Saturday  20/08/2011/2011 Issue 14205

السبت 20 رمضان 1432  العدد  14205

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

عندما فجر (تيموثي مكفي) الناقم على الحكومة الفدرالية في واشنطون في التسعينات من القرن الماضي مبنى الحكومة الفدرالية في أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية، وجهت أصابع الاتهام في البداية إلى العرب والمسلمين ثم ما لبثت الحقيقة أن انجلت عن وجود إرهابيين متطرفين مسيحيين لم تكترث الصحافة العالمية بكشف من هم وراءهم ولا من حرضهم، أو سمم أفكارهم وتم طي الموضوع لأن الإرهاب هذه المرة غربي ومسيحي وصدر عن أمريكي تحارب حكومته الإرهاب في كل مكان في العالم.

أما عندما تم الاعتداء في 11-9-2001م من قبل عدد محدود من السعوديين على ناطحتي سحاب نيويورك والبنتاجون حسبما تقول الرواية الأمريكية وأيدتها تصريحات (القاعدة) التي أطلقت على ذلك الاعتداء (غزوة نيويورك وواشنطون)، تداعت أقلام الصحافة الأجنبية والحكومات، وكالت التهم للحكومة السعودية والشعب السعودي وللعرب والمسلمين عموماً، ووصفتهم بأقذع الأوصاف، فالمملكة العربية السعودية المسلمة فيما قالوا هي مرتع الإرهاب العالمي، وهي الحاضنة للإرهاب تمويلاً وتسليحاً، وأن مناهجها التعليمية تحرض الشباب على الديانات السماوية الأخرى، وتم تصوير هذه المملكة بأنها بؤرة الإرهاب اللا إنساني التي تهدد السلام العالمي، وتحارب الأديان الأخرى.

لم يقل أحد، إن من أجج تلك الأقلام وحفز تلك المواقف هم أعداء السعودية من الصهاينة المحتلين لفلسطين، تدعمهم في هذه الصهيونية العالمية والمحافظون المسيحيون الجدد الذين استولوا على البيت الأبيض ويسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب في أمريكا.

(أندرس بريفيك) المسيحي النرويجي كرر في النرويج ما فعله (مكفي) في أوكلاهوما بأشد دموية، فقد قتل 93 شخصاً وجرح آخرين تحت شعار (أخرجوا المسلمين من أوروبا)، وتحت راية (الرباط المقدس) الذي حارب تحت لوائها الصليبيون المسلمين في العصور الوسطى.

المفارقة أن لا الحكومات ولا الصحافة العالمية شهرت بالشعب النرويجي أو بالدين المسيحي، ونعتتهم بالإرهاب قياساً على ما قامت به بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م.

السفير النرويجي في (إسرائيل) صرح في مقابلة أجرتها معه صحيفة (معاريف) (العبرية) بأن (بريفيك) كان يهدف من ارتكاب الاعتداءين الضغط على الحكومة النرويجية لتغيير سياستها الداعمة للقضية الفلسطينية وضرب الديموقراطية في النرويج وترويع المسلمين النرويجيين والمهاجرين إليها، وقد دلل السفير النرويجي على ذلك، بأن من قتل في مجزرة (بريفيك) هم متظاهرون رفعوا قبل يوم واحد من المجزرة لافتات مناهضة لإسرائيل وداعمة للموقف الفلسطيني.

وأتساءل بعد هذا التصريح الصريح، لماذا لم تتهم إسرائيل واليهود بأنهم وراء مجزرة (بريفيك) في أوسلو، وأنهم من خططوا لها انتقاماً من مناوئين لسياستهم العدوانية التوسعية، وانتقاماً من الحكومات النرويجية المتعاقبة التي سعت منذ اتفاقات (أوسلو) الشهيرة لإحلال السلام في فلسطين وتدعم قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967م وسبق لها أن دعمت الانتفاضة الفلسطينية، وعارضت حصار غزة.

إن كانت الدبلوماسية قد فرضت على السفير النرويجي أن لا يوجه اتهاماً مباشراً لإسرائيل أو إلى اليمين الإسرائيلي بالتحريض على مجزرة (بريفيك)، فما بال الصحافة العالمية أو على الأقل الصحافة العربية التي اكتفت بنشر الخبر ثم عتمت عليه، ولم تستغله السلطة الفلسطينية بما يكفي لتسليط ضوء الآلة الإعلامية الدولية على هذا النوع من الإرهاب المؤدلج صهيونياً تحت عباءة مسيحية.

info@almullalaw.com
 

مفارقات لوجستية
مكفي وبريفيك
د. حسن عيسى الملا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة