Thursday  18/08/2011/2011 Issue 14203

الخميس 18 رمضان 1432  العدد  14203

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أحيانا المعاناة لها جانب ممتع، لا لسبب إلا لأنه قد يصاحبها أحيانا مواقف طريفة، يتندر بها إن جاز التعبير، ومن ذلك معاناة الاستعداد لصعود الطائرة، إن كنت متخذها وسيلة لرحلتك، ويتمثل ذلك في ترتيبات بعض شركات الطيران، وطبعا هنالك فروقات جذرية أحيانا بين شركاتنا وشركاتهم، على سبيل المثال مراعاة العوائل وذوي الاحتياجات الخاصة، تراعى في شركات «برا» ولكن ليس خطوطنا، وبعد بدء الركاب في ركوب الطائرة تبدأ مسألة الذهاب إلى المقاعد، والمفترض أن يكون ذلك بترتيب وبناء على بطاقة دخول الطائرة الموضح عليها رقم المقعد، ولكن نلاحظ أحيانا فوضى عارمة في ذلك، إذ ليس غريبا أن تجد مسافرا قد سبقك إلى مقعدك المخصص لك، وليس غريبا أن يأتيك المضيف أو المضيفة لتطلب منك أن تتحول من مقعدك إلى مقعد آخر، لماذا؟ لأن راكبة لا تريد أن تجلس بجانب راكب، أو لأن عائلة قد شتت في مقاعد متفرقة ويريدون أن يلموا شتاتهم، ولك أن تتصور ردود الأفعال بسبب تلكم التصرفات، وما ينتج عن ذلك من شد أعصاب وتوتر لبعض المسافرين وتأخر في تحرك الطائرة للمغادرة في وقتها المحدد. وكنت أداعب أحد الركاب بالقول: إن خطوطنا تمتع ركابها بلعبة «الكراسي الموسيقية» قبل الإقلاع.

وهنالك جانب يتعلق بالدرجة التي تسافر عليها، طبعا غالبية المسافرين ليس لهم القدرة على السفر على درجة «رجال الأعمال» أو «الأولى،» وتبقى الدرجة السياحية، وبعض الخطوط تلطفها بـ «درجة الضيافة»، وهنا سنلاحظ الفرق في كثير من الأمور، قبل السفر وأثناءه وربما بعده، ومن هذه الناحية سنركز على غالبية المسافرين، مجموع الوزن من العفش وعدد قطعه أقل مقارنة بالدرجتين الآخرتين، فهنالك محدودية في ذلك وإن زاد عليك سوف تدفع مبلغا من المال مقابل ما يزيد لديك من وزن. ومكان انتظارك قبل المغادرة سيكون مع عامة الناس وليس في مكان مميز يقدم الطعام والشراب، وإن كنت من الحظيظين ستعامل معاملة مميزة عن بقية الناس، بغض النظر عن الدرجة التي حجزت عليها، وهذا نادر في أي بلد من البلدان.

أما التعامل على متن الطائرة فهناك بون شاسع بين خطوطنا والخطوط الأخرى، وقد تصل إلى معاملة متدنية، أما في خطوط الغرب والشرق، فالمعاملة قد لا تختلف كثيرا تبعا للدرجة، تعامل على مستوى مهني عال، وعلى خطوطنا هناك تعامل مع ركاب الضيافة بطريقة متدنية في معظم الأحيان، فلأنك حجزت على درجة الضيافة، فليس من حقك أن تكرم بل قد تهان. وإن كانت وجهتك شرقا فهناك احتمال أن تكون في طائرة تحمل عمالة، وتعلمون كيف نعامل العمال في مجتمع ينظر بدونية للعمالة الأجنبية، مثلما كانت أجيال سبقتنا في زمن مضى تحتقر من يمتهن الصناعة. وإن كانت الرحلة طويلة في مدتها فسوف تعاني الأمرّين من الدرجة التي سموها بـ «الضيافة».

alshaikhaziz@gmail.com
 

السفر بين المتعة والمعاناة 2-5
د.عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة