Friday  19/08/2011/2011 Issue 14204

الجمعة 19 رمضان 1432  العدد  14204

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

طيب القلب

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- لا يفجع الروح ويحرق النفس مثل أن تفقد إنسانا عزيزا تحمل له ذكرى عطرة، فالموت أكثر الأحزان توغلا في القلب وبقدر قيمة الراحل ومحبة القلوب له يكون عادة وقع الخبر على النفس أشد والمصيبة أوجع.

- فجعت كغيري من الرياضيين بوفاة الوالد الرمز رائد الحركة الرياضية ومؤسس الكيان الأزرق الشيخ عبد الرحمن بن سعيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

- الجميع يعرف الفقيد بنبل أخلاقه وعظم صفاته محباً للخير وساعياً في قضاء حاجة من عرفه، ومن لم يعرفه وتملكه دوما رغبة عميقة وصادقة لمساعدة الآخرين.. صاحب قلب حنون ونفس طاهرة أورث له حبا متدفقا لا حدود له بقلوب من تشرف بمعرفته شخصيا، أومن نما لعلمه دماثة خلقه وحسن تعامله، كان حليماً حكيماً شهماًكريماً سمحًا متواضعاً أحبه الصغير والكبير حسن الخلق بشوش الوجه كريم النفس طيب القلب.

- شيخ الرياضيين بمختلف انتماءاتهم أبرز رموز الحركة الرياضية السعودية والخليجية، ارتبط اسمه بالكيان الأزرق ومن قبله بشيخ الأندية لسنوات طويلة بادر بتأسيسهما ورعايتهما، ونذر نفسه ووقته وماله لراحة محبيهما وعشاقهما.. ترأس الأهلي وقدم خدمات جليلة للنصر ببداياته ومثلهما الكثير من أندية الوطن.. منح الهلال بشكل خاص كل ذوات العطاء وخصه بانتماء صادق، وظل يشغل همه ويتابعه يسعد لانتصاراته ويحزن لكبواته حتى وهو في أشد فترات مرضه ومعاناته.

- بعد أن تلقيت الخبر ومن هول الصدمة بحثت عمن ينفيه ولم أجد إلا من يؤكده، فالموت حق لا مفر منه لكل حي على هذه البسيطة فقلت كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

(إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

- جالت في خاطري صورته الجميلة استرجعت شريط ذكريات جمعتناكرياضيين بالفقيد غيابه له واقع مؤلم وصدى مؤثر غاب جسده عنا وبقيت مكانته العطرة راسخة ذهب إلى دار البقاء وستستمر سمعته الطيبة بحول الله يتناقلها أبناؤه وبناته وأقاربه وجيرانه ومعارفه ومن زامله ووقف على حقيقة طيبته وتواضعه وإنسانيته عاش حياته العطرة بأخلاق عالية تسمو فوق كل خلاف تجمع ولا تفرق، سعة صدر وعذوبة قول وحلاوة لسان له مكانة لا يعلم رفعتها إلا من أوجدها ونماها ورسخها.

- الحديث معه يلغي مسافات المعرفة لكونه لا يتكلف مما يعكس لدى الآخرين شعورهم بالمعرفة الطويلة به والتي سرعان ما تتحول إلى صداقة عُرف عنه الالتزام والاتزان في حياته وعمله وعلاقاته المتميزة، عزاؤنا أن الموت حق، وتلك سنة الله في خلقه ما من حي إلا سيموت، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.

- حبيبنا وقدوتنا ظل يصارع المرض بمرارة شديدة وصبر أشد، وبإيمان ويقين من الله لأكثر من عشر سنوات، واحتسب الأجر واجه معاناته بشجاعة المؤمنين حتى وافاه الأجل المحتوم بأفضل وأطهر الشهور شهر الخير والمغفرة والرحمة.

- ابن سعيد أحب الهلال بشكل يختلف عن كل محب وأحبه الزعماء، كما لم يحبوا أحداً، مثله لا تجد له مبغضاً، ملك الناس بأخلاقه وتواضعه.

- سنوات قضيناها بصحبته لم نعهد منه أن اغتاب أحداً بصفاته الحميدة، فرض حبه على كل من عرفه أو قابله يعطف على الصغير ويوقر الكبير ويقدر الرجال ويجلهم.

- أحببت أن أرثي الفقيد بكلمات خرجت بصعوبة وبعد جهد جهيد، فهول الخبر شل القدرة على التفكير وحبس الأنفاس لفراق والد عزيز انتقل لدار المقام والخلود مودعاً أهله وأحباءه وزملاءه وذويه وأصدقاءه.

- عبدالرحمن بن سعيد بكته القلوب قبل أن تدمع العيون الحبيب المحب لكل من عرفه رحمه الله وجزاه خير الجزاء.

- خالص العزاء لجل من تفاخر بمعرفته والتقرب منه من ذي صلة قربى أو زمالة، فقد كان- رحمه الله- من الجميع بمثابة الأخ الكبير بقربه من كل مسعى خير ومجاورة كل مسار بر سيبقى إلى ما شاء الله، ذكرى جميلة عند أهله ومحبيه له عليهم حق الدعاء رحل من حياة فانية ليستقبل حياة باقية فما عند الله خير وأبقى.

- واجب الجميع الدعاء له بالمغفرة والرحمة وأن يتقبله رب العباد بقبول حسن، ويجمعه مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم تقبل منا ومن أهله صبرنا على البلاء وامنحنا وإياهم درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب فأنت القائل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

وختاما لا نقول إلا كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عندما علم بوفاة ابنه إبراهيم: (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله).

(أخيرا)

- سيبقى والدنا وشيخنا قدوة ومثلا نفتخر به ونفاخر، نذكر فضله بعد فضل المولى عزَّ وجلَّ عند كل انتصار وإنجاز، لن ننساه ما دام لنا في هذه الدنيا ساعات أو أيام أو أعوام، سيدوم حبه وستبقى ذكراه العطرة، وستداوم قلوبنا تخفق بمودته وألستنا تدعو له بالرحمة والمغفرة.

أحمد الغفيلي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة