العشرينات، كما أن قائد ثورة الشباب في مصر والمدير الإقليمي لشركة قوقل وائل غنيم لم يتجاوز الثلاثين من عمره بعد، والراحل غازي القصيبي قدم إنجازات عظيمة في وزارة الصناعة والكهرباء والصحة كذلك وهو في منتصف الثلاثينات، ألم نرَ كيف استطاع الإعلامي الشاب أحمد الشقيري أن يغير أفكار ملايين المشاهدين من خلال الدقائق القليلة لبرنامجه الشهير خواطر؟؟ ألم يحمل على عاتقه مهمة الإصلاح والتنوير من خلال البحث عن حلول لمشاكلنا وأسباب تخلفنا ونجح بامتياز في ذلك؟؟

أعرف جيداً أن هناك ألف محمد البكري حولنا، وأعلم أن مئات الألوف من المبتعثين القادمين من شرق الأرض وغربها متسلحين بالعلم والأمل والحلم هم مستقبلنا القريب.. فلماذا لا نمنحهم فرصة المشاركة في رسم الخطط الكبرى للوطن؟ لماذا لا يكون لهم مقاعد في مجلس الشورى والمجالس البلدية؟ فهم أدرى بمشاكل جيلهم وأعلم بهمومهم وقضاياهم وأقدر على حلها، فلنثق بهم ولنمنحهم الفرصة ليجعلوا العالم من حولنا مكاناً أفضل.

نبض الضمير:

(في عصر الإنترنت، أصبح من يصغرك بيوم أعلم منك بسنة)

عبدالله بن جمعة، رئيس أرامكو سابقا

 

ربيع الكلمة
مارتن لوثر كينج السعودي !
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة