Thursday  28/07/2011/2011 Issue 14182

الخميس 27 شعبان 1432  العدد  14182

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنت صباح يوم الأحد الماضي على متن طائرة سعودية في رحلة داخلية!!، أبحث -وأنا بين السماء والأرض- عمّا يسعد ويبعث على التفاؤل ويجدد في النفس الطمأنينة والثقة بالسلامة وطوال العمر وأمن البلاد وأنس العباد. طلبت من بين الصحف جريدة الشرق الأوسط «جريدة العرب الدولية» كما تقول هي عن نفسها، وكالعادة بدأت الاطلاع على العناوين الرئيسة في الصفحة الأولى، وحتى أصحب القارئ الكريم معي إلى صلب الموضوع أنقل له جميع عناوين الصفحة الأولى تاركاً التفاصيل ومعرضاً عن الصور والتحاليل، والعناوين حسب الترتيب هي:

خادم الحرمين الشريفين: المملكة نجحت في التصدي لآفة الإرهاب وآلته الضالة المدمرة.

انفجارات وإطلاق نار في الكلية الحربية بحمص.

الجيش السوري يقتحم بلدات جديدة.. وإضراب عام يشل مدناً سورية..

الأمم المتحدة تحذر من وقوع جرائم ضد الإنسانية.

مصر: مسيرة إلى مقر المجلس العسكري تتحول لصدامات وسقوط جرحى

تلاسن بين «6 أبريل» وقادة بـ «المجلس».. وطنطاوي يتعهد ببناء دولة ديمقراطية حرة.

مذبحة أوسلوا.. القتلى 91 والمنفذ أصولي مسيحي.

تنكيس الأعلام.. ورئيس الوزراء وصفها بـ»المأساة الوطنية».

الفيفا يوقف القطري ابن همام مدى الحياة لاتهامه بتقديم «رشى»

رئيس الاتحاد الآسيوي قال إنه سيلجأ لمحكمة لوزان للاستئناف.. و5 يتنافسون على خلافته.

إيران: اغتيال عالم نووي أمام منزله وإصابة زوجته.

خامنئي: الخليج بات منطقة مستقلة بفضل الحضور الإيراني.

أول سؤال طرحته على نفسي وأنا أقرأ هذه العناوين الدموية الحارقة.. ترى هل فعلاً الإنسان إلى هذه الدرجة من الإفساد والسفك؟، وتولد عن هذا السؤال إبحار وتأمل في قول الملائكة الكرام عن جنس بني آدم أنه مفسد وسفاك للدم، كيف استطاعت أن تصل إلى هذه المسلمة وآدم لم يكتمل خلقه بعد؟، وأين هو الدرع الواقي والمغير الحقيقي من هذا السلوك السلبي المشين إلى السلوك الإيجابي لدى آدم الذي به وبسببه استحق هذا المخلوق منحة الاستخلاف، أين هذا من واقع الإنسانية اليوم الذي كما هو واضح من عناوين الصفحة الأولى وما في غيرها أشد وأنكى وما خفي أعظم؟.

إن هذه التساؤلات تعيدنا إلى سؤال قديم يتجدد، ترى هل الأصل في هذا المخلوق الخير أم الشر، وما دلالة الفطرة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل هي فقط مقتصرة على المسلمات القلبية ذات البعد المعنوي وليس لها علاقة بالسلوك الحياتي والتصرف اليومي وأخلاقيات التعامل ومجريات الواقع المعاش أم أنها تشمل هذا وذاك؟.

هل نحن في زمن الفتن التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي من أبرز علاماته وأهم ملامحه كثرة «الهرج» -القتل-، (... ليس بقتلكم الكفار ولكن يقتل بعضكم بعضاً حتى يقتل الرجل جده وأباه وأخاه وابن عمه وجاره. قال الراوي : فأبلس القوم حتى ما يبدي رجل منا عن واضحة. وفي رواية أحمد: قالوا: سبحان الله ومعنا عقولنا؟ قال: لا، ألا إنه ينزع عقول أهل ذاك الزمان، ويخلف له هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء).

طبعاً هذه مجرد تساؤلات ثارت في خاطري لحظة صمت تأملي عميق، طرحتها هنا كما هي دون تكلف أو إعادة صيغة بين يدي القارئ الكريم للتفكير حولها، وسوف أواصل الحديث عنها وأحاول الإجابة عليها بإذن الله في مقال يوم الثلاثاء المقبل ثاني أيام رمضان الكريم، وكل عام وأنتم بخير.. وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
"أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" 1 - 2
عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة