Tuesday  09/08/2011/2011 Issue 14194

الثلاثاء 09 رمضان 1432  العدد  14194

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كم هو مؤلم أن أفتتح حواري المتشوق بعد غياب ليكون موضوع الحوار هو الغياب ذاته.

سمو الأميرة سلطانة بنت تركي بن أحمد السديري، والدة فهد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله.

سيدة فاضلة غابت عنا في مطلع هذا الشهر القدسي بعد معاناة طويلة مع المرض جعلها الله شفيعا لها مع كل أعمالها الطيبة تحملها إلى واسع جنانه. انتقلت إلى رحمته تعالى في بداية هذا الشهر الكريم.

لا أحتاج لتعريف القراء بـ»أم فهد» رحمهما الله فهي امرأة اسم على مسمى..

تعرفت إلى أبنائها بدئا بالأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله حين كان نائب أمير المنطقة الشرقية والأمير عبدالعزيز بن سلمان وهو وقتها طالب بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم الأمير سلطان بن سلمان، قبل أن أقابلها شخصيا. واستشففت من تميز شخصياتهم وحسن أخلاقهم أن تلك المرأة التي ربتهم لا بد أن تكون امرأة متميزة. حيث ليس الشرط الضروري لتميز الأخلاق أن تكون ابن رجل نبيل عظيم, بل الشرط الأساسي أن تكون من ربتك امرأة نبيلة عظيمة.

وتأكد لي عند مقابلتي لها فيما بعد صحة ما استشففت.

أعزي نفسي إذن وأحباءها وكل من عرفها عن قرب من القلة القريبين مني ومنها؛ فقد قابلتها شخصيا في سن الشباب الأولى ولا أنسى تواضعها وحميميتها وهي تسألني -وقد جمعتنا وأنا في نهاية أشهر حملي مناسبة مهمة جعلت ابنها (الأمير سلطان بن سلمان رائد الفضاء العربي المسلم الأول) وزوجي زميلين في فريق علمي وطني واحد-: «إذا رزقك الله بولد لا بد أن تسميه سلطان ليكون رائداً في بناء الوطن وفعل الخير». كان الأمير سلطان وقتها في برنامج الفضاء وكل الفريق العلمي المشرف على تجاربه العلمية يتابع معه من هيوستن بما في ذلك زوجي رئيس الفريق. ولم أستطع وقتها مرافقتهم لأنني في آخر شهور الحمل أنتظر أن يرزقنا الله رابع أطفالنا.

في بداية رمضان ذاك لم يهدنا الله «سلطان» كما توقعت الأميرة بل حمل إلينا مولودة أنثى نقل خبر ولادتها إلى الفضاء الخارجي.

التقينا مرة أخرى بعد فترة قصيرة في مناسبة تخرج ابنها من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.. وسألتني باسمة هل أبارك لك بـ»سلطان» ؟ قلت: بل رزقنا مولودة أنثى فتهللت مداعبة: تكونين قد سميتها «سلطانة» إذن!

الأميرة سلطانة رحمها الله وتغمدها في واسع جنانه امرأة لا تنسى. كانت بطيبتها وتواضعها وذكائها وحسن تربيتها لأبنائها مثلا يحتذى وشخصية تستحق المحبة والإعجاب والاحترام والإعزاز.

تعازي من القلب لأحبائها أصحاب السمو الملكي: رفيق دربها الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأبنائها الأمير عبدالعزيز بن سلمان والأمير سلطان بن سلمان والأمير فيصل بن سلمان والأميرة حصة بنت سلمان والأميرة نوف بنت خالد أم سلطان وسارة أبناء فهد بن سلمان. وبقية أفراد عائلة السديري الكرام.

عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وألهمهم الصبر والسلوان في فقيدة تستحق أن نتذكرها بكل جميل.

ورحم الله كل أموات المسلمين وأثاب أحبابهم على تحمل فقدهم.

 

حوار حضاري
في غياب «أم فهد»
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة