Tuesday  02/08/2011/2011 Issue 14187

الثلاثاء 02 رمضان 1432  العدد  14187

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

وجاء شــهر الرحمات حاملاً لهذه الأمة بشائر الرحمة والغفران من لدن الكريم المنان، جاء شهر رمضان فاستبشر بقدومه أبناء هذه الأمة.. أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما يعلمون ما فيه من عظيم الأجر ولو لم يكن فيه إلا ليلة القدر، هذه الليلة التي هي كألف شهر لمن وفق قيامها إيماناً واحتساباً.

***

لن أتكلم إليكم عن فضل هذا الشهر وما أُعد فيه للمتقين العاملين، ولكني أتكلم عن جزئية بسيطة كثيراً ما نتكلم عنها وحولها ومع ذلك لم نر تغيراً في الناس، هذه الجزئية هي قضية تهافت الناس على تنويع المطاعم والمشارب في هذا الشهر الكريم، حتى صار شهر رمضان شهر زيادة الأوزان وتكاثر أمراض المعدة والقولون، لما يحصل من هجوم شرس على أنواع المقليات والمخبوزات والحلويات، حتى صارت موائدنا تقشعر منها الأبدان الحاملة للقلوب السليمة والعقول النيّرة، لك أن تعد الأصناف التي توضع أمامك عند الأذان وبعد الصلاة ستجدها كماً هائلاً لا يمكن لمعدة مهما أُوتيت من قوة وسلامة من هضم جزء منها!

هذه الثقافة الموائدية النهمة في هذا الشهر تحديداً باتت تثقل كاهل الكثير من الأسر ومع ذلك ما زال الإصرار على هذا النهج الخطأ شرعاً وعقلاً يسيطر على عقول الكثير منا في تحدٍ صارخ لرغباتنا الداخلية وفي إرهاق كبير لميزانياتنا الأسرية، وقد لا نتخلص من هذه العادة إذا لم نتخلص من المباهاة والمفاخرة والتقليد الأعمى.

***

إن من لم يستشعر عظمة هذا الشهر وأنه شهر الصيام لا شهر الطعام لن يستطيع التخلص من هذه العادة التي يتفق الجميع على أنها من العادات وليس من العبادات، وبالتالي فإن محاولة التخلص منها أو على أقل تقدير التقليل منها أمر يجب على الجميع التعاون في سبيل تصحيحه.

***

عندما يقول المؤذن: الله أكبر منادياً لصلاة المغرب ومؤذناً بانتهاء وقت الصيام تتسابق الأيدي إلى صنوف المأكولات وكأن ذلك الفعل من مكملات بل من واجبات الإفطار! تترك السنن التي أرشدنا إليها نبينا الكريم التي فيها الأجر وسلامة البدن، كأن نبدأ إفطارنا برطبات أو تمرات أو مذقت ماء، ونسارع إلى ما يضر صحتنا ويقلل من أجرنا..!

***

إنني أعتقد أن تغيير هذه العادات يحتاج إلى بث الثقافة الغذائية الصحيحة أولاً، تليها الثقافة الاقتصادية، وهذان الأمران تكون محصلتهما النهائية اتباع النهج النبوي الكريم الذي هو في حقيقة الأمر يُعنى بالصحة والاقتصاد، لعلنا في هذا السياق نتذكر قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه.

***

هذا التوجيه النبوي هل استحضره الصائم تحديداً وهو يجلس على مائدة الإفطار؟ والجواب بكل تأكيد لا، فلو استحضره لما أرهق جسده وقلبه وقبل ذلك أهل بيته بهذه الأصناف التي تضر أكثر مما تنفع.

***

إن شهر الصيام شهر عظيم يجب علينا استحضار عظمته في كل حركاتنا وسكناتنا، في ما نقول وما ندع، وإلا فلن يكون لنا من صيامنا إلا الجوع والعطش.

تقبَّل الله صيامكم.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com
 

حديث المحبة
حديث مكرر.. ولكن
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة