Tuesday  02/08/2011/2011 Issue 14187

الثلاثاء 02 رمضان 1432  العدد  14187

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

برنامج رمضان
خالد بن سعيد آل سالم

رجوع

 

أتى رمضان مزرعة العباد

لتطهير القلوب من الفساد

فأد حقوقه قولاً وفعلاً

وزادك فاتخذه للمعاد

فمن زرع الحبوب وما سقاها

تأوه ندماً يوم الحصاد

إن العبد الصادق يستغنم الفرصة قبل دخول هذا الشهر الفضيل والذي هو خير الشهور، فيتجهز لاستقباله بإنهاء أشغاله ومتطلباته حتى ما يتعلق بالعيد، لكي يتفرغ بنشاط وعزيمة في حسن استغلال أيامه المعدودات.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة.

(لعلكم تتقون) هو الهدف الأسمى والمطلب الأسنى من صيام رمضان (تحصيل التقوى) التي بها يشرح الله الصدر ويضع بها عن العبد الوزر، إنها التقوى التي بها يكون العبد قريباً من خالقه جل وعلا، يستشعر معيته سبحانه وحفظه وتسديده ويذوق بسببها حلاوة الإيمان والأنس بالكريم الرحمن وحب الطاعات وبغض السيئات.

لذا أخي الكريم عليك أن يكون هدفك تحصيل تقوى رب العالمين والتي بها سعادتك ونجاتك في الدنيا والآخرة.

وحتى نكون (بإذن الله) من المتحلين بالتقوى المكتب بين لها خاصة في خير الشهور فلابد أن نوقن أن الوقت مادة حياتنا فإذا أحسنا ترتيبه واستغنامه فزنا بإذن الله أكرم الأكرمين، ومن الخطوات لذلك:

- تجنب السهر، فليس من السنة السهر في رمضان إلا في العشر الأواخر في إحيائها بصلاة القيام.

- نومك المبكر يعينك - بإذن الله - على أن يكون لك نصيب من قيام آخر الليل (قبل السحور) وتوقظ أهلك لذلك وتكثر فيه من الاستغفار والدعاء.

- وأيضاً يكون ذلك عونا لك - بإذن الله - على التبكير للصلوات بنشاط ومن ذلك صلاة الفجر.

- يفضل في برنامجك أن تجعل كل ورد من القرآن الكريم بعد صلاة الفجر في المسجد حتى الاشراق ثم تصلي الضحى مع المحافظة على أذكار الصباح.

- ربّي نفسك وأهل بيتك على المبادرة إلى الصلاة عند سماع الأذان وحثهم على ذلك.

- اهتم بتوجيه زوجتك وبناتك في حفظ أوقاتهن والتعبد لله تعالى وعدم تضييع الأوقات في الإكثار من صنع المأكولات والحلويات.

- استغنم الوقت بعد صلاة العصر إلى المغرب في المسجد في ذكر أذكار المساء وتلاوة القرآن الكريم فقد كان من هدي السلف في رمضان ملازمتهم للمساجد ليحفظوا أوقاتهم وجوارحهم مع التنبه لحسن التلاوة والتدبر فليس العبرة كم ختمة ختمت إنما القصد كيف يكون اثر كلام الله عز وجل على قلبك وسلوكك.. يقول جل وعلا {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص. قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تهزّوا القرآن هزَّ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

- اجعل لأهلك وأبنائك وقتا مناسبا، كما بعد الافطار لتوجيههم وارشادهم ومؤانستهم والقراءة عليهم مثلاً، من كتاب ينفعهم.

- اختر الإمام الذي تصلي معه العشاء والتراويح وترى في صلاته الطمأنينة وفي تلاوته التأثير لتصلي معه طوال الشهر حتى لا تذبذب نفسك بكثرة التنقل بين المساجد وحتى لا يفوتك شيء من الصلاة واصطحب أبناءك معك.

- وإن أرادوا أهل بيتك الصلاة مع الجماعة فلا تمنعهم وإنما أرشدهم للتستر الكامل والبعد عن الزينة والأطياب والا يكون خروجهن فيه مضرة على الأبناء الصغار.

- أكثر من الدعاء لنفسك، ولأهلك وأبنائك وللمسلمين في سجودك وبين الأذان والاقامة وآخر الليل، فإن الدعاء في رمضان خاصة (مظنة الاجابة) وفضله عظيم.

- ليكن لك صلة وتفقد لارحامك وأقاربك في هذا الشهر الفضيل، وإن كان أحد منهم محتاجا فمد يد العون له فقد قال صلى الله عليه وسلم (الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة) رواه الترمذي وحسنه.

- وإن كان وقت رمضان لإخراج زكاتك فاحرص على تفقد المستحقين.

- وأيضاً ليكن لإخوانك المحتاجين منك نصيب إما كساء أو غذاء أو افطار صائم أو مساهمة في المشاريع الخيرية فإن أجر ذلك في رمضان كبير.

- احرص على العمرة في رمضان؛ فقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- قوله (عمرة في رمضان تعدل حجة) رواه البخاري مع التنبيه أن فضلها في أي يوم من الشهر وليس في العشر الأواخر أو ليلة سبع وعشرين، فاحذر أن تقع في تحديد فضل توقيتها من عندك فتقع في بدعة.

- الاعتكاف سنة مؤكدة في العشر الأواخر من رمضان، وقد داوم عليه -صلى الله عليه وسلم- حتى توفاه الله؛ فإن استطعت أن يكون لك نصيب منه فافعل فإن فضله وأثره جليل على القلب والسلوك.

- وأخيراً.. إن هذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة لتهذيب السلوك والأخلاق وحسن المعاملة فلنحرص كل الحرص على تحقيق ذلك مع أهلينا وأقاربنا والناس في الدعوة إلى الله تعالى؛ فإن القلوب في هذا الشهر قريبة من الله جل وعلا فلنكسب لهذه القلوب لتوجيهها إلى مولاها سبحانه وتعالى بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة، وبالوسائل النافعة من أشرطة مفيدة أو كتب قيمة أو أي باب خير نجد أننا نحسن الدلالة عليه حتى يعم الصلاح في النفس والناس ولنضاعف أجورنا وحسناتنا بإذن الله وفضله وكرمه.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة