Tuesday  09/08/2011/2011 Issue 14194

الثلاثاء 09 رمضان 1432  العدد  14194

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم يكن عادل فقيه مجبراً على حمل مسؤولية إيجاد حلول للبطالة بالزخم الذي تحرك به ومن خلاله، كان بإمكانه إطلاق برامج جديدة سهلة تؤدي لتوظيف بعض العاطلين عن العمل وليس جميعهم وإسكات الرأي العام بتلك البرامج إضافة لتنصله من مسؤولية وزارته إيجاد وظائف لأكثر من مليوني شاب وشابة وهو الواقع المنطقي، ثم تحميله مسؤولية ذلك لباقي الوزارات كوزارة الخدمة المدنية والوزارات التي تملك شركات خدمية ثم إلى القطاع الخاص الذي تُشرف على جزء كبير منه وزارة التجارة.

أو قيامه بمحاولة الاستمرار في إقناع الشارع بضرورة مواءمة مخرجات التعليم العالي مع حاجات السوق، وتطوير تلك المخرجات لتتناسب مع المعروض من الوظائف. كان وزير العمل سيكسب الوقت في ذلك وتمضي الأيام دون أن يلومه أحد لأن جميع ما تقدم من أعذار جدلية إنما هي واقع يجب بالفعل النظر إليه.

لكن الرجل فضل أن يضع لنفسه بصمة في خدمة بلاده من خلال إيجاد نظام لا يكفل فقط حلولاً لمشكلة البطالة أو العطالة بل والقضاء على كثير من الممارسات الخاطئة التي يُقدم عليها تُجار الشنط من حملة المؤسسات الوهمية أو ما يُسمى بمؤسسة الشنطة التي تحتوي على أوراق بشعار جذاب وختم وبعض الدراهم التي حصل عليها كأتوات من عمالته السائبة. ثم أنه فضل أن يقدم مشروعاً إستراتيجياً يمهد الطريق للمستثمر الوطني الحر ويكفل له خدمات راقية تقدمها له وزارة العمل دون منه أو فضل، وتدعمه ومشروعه حتى ينجح ويتقدم وتكفل له ما يحتاج من عمالة وطنية وغير وطنية. جميع ذلك عبر برنامج صبر معالي الوزير أشهراً لإطلاقه وهو برنامج النطاقات الملونة، أحد اثنين وثلاثين برنامجاً تزمع الوزارة إطلاقها خلال الفترة القادمة.

لن أتحدث عن السبب الذي يجعل من يتسنم منصب وزير أن يعمل ويجتهد ليحقق فائدة حتى لا يُقال إنني أحابي الرجل أو أتزلف له، لكنني سأتحدث عن المتربصين الذين يودون أن يوأد البرنامج قبل ولادته، أولئك الذين لا يلتفتون لمصلحة أحد بل إن جُل همهم هو زوال النعمة عن غيرهم وبقاء نعم الله عليهم حتى لو على حساب المواطن البسيط.

تحدثوا كثيراً عن فشل النظام الجديد وقدموا حججاً غير منطقية، هي ذات الحجج التي تُقدم عادة حتى لو أثير موضوع بيع البطيخ على جنبات الطريق أو حاول أحد الشباب أن يمتهن وظيفة مهرج ويلبس لباس جحا ليضحك الناس، الحجج التي يتم تقديمها لا تعدو كونها رغبةً من أولئك لمحاربة النجاح حيث لو قدم أحدهم حجة واحدة منطقية مفيدة لقلنا إن النظام ربما يحتاج لتعديل أو أنه بحاجة لإعادة دراسة، أما القول بأن الواسطة ستنقل من هم في النطاق الأحمر إلى الأصفر المخضر أو من هم في الأصفر إلى الأخضر المذهب ويبقى الوافد الذي لا يحمل مؤهلاً علمياً يتقاضى عشرات الألوف وأن النظام لا يُعالج وضعه وبالتالي فهو فاشل وسيعود بنا لنقطة الصفر التي لم نغادرها أصلاً فهذا كلام واهٍ لا نكهة له ولا رائحة لأنه ببساطة الساذج لا يدحضه ولا يقدم دليلاً على فشله بل يقدم الأدلة على فشل من يقول بذلك.

أرجوكم دعوا الرجل يعمل ثم قيموا عمله بعد فترة ولا تطلقوا الأحكام مسبقاً، أرجوكم لا تخذلوه وتروجوا لكلام محبط لا فائدة منه، قفوا معه وخذوا بيده، على الأقل لأنه إن نجح وهذا ما نتمناه فأول المستفيدين سيكون ابني وابنك وابن أخيك وابن أختك.

إلى لقاء قادم إن كتب الله.

 

عادل فقيه.. صمت دهراً ونطق فناً
د.عبدالله بن سعد العبيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة