Saturday  20/08/2011/2011 Issue 14205

السبت 20 رمضان 1432  العدد  14205

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

« يا نفر، أنا فيه سفر بعد يومين. إن شاء الله راجع. روح مكة. مافي زعلان يا زبون». بهذه العبارات المكتوبة على قطعة كرتون، والموضوعة على واجهة المحل، اعتذر عامل مغسلة ملابس من زبائنه. وإذا كان البعض قد اعتبروا هذه القصة، واحدة من الطرف اللطيفة التي تحدث من العمالة، فإنني أراها بشكل مختلف. فهذا العامل البسيط، احترم عملاءه، وكتب لهم اعتذاراً واضحاً، لا كذب فيه ولا لف ولا دوران. الرجل أراد أن يذهب لمكة لأداء العمرة، فكيف سيبلغ هذه الرغبة لكل رواد مغسلته، إلا بهذه الطريقة العفوية؟! كم من موظف في دوائرنا الحكومية، من المحكمة وحتى المرور والجوازات، يكتب على مكتبه مثل هذه الورقة؟! كم من طبيب في مستشفياتنا الحكومية وكم من أستاذ في جامعاتنا، يمارس مثل هذا السلوك التلقائي، حين يترك عيادته أو يغيب عن محاضرته المجدولة؟! يجب على كل موظف مواجهة، أن يعتبر عامل المغسلة هذا، قدوة له. فكما أن الزبائن سيتعطلون لمدة يومين، وربما قد لا يكون عند أحدهم ثوباً غير الذي في المغسلة، فإن المعاملات ومواعيد المراجعة ومتابعة الدروس، قد تتعطل بشكل كبير، وقد يدفع المتضرر ضريبة باهضة، صحية أو مالية أو علمية. فلماذا هذا الإنسان البسيط يعتذر، والمتعلمون والأطباء والضباط والقضاة، لا يعتذرون؟!

 

باتجاه الأبيض
يا نفر، أنا فيه سفر
سعد الدوسري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة