Saturday  06/08/2011/2011 Issue 14191

السبت 06 رمضان 1432  العدد  14191

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حتى بحلــول شهر رمضــان استمر «شهبندرات التجار» في رفع الأســعار..لم يحسنوا استقبال الشــهر الكريـم ولـــم تأخذهم الرحمة أوتدغدغ مشاعرهم روحانيات الشهر الكريم وتوسلات الفقراء والمساكين.. لم تتحرك في قلوبهم نزعات الخير والإحسان التي عادة ماتنهمر في مثل هذه الأيام المباركة وتهطل سحائبها على الناس بغزارة فأصروا على الاستمرار في عنادهم فرفعوا الأسعار لمعدلات قياسية متجاهلين القرارات والحملات المتواصلة والمقاطعات المستمرة.

حملات في كل مكان أكثرها إثارة للاهتمام حملة شباب البلاك بيري الأشاوس تحت مسمى «كلنا حماية للمستهلك.. كلنا هيئة مكافحة الفساد» شباب البلاك بيري الصغار سنا والكبار عقولا استشعروا مسئولياتهم تجاه مجتمعهم وطلعوا (أبرك) من مجلس الغرف التجارية الذي انحاز عمدا للتجار ورفض اتهامهم بالجشع وشجع حركة الشيطنة الجشعة وبررها تبريرا مضحكا كذب في سياقاته كل ماطرحه الرأي العام وفق المنشور في جريدة الوطن السعودية، وقال المجلس الموقر: إن ظاهرة ارتفاع الأسعار ليست ظاهرة سعودية بل ظاهرة عالمية ناجمة عن نقص المعروض العالمي من المحاصيل وارتفاع أسعار البترول! قد يقبل البعض هذا التبرير نظريا يعني على الورق وفي معادلات اقتصادية تدرس لطلاب الجامعة أو يسعى خبراء لاختبار مدى صحتها في الواقع. بالنسبة لي ومن وجهة نظر شخصية أشك في هذا التبرير وأحس أن بداخله التواءات وتعرجات وتمويهات لايفك شفراتها إلا الفهم المشترك بين شهبندرات التجار وقادة التبريرات في غرف التجارة وهي غرف التجار ومنازلهم أيضا فأين الغرابة في هذا التبرير المريب؟

تبرير غرفة التجارة مايدخل المخ ولا المخيخ وودي أصدقه بس قوية يا أخوان فنقص المعروض كما يبررون ينفيه التكدس الرهيب للبضائع في المحلات ولو فيه نقص كان قل المعروض أو انقطعت السلع فلا تجدها في المحلات هذا مانعرفه اقتصاديا إلا إذا كانت المفاهيم الاقتصادية في غرفة التجارة غير شكل! أما ارتفاع أسعار البترول فمتى انخفض منذ سنوات حتى يرتفع؟

ارتفاع الأسعار بلاء حل على الناس وقلب المعادلة لتزداد أرصدة التجار وتمتلئ جيوبهم وتصفر أرصدة محدودي الدخل وتخلو جيوبهم وهو ارتفاع واكب صرف راتب الشهرين ومناسبة دخول شهر رمضان وإقبال الناس من الآن لشراء مستلزمات العيد ثم المدارس فكأن التجار يرون أن تزامن هذه المناسبات وتقاربها فرصة قد لاتتكرر مستقبلا لذا رموا بثقلهم بكل قوة أصابت المستهلكين إصابات موجعة في نقاط ضعفهم. والتجار يدركون أن حركاتهم في منأى عن عيون رقابة وزارة التجارة المصابة بالعشى الليلي حتى أصبحت لاترى ولا بربع عين إن كانت هذه الرقابة تعمل أو أنها خارج نطاق الخدمة لأجل غير مسمى والمصيبة إن كانت تتعامى عما يجري لأن التعامي أو التغاضي مصيبة عظمى وطامة كبرى وذنب لايغتفر.

لن أتحدث عن هيئة حماية المستهلك إن كانت لاتزال في المشهد لكن أريد أن أسأل عن رقابة وزارة التجارة إنفاذا للأوامر الملكية الكريمة وأين هي من ارتفاع أسعار الشعير وهلاك المواشي, وارتفاع أسعار الألبان ,ثم ارتفاع أسعار الشامبو 20% يعني أصرف لنا نغسل رؤوسنا وأجسامنا بصابون والله حالة.

حملات ماقصروا الشباب, مقاطعات في كل مكان ومن كثر المقاطعة صار عندنا ثقافة استهلاكية عفوية لعل هذا الجشع يقل وتسكت غرفة التجارة عن تبريراتها اللا منطقية وتتحرك الوزارة للقيام بواجباتها.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
غرفة التجارة تبرر جشع التجار!
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة