Friday  12/08/2011/2011 Issue 14197

الجمعة 12 رمضان 1432  العدد  14197

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

ليس في رمضان وحده
(التسوّل) تحوَّل إلى فن ومواهب وخدع..!

رجوع

 

أعجبني الرسام الكاريكاتوري المرزوق يوم 6 رمضان، عندما تطرق لمشكلة التسوّل التي تزدهر في شهر رمضان فأمتعنا بريشته برسم موقف ينطبق عليه المثل القائل (شر البلية ما يضحك)، فشاهدنا من خلال ريشته رجلاً مغتاظاً متجهم الوجه أمام كاونتر سوبر ماركت وخلفه امرأة مبرقعة وقد اتضح معها حجم مشترياتها الكبير من التموين وهو يقول لها باللهجة العامية: (مهوب أنتي اللي تشحذين مني قبل شوي في المواقف؟)، فالتسوّل لدى المتسوّلين أصبح فناً وله طرقه التمويهية وأماكنه المفضَّلة؛ فقد يلجأ أحد المتسوّلين لدفع المال لمتسوّل آخر كي يخلي له المكان فلا تتعجب أن ترى من أخفى يده داخل ملابسه ليوهم الناس أنها مبتورة ليكسب تعاطفهم، ولا تتعجب أن تراهم في ممرات بعض المستشفيات الخاصة الراقية، ولا تستغرب من تواجدهم جماعات وبشكل غير حضاري أمام بوابة أحد المنازل أو القصور الفخمة في المدن الكبيرة، كما أن (التسوّل المدرسي) كما يطلق عليه بدأ يتسع نطاقه في الأعوام الأخيرة ويكتسح الطرق الأخرى فغالباً ما يواجه المعلمون في مدارسهم في بعض المدن بدخول ضيف عليهم من كبار السن بهيئة رثة ويطالبهم بمساعدته على الديون التي أرهقت كاهله، ولعل الجديد هذا العام وآخر التطورات هو اتباعهم طرق التقنية الحديثة في التسوّل لتصلك منهم رسالة على جوالك من جوال غير معروف لديك موضح فيها حاجته للمال وعدد أفراد أسرته ونوع مسكنه وبعض العبارات أو الأدعية لكي يستعطفك ومذيل في آخر الرسالة رقم حساب في مصرف محلي فربما هذا المتسوّل ليس لديه من الوقت ما يكفي للتسوّل فامتهن هذه الطريقة السريعة المريحة وغير المرهقة! وغيرها الكثير من الأساليب المتبعة لديهم حتى أصبح المجتمع الخيّر في حيرة من أمره ولا يعرف المحتاج الفعلي الذي يستحق المساعدة والوقوف بجانبه ومن الذين امتهنوا التسوّل كمهنة وأصبحت ميزة تلازمهم، بل وصل الأمر بهم لمزاحمة المحتاجين الفعليين من المعدمين لدى الجمعيات الخيرية المنتشرة في مدننا، فهذه العينات المتسوّلة وهذه الأساليب تشكّل وجهاً غير حضاري، بل قد تستغل تلك الأموال المحصّلة لديهم في تمويل جهات مشبوهة فإن كان يرى البعض أنه لا بد من مساعدة بعض المتسوّلين لاستحقاقهم العطف عليهم فتكون المساعدة عينية لا مالية كمأكل أو ملبس أو تسديد فواتير خدمات لهم، كما أن العائق الأكبر يقع على مسؤولي مكافحة التسوّل بالحد من هذه الظاهرة المنتشرة وبمساعدة من امجتمع في التبليغ عن تجمعاتهم خاصة في ظل وجود العديد من الجهات الخيرية والحكومية التي تقدّم مساعدتها للمحتاجين والفقراء.

عبدالعزيز بن سعد اليحيى - شقراء

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة