Monday  15/08/2011/2011 Issue 14200

الأثنين 15 رمضان 1432  العدد  14200

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

قابلت شاباً في نهاية مراحله الدراسية فدار الحديث حول تطلعاته ومستقبل حياته وأمانيه التي يسعى لتحقيقها وإمكانية تحقيق كافة آماله وهل يعود هذا إليه نفسه أم أن هناك أطرافاً أخرى جديرة بتوصيله إلى ما يصبو إليه، وهل الاحتجاج بالقدر والحظ والواسطة حجة للوقوف أمام أي عقبة تعترض طريقه ثم استسلامه بعد ذلك لواقعه وإقناعه لنفسه بالرضا بما تيسر له وهو العقبة الكبيرة أمام تطلعات الشباب وهمم الجسورين منهم.

الحلم هو الشيء الجميل الذي يرغبه الإنسان ويتمنى وقوعه وحين يكون بلا عمل يبقى من الأماني البعيدة الوقوع أو المستحيلة الحدوث ويكون حظ صاحبه لذة عابرة كأحلام النائم الجميلة لا تلبث أن تغادره حال استيقاظه.

النفس الطموحة تحلم بشيء تستطيع تحقيقه والوصول إليه والنفس الحالمة هي التي تحلم بشيء لا تستطيعه أو تستطيعه ولا تسعى للوصول إليه

حينما يقترن الحلم بالعمل الجاد والتخطيط السليم لتحويل هذه الأحلام الجميلة إلى حقيقة واستجلابها إلى أرض الواقع يدخل ضمن السنن الكونية التي جعلها الله لهذه الحياة.

جميل أن نحلم لكن الأجمل أن نسعى لتحقيق الحلم، حينما نسمع سير بعض الناجحين نختزل المسافة بين حالتهم السابقة وواقعهم الجميل وما وصلوا إليه من نجاح ونغمض أعيننا عن رؤية ما بين ذلك وهو الطريق الصعب والشاق الذي فيه معاناة هذا الناجح والتحدي الذي واجهه في الحياة فتغلب عليه بتسلحه بالصبر والمصابرة والعمل الذي لا يستسلم لرغبات النفس ولا يقف عند عوائق الطريق.

الحالم هو الذي ينسى جلد هذا الناجح ومثابرته فيظن أن نجاحه واستطاعته تحقيق أهدافه من قبيل الحظ الذي يركن إليه الفاشل دائماً لتبرير فشله ونجاح غيره وقد صور الشاعر حالة الحالم بمجاراة الناجحين بلا عمل فقال:

يا من يحاول بالأماني رتبتي

كم بين مستفل وآخر راقي

أأبيت سهران الدجى وتبيته

نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي

إن لكل إنسان في هذه الحياة غايات يريد بلوغها وأهدافاً يريد تحقيقها وكل إنسان يمنّي نفسه بحياة كريمة وتفوق دائم لكن لا بد من عمل جاد للوصول إلى ذلك وعند الصباح يحمد القوم السرى.

ولو أن كل شاب يتطلع لمستقبل علمي عملي واعد يبدأ العمل لتحقيق أمنيته والوصول إلى أحلامه بالدراسة الجادة والسعي للتفوق المستمر واختيار التخصص المناسب لقدراته مع إطلاق طاقاته الكامنة لخدمة أهله ومجتمعه وسعيه ليكون عضواً فاعلاً في المجتمع فسيجد في المستقبل القريب أن هذا الحلم تحول إلى واقع وإن استسلم للعجز والكسل والتسويف وركن إلى أحلام اليقظة فلن يتمكن من تحقيق أمله وستبقى أمانيه أو أحلامه سراباً تتبخر عندما تسطع عليها شمس واقعه.

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تجري على اليبس



إذا نام غِرٌّ في دجى الليل فاسهرِ

وقم للمعالي والعوالي وشَمِّرِ

وخلِّ أحاديث الأماني فإنها

عُلالة نفس العاجل المتحيرِ

 

الأحلام والواقع
د.عبدالله بن محمد الرميان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة