Tuesday  09/08/2011/2011 Issue 14194

الثلاثاء 09 رمضان 1432  العدد  14194

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

استبشرنا جميعاً بقدوم شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة والمحبة والغفران والعتق من النيران، فهنيئاً لمن فاز ونجح في هذا الشهر، وعزاؤنا لمن تهاون وقصّر فيه.

يُعد شهر رمضان المبارك من أعظم وأجل شهور السنة، كما يُعد أيضاً من أعظم المدارس للمسلمين، حيث يُعلمهم رمضان الصبر والتحمل، والتسابق على فعل الخيرات وأداء الزكوات والصدقات، كما يعلمهم على التواصل الاجتماعي بين الأسر والأصدقاء.

ومدرسة رمضان لها دور كبير في نظافة البدن واللسان من الرذيلة والنميمة وأكل الحرام.

وقد ميّز الله هذا الشهر المبارك عن بقية الشهور الأخرى، حيث قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (185) سورة البقرة.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده يتسابقون في عمل الخير في شهر رمضان، فكان النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم يتدارس مع جبريل عليه السلام القرآن في شهر رمضان، ويقوم بأعمال جليلة وعظيمة.

وحري بنا أن نقتدي برسولنا الكريم في التسابق في فعل الخيرات، والتصدق على الفقراء والمساكين، والكف عن أذى الناس، والتوقف عن أكل المال الحرام.

وهناك عادات إيجابية يجب اتباعها في هذا الشهر المبارك مثل: المحافظة على الصلوات الخمس جماعة مع المسلمين، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، وأداء صلاة التراويح، صلة الأرحام، العطف على الفقراء والمساكين، كما يجب علينا محاولة الابتعاد عن بعض العادات السلبية الدخيلة علينا مثل: مشاهدة القنوات الهابطة ببرامجها ودعاياتها، والتجنّب عن متابعة تلك المسلسلات لما فيها من إسفاف بذوق المشاهد وعدم احترام حرمة هذا الشهر..

فهل نحن قادرون؟

وفي هذه المدرسة المباركة والجامعة لكل صفات الخير والنقاء، التي تعلّمنا فيها العديد من الصفات الحميدة أثناء صيامنا وقيامنا في الأيام الماضية، فلزام علينا أن نلتزم ونحافظ على ما تعلّمناه في هذه المدرسة المباركة من عادات إيجابية ، فمن تصدّق على الفقراء والمساكين وقدّم لهم الأموال، وخفف من معاناتهم، وسدّد عنهم بعض ديونهم، فإنه يجب عليه الاستمرار في هذا العمل الخيري، والتكافل الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا الحنيف، وألاّ يتوقف عن مساعدة هؤلاء المحتاجين.

ومن علّمته مدرسة رمضان أن يوصل رحمه من زيارة الوالدين والأقارب والأصدقاء، فيجب عليه مواصلة رحمه، ولا يقطعها بعد رمضان، لأنّ التواصل الاجتماعي من أجلّ الخصال وأجملها.

أما من ابتلي بأكل المال الحرام عن طريق الرشوة، أو أكل مال يتيمٍ، أو سرقة مال عامٍ أو خاصٍ، وتوقف في هذا الشهر الكريم عن تلك الممارسات المحرّمة، بسبب ما تعلّمه في هذه المدرسة المباركة، فإنه يجب عليه عدم العودة إلى مثل تلك الأعمال السيئة، ويجعل من شهر رمضان انطلاقة له في التوبة والتكفير عن ما مضى.

أما من ابتلي بالنميمة والكذب بين الناس، فعليهم أن يجعلوا من هذه المدرسة المباركة بداية حقيقية للابتعاد عن هذه العادة السيئة, وأن يبدأوا صفحة جديدة وناصعة مع أصدقائهم وذويهم ومن يتعامل معهم، كذلك ينطبق هذا الكلام على من تعوّد على الشتم والسب في أيامه المعتادة، إلاّ أنه توقف في شهر رمضان عن هذه العادة السيئة، وأنهم تعلموا من مدرسة رمضان عدم السب والشتم، فحري بهم ألاّ يعودوا لهذه العادات السيئة ويبتعدوا عنها نهائياً.

كما يجب الاستفادة من مدرسة رمضان بأن نصفح ونعفو عن من أساء إلينا، أو سبب إلينا بعض الأضرار سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، وأن نفتح معهم صفحة جديدة ليكون التقارب والتآلف فيما بيننا مستمراً.

ولا بد من استغلال شهر رمضان المبارك في تنمية بعض الجوانب المفيدة لأبنائنا من حفظ بعض سور القرآن الكريم، وتشجيعهم على قراءة بعض الأحاديث الشريفة ، والاطلاع على قصص الأنبياء، وتاريخ السيرة النبوية، لما فيها من الحكم والعبر التي تفيدهم في تنمية عقولهم ومداركهم.

وختاماً ندعو الله عز وجل أن يتقبّل منا صيامنا وقيامنا، وأن يوفقنا لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ويجعلنا من الفائزين بها، إنه سميع مجيب.

 

مدرسة رمضان المبارك
د.محمد عبدالله الشويعر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة