Sunday  07/08/2011/2011 Issue 14192

الأحد 07 رمضان 1432  العدد  14192

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

حينما نتأمَّل شأن الأعمال الجليلة في بلادنا، نجد أن مكاتب دعوة الجاليات تأتي في المراكز الأولى لتلك الأعمال، لأنها تحمل لواء الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، وتغتنم فرصة وجود الملايين بيننا من العمال والمستثمرين والمستشارين في مجالات الهندسة والطب وغيرها من التخصصات في القطاعات العامة والخاصة، تغتنم فرصة وجودهم فتدعوهم إلى دين الله الحقِّ، وتسعى إلى رفع غشاوة الكفر والإلحاد عن عقولهم وقلوبهم وعيونهم.

إنّ المتابع المنصف لأعمال هذه المكاتب الدعوية المباركة منذ أن نشأت صغيرة قليلة العدد، ضعيفة الموارد إلى أن كبرت وانتشرت وأصبحت معالم مضيئة تمثل المملكة العربية السعودية خير تمثيل من حيث دعوة غير المسلمين المقيمين في أنحاء المملكة بالحسنى، والتعامل الأمثل، ومن حيث إزالة بعض «الصور السلبية» التي ترسمها بعض أنماط التعامُل السيئ في أذهان العالمين في القطاعات المختلفة من غير المسلمين.

إنّ مكاتب دعوة الجاليات في المملكة تجربة ناجحة النجاح كلَّه، مفيدة الفائدة كلَّها، وهي تجربة ناضجة مرَّت بها سنوات طوال أفادت فيها من بعض ما يَعْتَوِرُ مثل هذه الأعمال من الأخطاء، فصوبت وقومت، حتى أصبحت أنموذجاً ممتازاً يستحق أن يشاد به، وأن يكرَّمَ القائمون عليه، وأن يُدْعم دعماً مادياً ومعنوياً متواصلاً.

لقد التقيت ببعض الذين منَّ الله عليهم بالإسلام وهم يعملون في المملكة فوجدتهم مسلمين متميِّزين في معتقدهم، وسلوكهم، وحماستهم للإسلام، بعد أن ذاقوا حلاوته، واستظلُّوا بظلاله الوارفة وقد أصبح منهم دعاةٌ ذوو نشاط دعوي كبير في بلادهم بعد أن عادوا إليها، ومنهم أوروبيون، وأمريكان، وأفارقة، وآسيويون، ويابانيون، وصينيون، وغيرهم من أجناب البشر.

ومما أسعدني فيمن التقيت بهم منهم أنهم أصحاب قلوب مطمئنة وعقليات مضيئة، وأن الصورة الذهنية عندهم للإسلام صورة مشرقة رائعة، وقد حدَّثني أحدهم أن من نِعم الله عليه أنه تواصل مع مكتب دعوة جاليات البطحاء بالرياض في الوقت الذي كانت نفسيته في أسوأ حالاتها بسبب تعامل كفيله السعودي معه، فقد انتشله المكتب من تلك النفسيَّة، وأخرجه من ظلام الكفر إلى نور الإسلام وتواصل مع كفيله بصورة رائعة من صور المناصحة بالتي هي أحسن، حتى تحوَّل كفيله إلى صديق عزيز، وأخٍ في الله له مكانة كبيرة في نفسه، وتغيَّرت بذلك أساليب تعامل الكفيل مع العاملين معهم جميعهم، وهذه صورة رائعة لإصلاح مزدوج لمكاتب دعوة الجاليات، إصلاح قلب الكافر بإسلامه، وإصلاح قلب الكفيل المسلم بدعوته إلى حسن الخلق والتعامل وهو ما يدعو إليه ديننا الحنيف قرآناً وسنّة وسيرة مباركة.

ولعل مما يجعلنا نقوم ببعض حقوق هذه المكاتب أن نشير إلى أنها سباقة إلى استخدام الوسائل الحديثة من «حاسوب وبرامجه» ومن شبكة إلكترونية بمواقفها ومنتدياتها المتعددة، ولقد أدهشني مكتب واحد من هذه المكاتب المباركة، ألا وهو مكتب دعوة الجاليات في مدينة الجبيل، لما رأيت فيه من نظام دقيق، يجعلك تصل إلى المعلومة التي تريدها في لحظات لا تتجاوز الدقيقة والدقيقتين، وهو حلقة في سلسلة هذه المكاتب الدعوية المضيئة، فهي تتبارى في الإبداع والإتقان.

ومكاتب دعوة الجاليات مثال رائع للتعامل القوي المتواصل مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، كوزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة العمل، والرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووزارة الداخلية ممثلة في إمارات المناطق ومحافظاتها، ووزارة التعليم العالي من خلال الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية، وهيئة كبار العلماء وغيرها من الجهات التي تعرف قيمة هذه المكاتب الدعوية الرائدة.

 

دفق قلم
دعوة الجاليات
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة