Sunday  07/08/2011/2011 Issue 14192

الأحد 07 رمضان 1432  العدد  14192

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

ترجّل (الرجل) الفارس
عبدالمحسن بن علي المطلق

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

ليست لفظة (رجل) تعني تعيين لأحد الجنسين، ولا حديث مرحلة عمرية لدى الذكور، وليس لذكر في وصمها بالكثيرين هي كذلك، لكنها تعني أقوالاً وأفعالاً أو أعمالاً خالطها السرية وأحاطتها صدق النيّة البالغة بأمثال فقيدنا الذي برزت له أعمال (والله) ما كنتْ أخمّن عشرها، لولا اطلاعي على كتاب مجمل عن شخصية قيادية عسكرية فذة، وشخصية -بعدها- معطاءة جليلة البذل والسخاء إلى درجة ما قال له يوماً أحدهم: لو كنت أبي لحجرت عليك!.

فكان جواب المسّكت.. المبكّت لنوعية تقهقرك عن البذل -لِلِه وفي الله-: (الحمد لله أنّك لست بابني)، أنه الفريق أول متقاعد (عبدالله بن راشد البصيلي) حتى العام 1407هـ وبعدها بمرتبة (وزير) حتى 1419هـ حين أحيل للتقاعد -رحمه الله رحمة واسعة-.

لا تجد أحياناً كلمات تفضي عما علمت عن أولئك الأفذاذ بخاصة أنك (قد) لا تعرفهم سلفاً، ومثلبة أخرى أنك لم تطلّع على بصماتها (التي كانوا يتعمدون إخفاءها)..

قال بمثلهم المتنبي:

استغفر الله لشخص مضى

كان نداه منتهى ذنبه

وكان من عدّد إحسانه

كان كأنما أسرف في سبه

فهو كصورة شاردة من عبق تاريخنا:

كان سلمان الفارسي -رضي الله عنه- عطاؤه خمسة آلاف درهم، فإذا خرج عطاؤه فرّقه في المحتاجين ولا يأكل منه شيئاً..

ثم... أنا لا أكتب هذه المفردات عن شخص جمعني به نسب عن قريب ولا عن شخصية أمجد عملها العسكري، ولا... و... وإن كانت كل تلكم دواعي، لكن الداعي الأجل الذي هو -بحق- وراء نثري عنه تلك المفردات، هو/ أعمال البر، والخير التي قرأتها في السيرة الموجزة للأخ كريم القلم (بدر الخريف) موجزاً عن مسيرة للفقيد يرحمه الله عنوانها (البصيلي.. حارس الملوك وعملاق الخير) فإن كانت الصفحة الأولى التي حواها عنوان كتاب هي من متلازمة (مهنة، وظيفة الرجل) أو تخصصه يرحمه الله، فإن الصفة الثانية التي خلعها عليه هي أقل بقليل أمام جسيم أعماله.. وجليل مآثره، قال -بمثله- أبو تمام:

أمطلع الشمس تُريد بناء؟

قلت كلا، ولكل مطلع أجود

أجل لقد غاب ليلة السبت 28-8-1432هـ الرجل العسكري الكريم (الفريق أول) -متقاعد- عبدالله البصيلي عن عمر -مبارك- ناهز الستين قضاها بين عسكري محنك ورجل دولة بحق.. وبين أعمال كالجبال قلّ جداً نظيره أجلّها إعماره لبيوت الله.

وإن كان (لا يرغب في الإشادة خوفاً من أن يدخل الرياء في أعماله، لكن ألححت عليه بذكر اسمه ليكون قدوة للآخرين).. كما قال التويجري إيجازاً عنها: فلقد قام جزاه الله خيراً بإنشاء 387 مسجداً داخل المملكة وخارجها في مصر والهند وباكستان وسورية والمغرب والسودان، كذلك إنشاء مستشفيين بالشعيبة بالجنوب والبكيرية، وأيضاً ثلاثة مراكز لغسيل الكلى في البكيرية وتبوك والشعيبة، مع.. أربعة معاهد لفصل البنات عن البنين في مصر، و52 بيتاً للأيتام، ودور لتحفيظ القرآن للنساء في البكيرية، وأوقف عمارة بها 50 شقة ومعارضها للأيتام في أبها، كما أنشأ مراكز للمعاقين في شقراء والبكيرية وحائل وأبها.

أعود لأقول تعليله عن (الخوف) من الإشادة.. إذ يقول فقيد الوطن -البصيلي-: (كنت حتى عام 1417هـ لا أقبل كتابة اسمي على المساجد التي أبنيها أو المشاريع التي أنفذها وسألت المشايخ وعلماء الدين فقالوا لي: لا بل أذكر اسمك حتى يُدعى لك بالخير، وحتى تحرّك أهل القدوة لفعل الخير، فقد يتأثر بعضهم ويقوم بمشاريع مماثلة).

وبعدها: عجيب ليس شخصه فبلدنا -والحمد لله- زاخر بأهل الفضل والخير، لكن تلك الأعمال التي لا تظهر للعيان إلا قليلها (مع استكناه أعماق فاعلها).

و.. لا أقول بحق الفقيد موجزاً من قوله تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ :

وفعلاً كانت العمارة لها معنيان عمارة عبادة، وعمارة بناء.. والأخيرة من حديث: (من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنّة)، فابشر بتزكية المولى -بإذن الله- لك ولأمثالك.. يا مــن آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ التوبة 18.

قال أهل التفسير إذا أتت عَسَى في القرآن فهي تحقق لأن الله جواد كريم يعد ويفي.. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً .. لا أحد.

Mohsn222@gmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة