Friday  19/08/2011/2011 Issue 14204

الجمعة 19 رمضان 1432  العدد  14204

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

إنذار فلسطيني لمن يهمه الأمر

 

مهما طال الوقت واستكان المظلوم فلا بد وأن يأتي اليوم الذي ينتفض فيه ويسترجع حقه، وما بين الصمت والاستفاقة تحصل يقظات وهبّات ينتفض فيها الجريح ليصيب جارحه بإصابات تذكره بأن هناك طلاَّب حق.

هذا بالضبط ما يحدث في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي وإن وهَن الكفاح الفلسطيني لانشغال الإخوة الفلسطينيين مع بعضهم البعض بعد أن تسلل مدَّعو الممانعة والمقاومة من الذين يريدون أن يجندوا الفلسطينيين لخدمة مخططاتهم الطائفية، إلا أن هذا الوهَن الفلسطيني ينتفض بين الحين والآخر مذكراً الإسرائيليين أن الحق الفلسطيني لا يمكن أن يضيع، ولا يمكن أن ينسى، وحتى وإن انشغل الفلسطينيون في صراعات جانبية فإنهم لا يمكن أن ينسوا أرضهم ووطنهم، وأن جيشا محتلا يربض على أرضهم محتلا مدنهم ويقيم في منازلهم.

وأمس شهد الإسرائيليون واحدة من الانتفاضات الفلسطينية حينما نفذ الفلسطينيون هجومين فدائيين استهدفا حافلتين إسرائيليتين قرب مدينة إيلات جنوب فلسطين المحتلة. الفدائيون الفلسطينيون الذين فاجأوا الحافلتين بقذيفة صاروخية وهاجموا الأخرى بأسلحتهم الرشاشة من نوع كلاشينكوف مما أسفر عن مقتل 6 من الإسرائيليين وثلاثة جرحوا أحدهم إصابته خطيرة.

هاتان العمليتان الفدائيتان تذكير للإسرائيليين بأن الفلسطينيين وإن اقتصروا في عمليات التعرض للاسرائيليين على إطلاق الصواريخ من بعد، من قطاع غزة، إلا أنهم لم يسقطوا من حساباتهم العمل الفدائي الصحيح، وهو عمل مبرر شرعي رغم كل تنطعات الغرب، والتصنيفات الظالمة لهذا العمل الفدائي الشريف الذي يستهدف استعادة حقوق مشروعة تعطل استحقاقها حتى من قبل الذين يوصفون أنفسهم بالوسطاء، وما هم إلا حلفاء للباطل.

أن الهبة الفلسطينية الفدائية وإن كانت رمزية كونها عملية بسيطة استهدفت حافلتين، إلا أنها جرس إنذار للإسرائيليين وحلفائهم من أن صبر الفلسطينيين لن يطول، وأن صمتهم لن يستمر طويلاً.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة