Saturday  20/08/2011/2011 Issue 14205

السبت 20 رمضان 1432  العدد  14205

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إلـى مـتــى ستستمر مدينة الرياض في التمدد والتـوسـع عــلى الأرض؟ وإلـــى أي رقم سيصل تعداد سكانها؟ وما العوامل التي ساهمت في وصولها لوضعها الحالي؟ وهل بالإمكان تحويلها إلى عاصمة أكثر هدوءا كما هوحال بعض العواصم العالمية؟

الرياض حاليا مجموعة مدن في مدينة واحدة تمددت في كل الاتجاهات حتى بلغت مساحتها 2435كم2 وهي مساحة تقارب مساحة إحدى الدول الصغيرة وتفوق مساحة منطقة سعودية كاملة, والتزايد المضطرد في مساحتها كان نتيجة طبيعية للضغط السكاني الرهيب فتعداد سكانها فاق الخمسة ملايين إنسان كل واحد منهم يريد أن يسكن ويأكل ويشرب ويتحرك ويتعلم ويعمل ويشارك ويرفه عن نفسه, وبحسب موقع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض»فإن الرياض تعد واحدة من أسرع مدن العالم نموا بما في ذلك النمو السكاني بمعدل يتراوح بين 4-4.2%» .هذا النمو بفضل الهجرات العشوائية من المناطق بحثا عن فرص تعليمية ووظيفية وتجارية وعن العلاج في المستشفيات الكبرى التي لاتوجد إلا في الرياض أو اللحاق بأسرهم الذين سبقوهم وكان بالإمكان ضبط هذه الهجرات لواتجهت دوائر الدولة من وقت مبكر لتنمية تلك المناطق وتوفير فرص أكبر تكفي مواطنيها مئونة الانتقال للعاصمة بحثا عنها, وتضيف العمالة الوافدة أرقامها لتزيد في معدلات النمو ويكفي أن أذكر أن نسبتهم قد بلغت 32% من سكان الرياض. الأرقام السكانية الكبيرة حولت الرياض إلى مدينة يعاني سكانها من صعوبات مزمنة لم تفلح الجهود المستمرة في التخفيف من آثارها المتنامية,وحتى لونفذت مشاريع إضافية للطرق ومواقف السيارات والجامعات والمدارس والمستشفيات وطورت المرافق والخدمات فستظل الحاجة قائمة للمزيد في مواجهة النمو السكاني وحركة الإعمار النشطة.

الرياض العاصمة ومركز صنع القرارات ومقر وزارات الدولة والهيئات الدبلوماسية ومراكز البحث العلمي وضعها يحتم التفكير في بدائل عملية تقلل من النزوح إليها وتساعد على توطين السكان في مناطقهم, ففي دول أخرى يختارون مدينة هادئة لتكون العاصمة بعيدا عن الصخب والضجيج والاختناقات والتي تؤدي إلى ضياع الأوقات وتقلل حجم الإنجازات. سآخذ أمريكا مثالا فعاصمتها واشنطن. دي. سي تأتي في المرتبة السابعة والعشرين في تعداد السكان بين المدن الأمريكية وتسبقها مدن أبرزها نيويورك بتعداد سكاني يبلغ ثمانية ملايين في حين أن عدد سكان واشنطن نصف مليون فقط وللمعلومية فعدد سكان واشنطن في تناقص ففي عام 1980م كان التعداد أكثر من ستمائة ألف مايدل على أن الأمريكان يركزون على أن تكون العاصمة أكثر هدوءا.

لابد من التفكير المستقبلي لمصلحة الوطن بتغيير الإستراتيجيات للتخفيف من حدة النمو الجنوني وخلق هجرات معاكسة من الرياض إلى المناطق والمدن الأخرى بتنميتها ورفـع مستوى خدماتها.

لن نذهب بعيدا لنأخذ المدن الصغيرة المحيطة بالرياض مثل الخرج والدلم والحوطة والحريق وحريملاء وشقراء وتمير وحوطة سدير والمجمعة والزلفي والغاط وضرماء ومرات ورماح والقويعية والمزاحمية ولنسميها المدن الرديفة للعاصمة لوطرحت إستراتيجية لتطويرها وتنميتها بتحسين خدماتها وطرح مشروعات تعليمية وصحية وتجارية واقتصادية وإسكانية كبيرة ونقل بعض المؤسسات من الرياض إليها وتشجيع إقامة المشروعات الصغيرة بتوزيع الأراضي مجانا ستكون إستراتيجية ناجحة بتحويل تلك المدن إلى مناطق جذب للسكان تخفف الضغط على العاصمة وتساعد على توطين سكان تلك المدن وتستوعب ما لايقل عن عشرين مليون إنسان في المستقبل.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
تنمية المدن الرديفة للعاصمة
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة