Friday  29/07/2011/2011 Issue 14183

الجمعة 28 شعبان 1432  العدد  14183

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الحافلة
محمد يوسف

رجوع

 

ورث وظيفة أبيه - ساعٍ في أحد المكاتب - يذهب لعمله بالحافلة.. يقف على بابها دائماً، لم ينعم بكرسي.. زوجته دائمة الشكوى.. تطلب وهو عاجز.. يعلو صوتها وهو صامت.. تسرد - بطريقتها- أمامه حكاية فلان وفلان، وكيف أصبحوا من أصحاب الآلاف.. هكذا كان حلمها.

ينام دائماً مهموماً.. استيقظ، ارتدى ملابسه، لاحظ أن أولاده لم يذهبوا للمدارس، لم يهتم.. في المحطة قليل من الناس.

جاءت الحافلة والمقاعد تكاد تكون خالية.. وضع جسده المنهك على مقعد كان يتمناه. تكاد الشوارع أن تخلو من المارة، والمحلات لم تفتح أبوابها بعد. ظن أن اليوم الجمعة.. ولكنه كان متأكداً أن اليوم ليس جمعة.. الكمساري لم يهتم بقطع تذكرة له.. هبط. عند مقر عمله.. الأبواب مغلقة والمبنى خال إلا من أفراد الأمن.. سأل أحدهم.. ضحك.. وقال اليوم عيد.

زاد همه هماً.. تذكّر أن صاحب المكتب الذي يقع منزله بعد محطة من مقر العمل.. حيث الحي الفخم.. يوزع كل عام العطايا على العمال والموظفين. ترجّل حتى وصل، لاحظ إشارة مرور لم يرها من قبل مكتوب عليها (الدوران إجباري للمشاة) وتحتها يقف شرطي، نادى عليه، أعطاه كيساً أسود، حمله ووجد السائق والكمساري يحملان نفس الكيس.. أقلتهم الحافلة وعادوا مرة أخرى من حيث أتوا.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة