Saturday  20/08/2011/2011 Issue 14205

السبت 20 رمضان 1432  العدد  14205

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

بالأمس أشرت إلى قلب الشيخ المصلح للحقيقة في ربا فلوسنا عند المذاهب وتجنيه على طاش، وإلى خلطه بين القرض والبيع وكيف أنه ورط الصيرفة «الإسلامية» فجعلها كلها من الربا الأكبر، وكيف أنه يلزمه تجويز الربا للتفكه والترفه باستدلالاته الخاطئة، واليوم نتابع لنرى كيف أن هدف الإصرار على القول بالربوية قد غطى على أفهام الكثير فصعب عليهم إدراك المسألة وأتوا بالعجائب الشرعية والعقلية.

5 - خرج الشيخ عن طرح طاش في حكم الفلوس المعاصرة فراح يردد الأطروحات القديمة. فطاش لم تقل بأنه لا قياس كما ضيع الشيخ المصلح وقته في إثباته، ولم تقل طاش أن فلوسنا اليوم تلحق بالفلوس القديمة. طاش تبنت طرحي الجديد في الفلوس وهي أنها أثمان (نقود)، ولكن أين في شرع الله أن النقد أو الثمن يجري فيه الربا؟. إذا قيس على الذهب بعلة النقدية أو الثمنية المطلقة فهذا يعني أن الذهب والفضة لا يجري فيهما الربا اليوم لأنهما لم يعودا نقودا وهذا مُفسد للعلة الظنية. والشيخ يعلم طرحي هذا فقد تحدثت معه على الهاتف منذ مدة وحاول نقضه بالخلط بين العلة النصية والظنية ثم بتعدد العلة واستشهد بنواقض الوضوء، وقد بينت له وأرسلت له وأوضحت أنه حجة عليه لا له. وبهذا لا يبقي أي حجة شرعية في القول بالربوية ويزول سبب الاحتياط في الزكاة إذا ألحقت بالفلوس القديمة عند بعض المذاهب، فلماذا حاد الشيخ عن طرح طاش وناقش ما لم يقولوه وهو يعلم قولهم، وأخذ يردد كلاماً قديماً محفوظاً؟ هل المشاهد يتحمل التضييع بترديد الخلافات الفقهية القديمة التي لم تتطرق إليها طاش أوتستشهد بها.

6- يقول الشيخ: إن الفرق بين البنوك الإسلامية والتقليدية بأن الإسلامية منطلقها الشريعة. هكذا! أصبح الإسلام نصرانية؟ يكفي أن تقول إسلامي ثم افعل ما تشاء!! ثم يقول لا نعمم الأخطاء! وأقول أين الصح لكي يُذكر؟. فالشيخ يقول: إن ما رآه في الحلقة من الحصول على القرض من غير معاينة ونحوها هو تحايل على الربا ورفضته المجمعات والفقهاء. وأقول وهل هناك شيء غيره؟. اخرج فاسأل الناس، فهناك مئات الألوف في الشوارع من السعوديين الذين اقترضوا حسب «شريعة الصيرفة» وأكثر من 150 مليار ريال ديون على ظهورهم. اذهب واسألهم هل تجد منهم من أحد تعدى في أخذه لقرضه صورة ما صورته طاش في الحلقة. أولم تقرأ لمن يدافع عن الصكوك ثم إذا بان فساد أمرها تبرأ منها، ووضع شروطا لصحتها، ثم لما نسي الناس عاد فأصدر صكوكا كالتي نهى عنها من قبل. هل يستطيع الشيخ المصلح أن يأتي لي بصك واحد ليس صوريا والملكية فيه حقيقة. ثم يقول بريطانيا وفرنسا! عجيب إن كان الشيخ لم يقبل بصورية منتجاتنا فكيف بمنتجات الغرب «الإسلامية». هل الشيخ بسيط إلى هذه الدرجة أم أنه التغافل والتجاهل؟ أم يكفي القول بأنه إسلامي لكيلا يكون زيد أخو عبيد. وأقول نعم فزيد ليس أخو عبيد، بل المحتال والمدلس على المسلمين من البنوك الإسلامية هي أعظم وأخطر على الدين والدنيا وصدق فيهم قول شيخنا ابن عثيمين في تفضيل حيل اليهود على حيلهم.

7 - ومن ضعف حجة الشيخ رمي المسائل كيفما كان رغم عدم شواهدها في النقاش، ومن ذلك أنه أتى بالصرف، والصرف غير التمويل. ولو أردنا أن نخوض في هذا لظهر جانب آخر من خطأ الفتوى القادمة التي جعلت الفلوس أجناسا، فهي جنس واحد لكنه تجاوزوا فيه من أجل تمرير القول بالربوية، إلا إن كان تمر المدينة جنسا وتمر خيبر جنسا (كما قال الشيخ أنها تعود إلى بلادها وعلى حد علمي أن بعضهم قال: إن مرجع بعضها ذهب والآخر فضة لا البلدان). فلماذا يرمي الشيخ بالمسائل المختلفة في غيرمحلها ويفتح أبوابا عليه في ضعف حجته، وفي ضعف وبطلان الفتوى القائمة.

8 - قال الشيخ في بداية البرنامج: إن الشريعة قائمة على تحقيق المصالح، ومن ذلك حفظ أموال المسلمين، وهذا مخالف لما جادل دونه، فلا مصلحة مطلقا بالقول بالربوية بل إضرار للدين والدنيا، فإن من دلائل بطلان الفتوى الاجتهادية القائمة هي أنها أضرت بالمسلمين في بلادهم وفي بلاد الغرب فأفقرتهم وحرمتهم من نظام تدوير الأموال الحديث، ولو أدرك الشيخ معنى المصلحة لعلم أن دليل خطأ الاجتهاد القائم هو ما انتهى إليه فقه المسلمين بالحيل وتشريع الكذب والمهازل العقلية التي يبكيها من يدركها من أهل الصنعة. ولو تجرد الشيخ لأدرك أن الدليل والفقه الصحيح متفق مع المصلحة، والتحريف والتدليس والفهم الأعوج والأفلاطونيات التي تدافع عن الربوية هي التي ضد المصلحة. فاجتمع النقل والعقل والمصلحة والواقع في فساد القول بالربوية.

9 - وأخيرا أظهر الشيخ ببراءة ما يخفيه أهل الصيرفة في حربهم الضروس للمحافظة على القول بربوية الفلوس فقال: إن جوهر الحلقة هو «سلب المستند الشرعي في توصيف أعمال البنوك بأنها ربا» وهذا الذي أفزعهم وهدد صناعاتهم فهم يتحدثون بينهم بهذا الخطر الذي يهدد صناعتهم فالتقطها الشيخ المصلح وقالها مدافعا عنهم وما درى أنه أظهر ما يكتمون.

وما زال هناك الكثير، والمحل لا يتسع، والمسكوت عنه أن الأستاذ الكبير ناصر القصبي حادثني تلفونيا يستفسر عن بعض الأمور والشيخ المصلح حادثته عدة مرات وراسلته عن نفس الموضوع فكلاهما سمع مني، فمن هو الأحق طاش متمثلا بالقصبي أم الشيخ المصلح بغض النظر عن تقوى الشيخ وصلاحه فهذا، له وأما آثار الفتوى فهي للدين والأمة.



hamzaalsalem@gmail.com
 

المسكوت عنه
طاش أم الشيخ المصلح 2-2
د. حمزة بن محمد السالم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة