Sunday  14/08/2011/2011 Issue 14199

الأحد 14 رمضان 1432  العدد  14199

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

رمضان شهر التربية والتجديد
عبدالعزيز صالح الصالح

رجوع

 

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.. وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.

وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

في كل عام يهل علينا هذا الشهر الفضيل هذا الشهر العظيم، هذا الشهر المبارك، هذا الشهر الكريم يطل علينا بروحه وريحانته الزكية ويجدد للأمة المسلمة الهمم العالية والمعاني السامية والمشاعر النبيلة ويطهر القلوب من كافة أدران الحياة المتعددة ومشاقها وأعمالها وهواجسها وأفكارها ومشاغلها المختلفة ويحرك في النفوس البشرية نوازع الفطرة والأخلاق الفاضلة ويحثهم ويشجعهم على الرجوع إلى ربهم وخالقهم ورازقهم بالتمسك بكتابه الكريم ومحاسبة أنفسهم ومراجعة أعمالهم طوال العام الواحد حيث إن المرء يملك شتى المشاعر من عواطف وغرائز متعددة وحب وبقاء وكذلك يملك الغفلة والنسيان والركون إلى الراحة والوقوع في الخطأ والزلل في أي لحظة كانت.

فشهر رمضان المبارك يعالج أسساً ومبادئ التربية كافة من أمراض متعددة وانحرافات مختلفة، ففي هذا الشهر الكريم نزل كتاب الله الكريم على نبيه الكريم، حيث هذا الكتاب العظيم يتصف بالهداية والنور والتوجيه والبناء. حيث إن هذا الشهر الفضيل يراعي كافة الجوانب الروحية في النفس البشرية من تلاوة وتعلم وتربية وتهذيب وفهم وتطبيق، وهذا استجابة لقول الله عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «قال الله عز وجل لكل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة».

حيث إن هذا الحديث القدسي يعطي المرء وقاية من المعاصي والشهوات ومن النار ويغرس في النفس حب المنافسة والعمل في أوجه أبواب الخير ويخلص النفس البشرية من كافة الأعمال الباطلة وهذا ما وضحه نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام: «من صام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

وقال عليه الصلاة والسلام: «إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلقت أبواب النار».. فقد عرفنا جيداً الحكمة الربانية من إيجاد الصوم هو التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى ولكن مع الأسف الشديد أن بعضاً من إخواننا الصائمين هداهم الله لطاعته والتمسك بهديه لا يفرقون بين صومهم وفطرهم على العادة التي هم عليها من الأقوال المحرمة من الكذب والخداع والغش والنصب والاحتيال ولا تشعر أن عليهم وقار الصوم وهذه الأفعال لا تبطل الصوم ولكن تنقص من أجره وربما عند المعادلة تضيع أجر الصوم، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات شهر تجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه وتعالى على عباده بأنواع الكرامات ويجزل فيه لأوليائه العطيات، شهر جعل صيامه أحد أركان الإسلام. شهر يطهر النفس البشرية ويهذبها ويزكيها من الأخلاق السيئة، شهر يعود النفس البشرية على الصبر والحلم والجود والكرم والإنفاق والبذل والعطاء ومجاهدة النفس فيما يرضى الله ويقرب إليه، شهر يعود العباد على العطاء في أوجه أبواب الخير والإحسان.

شهر يعود النفس على تنمية الإرادة وتربية الروح لدى الصائم، فالصوم مدرسة للتربية الإسلامية يقوي الجسم ويهذب النفس، ويصفي العقل. فالصوم نصف الصبر، والصبر شرط أساسي لحمل النفس على الجهاد في سبيل الله.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الشكر على فضله والقدرة على أداء حقوقه والالتزام بشرعه وأن يجعلنا من الصائمين الصادقين نهاراً القائمين العابدين العاكفين ليلاً وصلى الله وسلم على نبيه محمد.

الرياض

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة