Monday  15/08/2011/2011 Issue 14200

الأثنين 15 رمضان 1432  العدد  14200

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

سلطانة نجم أفل
نورة بنت محمد بن ماضي

رجوع

 

الحمد لله على قضائه وقدره، فقد كان للمصاب الجلل بوفاة الغالية الأميرة سلطانة بنت تركي السديري أثر عظيم في نفسي، كيف وقد عرفتها عن قرب لما يزيد عن نصف قرن، عرفتها وكنا صغاراً تجمعنا براءة الطفولة والمحبة الصادقة، وكبرنا وكبرت معنا هذه المحبة والصداقة والوفاء، سلطانة مهما تحدثت عنها لن تستطيع الكلمات أن تسعفني بالوفاء بمكنون القلب عن هذه المرأة الكريمة، نعم لقد دامت صداقتنا ومحبتنا طوال هذه المدة حتى أراد الله أن نفترق، وبإذن الله إلى لقاء في الفردوس الأعلى، الذكريات الجميلة تحتاج إلى مؤلَّف خاص يحكي قصة نصف قرن، كانت سلطانة بهجة القلب وأنيس المجلس، كنا نجتمع أسبوعياً وكل أسبوع نرى الجديد من دماثة وأخلاق ومحبة هذه المرأة الفاضلة، إن قلنا التواضع فهي سلطانة التواضع، وإن قلنا الوفاء فهي سلطانة الوفاء، وإن قلنا الكرم فهي سلطانة الكرم، لن أنساك يا أم فهد ولن أنسى مواقفك معي التي لا أحصيها، وهذا هو ديدنك وأسلوبك الذي عشت معه وربيت أبناءك وابنتك الغالية حصة عليه، لن أنسى موقفك مع والدتي سلطانة بنت عبد الله العبد الجبار أيام مرضها... لقد قمت بما لم يقم به أحد غيرك من أبسط الأمور إلى أكبرها، في وقت كنت فيه أنا مع زوجي رحمه الله، لن أنسى وقوفك عندما فقدت ابني رائد - رحمه الله-... لقد كنت بلسماً أزاح عن كاهلي الكثير والكثير من الحزن على فلذة كبدي، أعرف أنك ممن يريد ألا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، فكنت باب خير للعديد من أبواب الخير يطول ذكرها ولن نذكرها إكراماً لرغبتك، لقد بكيت كثيراً لأنني فقدت الأخت الغالية والصديقة الوفية ومسيرة تزيد عن نصف قرن هي أجمل ما في حياتي، عندما أرى حصة وإخوانها أرى الغالية سلطانة التي زرعت في أبنائها التواضع ومحبة الآخرين.. وهكذا تكون النساء العظيمات ينجبن العظماء في حسن الأخلاق والمحبة والتواضع وحب الخير.

رحمك الله يا الغالية وأجزل لك الثواب ولا حرمك الأجر، وجعل ما قدمتِ في هذه الدنيا الفانية نوراً لك في قبرك وطريقاً بإذن الله إلى جنة الخلد.

وعزاؤنا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز هذا الرجل الذي كان نعم الزوج ونعم الأب لهذه الأسرة الكريمة؛ فقد استطاع سموه أن يجعل من حسن التربية والتواضع مثالاً يحتذى وشاهداً على ما يراه الجميع في أبنائه، وعزائي الحار إلى أبنائه الأعزاء سلطان وعبد العزيز وفيصل وإلى غاليتي حصة، نعم يشهد الله أنك غالية غالية جداً على قلبي يا حصة.

يا رب يا كريم ارحم سلطانة يا رب يا كريم صبّرني على فقدها.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة