Friday  19/08/2011/2011 Issue 14204

الجمعة 19 رمضان 1432  العدد  14204

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

خطر العولمة
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

إن الغالبية ترى أننا لسنا أمام أمر طارئ، ولا قطيعة مع الماضي، بل إننا إزاء عملية تاريخية ترجع إلى خمسة قرون وبالتحديد تعود إلى عام 1492م (عام سقوط غرناطة بيد الإسبان)، إن الكل يجمع على أن الإنكار والاستنكار للعولمة موقفان غير مقبولين إزاء ما يجري وما يمكن أن يؤدي إليه في نهاية المطاف.

إن العولمة من منطلق بعدها الثقافي تفسر بأنها سلاح خطير إذ إن أمريكا تعمل على إنتاج نظام (هيمنة) جديد تحت شعار العولمة هدفها تأصيل ثقافتها التي استطاعت أن تجمع الأعراق والثقافات المختلفة في بوتقة واحدة، ولكن لا يمكن القطع بأن التجربة الأمريكية أتت ثمارها إذ لم تستطع فرض أحاديتها ومرجعيتها المطلقة على العديد من بلدان العالم، ولا سيما الاتحاد الأوروببي واليابان والصين نظراً لتوفر الخصوصية والأيدولوجية الفكرية، والثقافية والسياسية، والاقتصادية المغايرة لمثيلاتها الأمريكية، كما أن هذه الدول لا ترى في النظام الاقتصادي الأمريكي نموذجاً مثالياً يحتذى به وبذلك يصبح انصهارها في النموذج الأمريكي نموذجاً مثالياً يحتذى به وبذلك يصبح انصهارها في النموذج الأمريكي أمراً غير وارد. إن مبادئ وأفكار العولمة لم تنشر حتى النصف الثاني من ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين فقد تم وضع المبادئ والأفكار النظرية الأولى للعولمة.

تعد العولمة منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية نتيجة بارزة لتخطيط القادة السياسيين الهادف إلى إزالة الحدود التي تعرقل التجارة بين الدول سعياً وراء زيادة معدلات الرخاء الاقتصادي واعتماد الدول على بعضها البعض وبذلك تقل فرصة وقوع أي حروب في المستقبل.

إن العولمة تسعى إلى تأسيس العديد من المؤسسات الدولية للإشراف على تطبيق العولمة كما يجب وتتضمن هذه المؤسسات الدولية البنك الدولي للإنشاء والتعمير، وبذلك يعم الازدهار والتقدم الاقتصادي في تلك الدول.

هناك من يساوره شيء من الخوف بأن العولمة في مجملها ترسيخ للمخطط الصليبي الصهيوني الذي يعمل بإحكام للقضاء على الوجود الإسلامي بأي وسيلة فمن عولمة الثقافة والفكر أي محو الدين إلى عولمة السياسة ثم الاقتصاد كالمنتجات الاستهلاكية والمطاعم التجارية، وانتشار الكوكاكولا والجينز الأزرق، وإذا كان ذلك بمنزلة الهجوم الكاسح والخطر على مقدرات الدين الإسلامي فإنه بلا شك سيؤدي إلى (الارتداد) نحو التشبث بالدين والثقافة فيحول دون ذوبان الهوية القومية إلا أن معركة الارتداد هذه ستكون خاسرة ما لم تتحول إلى مقاومة إيجابية تتسلح بأدوات العولمة نفسها على أساس علمي، لأن أساليب المواجهة الأخرى ستؤدي إلى الفشل.

أما بالنسبة للمسلمين فيجب أن يشهروا سلاح المواجهة وإغلاق الأبواب والمنافذ التي تستهدف النيل من الإسلام واختراقه.

من المؤسف أن نرى في عالمنا الإسلامي بعض مظاهر العولمة التي فتنت الشباب والإقبال على أخذ تراث العولمة بدون غربلة هذا التراث، لقد اتبعوا ما يعتقدون أنه الرقي، لقد لبسوا (البرمودا، والشعر المستعار، والعطر النسائي) من هنا يمكن القول بأن العولمة من بعدها الثقافي استطاعت أن تتفشى في المجتمعات الهشة، وتعمل على تأصيل ثقافتها في تلك المجمتعات.

والعولمة في سباقها الاقتصادي تستهدف إزالة الحدود بينها وبين الدول لتسهيل تدفق رؤوس أموالها وبضاعتها وخدماتها الجمة.

إن العولمة التي سادت العالم بفضل صناعة تكنولوجيا الاتصالات، إنها تعمل جادة على إزالة الفوارق الاقتصادية بينها وبين دول العالم وكسر حلقات التقوقع.

- مقدم متقاعد

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة