Wednesday  03/08/2011/2011 Issue 14188

الاربعاء 03 رمضان 1432  العدد  14188

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

ينتج العمل الجيد والمنظم ويُؤتي أُكله ولو بعد حين، ونتاجه حتماً سيكون على قدر العطاء والجهد المضاعف، وثماره اليانعة ستكون نجاحاً وقطافاً يمطر سعادة كبيرة وابتهاجاً لأصحاب العمل وكل من له علاقة به، بل كل من يُقدّر الجهد والبذل والعطاء ويتابع النشاط ويستمتع ويبتهج به..

مؤكد أن الأخضر الشباب كان في مباراته فجر يوم الاثنين الماضي أمام منتخب كرواتيا ممتعاً ومبهجاً جداً لكل رياضي سعودي، بل لكل مواطن شاهد المباراة وتابع عطاء الشباب وجهدهم وروحهم وكرتهم وإصرارهم، وأيقن تماماً أن ما قدموه لم يأت بالصدفة إطلاقاً، وإنما هو بالتأكيد نتاج مجهود كبير وعمل طويل ومنظم استمر قرابة عام كامل، كان فيه جهد وإصرار وعزيمة وثقة وأثمر في النهاية عن تقديم المنتخب الشاب بصورة كروية جميلة ورداء أخضر زاهٍ وأداء أخّاذ وخلاّق، ولا شك أن النتيجة كانت جيدة جداً، لكن الأهم منها وقبلها هو (الأداء والمستوى والروح) التي كان عليها الفريق، فقد لعب بشكل جماعي، وبروح عالية، وثقة كبيرة وتجانس واضح وسيطرت روح الفريق الواحد على أداء اللاعبين جميعاً، وتجاوز الشباب الصغار الكثير من الأخطاء السابقة التي شابت أداءهم قبل البطولة، ومنها الفردية والبطء في الارتداد وعدم استغلال الفرص، ولم يكن ما قدمه اللاعبون الصغار اعتباطاً أو رمية من غير رامٍ، وإنما يقف خلفه عمل متكامل ومنظم (فني وإداري) فالجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني الكابتن خالد القروني استثمر معرفته واطلاعه وخبراته ووظفها لمصلحة الأداء والمستوى، بعد أن أعد برنامجاً متكاملاً طوال الفترة التي أعقبت التأهل عن آسيا، وكان يراهن عليه، ويؤكد أن النتيجة ستكون مفرحة للجميع في النهائيات، والجهاز الإداري قام بواجباته ودوره ومتابعته وتذليله الصعاب والعقبات التي تواجه اللاعبين والعمل، والتكامل في المهام والواجبات هو بالتأكيد من أهم مقومات وأدوات وسبل النجاح والتفوق.

من غير مبالغة أو إفراط في الثقة؛ فإن الأخضر الشاب مؤهل ولا شك بأن يتاهل عن المجموعة، بعد الفوز في مباراة فجر الغد - باذن الله تعالى - على جواتيمالا، إذا ما قدَّم نفس مستواه وأدائه وجماعيته وكرته وروحه وقوته وأدائه الجماعي المتوازن، بل هو مؤهل أن يذهب بعيداً في البطولة، فالروح المعنوية لا بد أن ترتفع والبهجة الكبيرة للمسؤولين والجماهير والدعم الذي وجده اللاعبون وفريق العمل لا بد أن يزيد من الدوافع الذاتية للاعبين، ويقود إلى مزيد من التركيز والعطاء والجهد المضاعف، وهو ما نتوقعه وننتظره - باذن الله - وفي كل الأحوال فإن المراد والمطلوب من الأخضر الشاب، تأكد ولا شك، وهو التأكيد على أن الكرة السعودية بخير.

نعم إن المراد والمطلوب من منتخب الشباب تحقق ولا شك، والمراد الذي أعنيه هو - من وجهة نظري - تأكيد أن الكرة السعودية تملك البنية التحتية في القاعدة والقدرة البشرية في المواهب والاستعداد الفطري من اللاعبين الواعدين، وأن مستقبلها لا ينتظر البناء من الصفر، كما يزعم البعض، وإنما الاستثمار الأمثل والتوظيف الجيد والانتقاء العملي الحيادي النزيه للأسماء التي تستحق أن ترتدي القميص الوطني، وبالتالي تقدره وتعطيه حقه من الاهتمام والجهد والتعظيم.

كلام مشفر

بغض النظر عن النتائج والقادم من المباريات يستحق الأخضر الشاب أن تُبنى عليه الآمال الكبيرة والمنتظرة والتوقعات في أن يُشكّل العديد من الأسماء التي قدمت نفسها بشكل متميز مرتكزات القادم المنتظر للمنتخب الأول، وبمقدورها أن تكون الرهان الكبير للأخضر الكبير ومستقبل الكرة السعودية

مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم السيد ريكارد مطالب بأن يكون أكثر جرأة وشجاعة وهو يبدأ العمل الرسمي مع الأخضر، فيقتحم العمل بالأسماء الواعدة والشابة والنضرة التي تعطي للمنتخب القوة والحيوية، وتملك القدرة على العطاء وبذل الجهد، ولديها دوافع ذاتية خاصة تحفزها للمثابرة والتألق وتقديم المطلوب في المشوار الطويل.

قرار التجاوز عن اللاعبين الذين تخطوا سن الثلاثين وأكثر في الأخضر الكبير، خطوة عملية يجب أن يقدم عليها ريكارد بكل شجاعة وتجرد، فالهدف ليس مباراة أو مباراتين، وليس مجرد التصفيات والوصول بأي طريقة، وإنما هو البناء المتكامل والمنظم وعلى النحو الذي سار عليه الأخضر الشاب.

بل إن هذا التجاوز من وجهة نظري يفترض أنه (هدف إستراتيجي) يجب الأخذ به من قبل الجهاز المسؤول عن المنتخب وأن يكون تم الاتفاق عليه قبل مباشرته العمل، بل المنتظر التأكيد عليه من قبل اتحاد كرة القدم.

تمنياتنا لمنتخبنا الشاب في مباراتة غداً وكل المباريات القادمة، ودعواتكم لهم جميعاً، رياضيين وآباء وأمهات بأن يوفقهم الله ويسدد خطاهم ويكلل جهودهم بالفوز والانتصارات لتدوم الفرحة والبهجة للجميع .. وكل عام وأنتم بخير، كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب.

 

الحاسة السادسة
المطلوب تأكد والمراد تحقق
عثمان أبوبكر مالي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة