Monday  01/08/2011/2011 Issue 14186

الأثنين 01 رمضان 1432  العدد  14186

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كلمة (هبوب) نطقها المذيعون الأمريكان في قنواتهم مخلوطة بالضحك والاستغراب بالضم والشد والمد والمط وغير ذلك، كانوا يرددونها بطرق مختلفة، وهم يحاولون وصف أو تفسير موجة الغبار التي هاجمت وهبت مؤخراً على أمريكا وعلى ولاية أريزونا بالتحديد!

ولقد تنادى القوم لإطلاق اسم لهذا الزائر الجديد فلم يجدوا له اسماً. وذكرت إحدى المذيعات أنه موجود لدى العرب، وأنهم يسمونه (هبوب). وفي لقطات مختلفة لعدد من المذيعين في محطات عدة راحوا ينطقون هذا الاسم للغبار المكتسح مع تعجب من الاسم الذي نطقوه بكل الطرق! ولا أدري من الذي أشار عليهم بهذا الاسم الخاطئ؛ لأنه لم يوفَّق؛ فشتان بين الهبوب والغبار! يقول الأمير خالد الفيصل (دايم السيف):

كل ما نسنس من الغربي هبوب

حمل النسمة من الغالي سلام

ويقول الشاعر ابن شريم:

هبي بريحه يا هبوب الشمالي

كود الجنوب ومطلع الشمس تنصاه

فالهبوب في مفهومنا الشعبي هو الرياح المنعشة والهادئة، لكن إطلاقهم هذا المصطلح على موجة الغبار المكتسحة يدل على أن الأمريكان كثيراً ما يُخدعون في المعلومات! ألم يُخدعوا عندما قدمت لهم المعارضة العراقية معلومات خاطئة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، التي اعتمدها ثم اعتذر عنها فيما بعد السيد (كولن باول)! ولكن في مسألة الغبار يبدو أن في الأمر (مؤامرة)؛ لتشويه صورة العرب وبيئتهم والنَّيل منهم، وإلا فمثل هذه الأجواء المغبرة تمر على كثير من الأمم، فلماذا اعتماد تسمية عربية! وحقيقة فمن شاهد الصور التي بُثّت سيجد أن الغبار الذي هاجم أريزونا يشبه فعلاً ذلك الغبار الذي هاجم الرياض قبل سنتَيْن، وتم تصويره من فوق برج المملكة وهو يلتهم الأحياء السكنية.

لكني أعتقد أن لذلك الغبار الذي يهاجم أمريكا لأول مرة دلالات يمكن الوقوف عندها! وأتساءل: كيف فاتت الدلالات على السادة الأمريكان؟! ففي هذا العام تعرّضت بعض الولايات لفيضانات مدمِّرة، وقد يُقال إن ذلك أمر عادي، وكثيراً ما يحدث! ولكن الأمر غير العادي هو تعرضها لموجة الغبار لأول مرة، والأمر غير العادي أيضاً هو أن درجات الحرارة ارتفعت لتودي بحياة (22) شخصاً، عندما وصلت إلى (51) درجة في ولاية (ايوا) في وسط الولايات المتحدة! وفي أكثر من ولاية لم تقل الحرارة عن (40) درجة!

باعتقادي أن أمريكا الآن تحصد ما زرعت، وأن التغيرات المناخية في الكرة الأرضية، التي يعزوها خبراء المناخ للاحتباس الحراري، ولـ(انخرام) طبقة الأوزون، جاءت بسبب أن الولايات المتحدة ترفض التوقيع على الاتفاقية التي تقضي بخفض انبعاث الغازات الدفيئة. وتعتبر الولايات المتحدة وأستراليا أكبر دولتين صناعيتين في العالم ترفضان التوقيع على الاتفاقية. ويعتقد العديد من العلماء أن الغازات تهدد الحياة على الأرض بصورة جدية، وذلك بالتسبب في الارتفاع التدريجي في حرارة الأرض.

والى تلك الغازات تُعزى العواصف القوية وارتفاع مستوى البحر وتقلص مساحات مواطن الحياتين النباتية والحيوانية. فكوكبنا الجميل يمر بجملة تغييرات مناخية بعضها يهدد حياة البشر مثل تسونامي والجفاف والتصحر؛ لذلك فإن الـ(هبوب) هو إحدى الإشارات المناخية إلى أن التغير والغبار الذي استوطن عندنا منذ سنوات عدة بسبب غازات أمريكا لن تكون أمريكا بمعزل عنه. فشكراً لـ(الهبوب)؛ لأنه دقَّ ناقوس الخطر باللغة العربية في أمريكا!

alhoshanei@hotmail.com
 

أمريكا والهبوب العربي
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة