Monday  08/08/2011/2011 Issue 14193

الأثنين 08 رمضان 1432  العدد  14193

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

في هذا المقال سأُكمل الحديث عن كتاب (ميجي، قوى بشرية قادت التغيير) الذي يُلقي الضوء على عصر الميجي (1852 - 1913) الذي مثّل جذور النهضة الحقيقية لليابان الحديثة. في فصل (سحر الترجمة) وردت العبارات الآتية: (هناك الكثير من الدروس في عصر الميجي، واحد منها هو تطبيق التعليم باللغة اليابانية. الحداثة في بلدان أخرى غير يابان ميجي تعني معاداة التراث وإنكاره. والهند أكبر مثال على ذلك. مائتا مليون فقط من الهنود يستخدمون الإنجليزية في حياتهم اليومية. هؤلاء يعيشون في الهند ولكنهم في الحقيقة يعيشون خارج المجتمع الهندي، بل إنهم يريدون أن يكونوا إنجليزاً إلى أبعد حد يستطيعونه). (ماذا سيحدث لو لم نطبق التعليم باللغة القومية؟ إذا سيكون لدينا فارق طبقي مثل الهند). (في الهند الصينية تقوم الفرنسية مقام الإنجليزية في الهند). (كبار الأثرياء فقط في الهند هم من يستطيعون إرسال أبنائهم للدراسة في إنجلترا، أما غالبية الشعب فلا. وعليه فالهنود ثلاثة أنواع: هنود الـ(أنقلوهندي)، وهنود الطبقة الوسطى العاملة الذين تعلموا الإنجليزية في المدارس الهندية، ثم يأتي بعد ذلك النوع الثالث وهم الذين لا يتحدثون الإنجليزية، ويمثلون أكثر من نصف الشعب.. وقد مكن ذلك للاتجاه الذي يجعل الطبقة العليا تحتكر الثقافة الحديثة، وبعبارة أخرى لم يساعد ذلك على تمكين النابهين والموهوبين من أطفال الشعب كله ومن ثم إتاحة الفرصة لهم للتعليم العالي). (مثل ذلك يحدث أيضاً في المستعمرات الفرنسية. وفي أي دولة تحت الاستعمار يقوى فيها مثل هذا الاتجاه). (في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث معظم بلادها مستعمرات، تختلف اللغات التي تستخدمها الطبقات اختلافاً شديداً، وهذا أمر شديد الضرر؛ لأنه يذكي الانفصال الثقافي بين الطبقات في البلد الواحد، إلا أن مثل هذا لم يحدث في اليابان مطلقاً). (هناك ميزة أخرى للأخذ بمبدأ الترجمة، وهي القدرة على التفكير في وضع المفاهيم الأجنبية كما هي دون تحوير منظومة اللغة اليابانية..). (إن الحرص على اللغة اليابانية والتمسك بها والاحتفاظ باستقلالية الثقافة لا يؤدي مطلقاً إلى الانعزال. إن الحفاظ على ثقافة بلدنا ليس مقاطعة للثقافات الأجنبية، بل إن فهم الثقافة القومية بعمق يؤدي إلى فهم الثقافات الأجنبية). (في حالة أمريكا فإنهم يقرؤون كل شيء مترجَمَاً، وفي ذلك بعض الشبه بما يحدث في اليابان). (الصينيون الآن يترجمون كل شيء).

(التعليم والترجمة كانا عماد الاستراتيجية الثقافية التي اتخذها قـــادة الحكومة في أوائل عصر ميجي). انتهى الاقتباس. وسأُكمل هذه الســـلسلة في المقالات القادمة إن شاء الله.

ibrahim@alnaseri.com
 

النمو الكاذب وتعريب التعليم (3)
ابراهيم بن محمد الناصري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة