Saturday  20/08/2011/2011 Issue 14205

السبت 20 رمضان 1432  العدد  14205

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

قبل كل شيء رحم الله عبد الرحمن بن سعيد رحمة واسعة وأسكنه الجنة وغفر خطاياه وألهم ذويه الصبر والسلوان.. اللهم آمين.. منذ دخولي مهنة الإعلام الرياضي وضعت الكثير من الطموحات والآمال التي يجب علي العمل بجد لتحقيقها لتكون رصيدا ثمينا لي وللقراء الأعزاء، وقد حققت بفضل الله الكثير منها بدعم هائل لا أستطيع وصفه من الأخ الاكبر الزميل محمد العبدي الذي علمنا أصول الصحافة وكيفية مواجهة الحدث والتفرد فيه والإبهار في إخراجه لتكون رياضة الجزيرة الاولى في قوة التأثير والحرف الذي لايمكن ان يتم الاستغناء عنه..

كان من طموحاتي ان أجري لقاء صحفيا مختلفا مع الشيخ عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله - حيث كنت أرغب بكسر تقليدية الحوارات معه لما هو أبعد وأشمل في قالب يشابه الحوارات الانجليزية المتعمقة وأحمد الله أنني أحظى بقبول جميل لدى الشيخ بن سعيد حيث هاتفني كثيرا - لم أره سوى في قطر- مثنيا على مقالات أكتبها أو أخبار هنا وهناك، وكان يعتبرني من الاعلاميين الجيدين الذين يثق بهم مع زملاء كثر وهي شهادة أعتز بها مدى الحياة..

في الطائرة المتوجهة للعاصمة القطرية الدوحة وجدت امامي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد حيث كان مغادرا لحضور تكريمه من قبل الاتحاد الآسيوي بوسام الخدمة الذهبية للرياضة الآسيوية قبل نهائيات أمم آسيا الاخيرة بقطر.. حينها عرفت أن فرصة اللقاء حانت، لكن كنت قلقا ألايحدث ذلك فقد كان أول لقاء مباشر لي مع الفقيد الذي كان برفقة نجله الخلوق فيصل، ولا أعرف ظروفه لكن القلق زال بعد ان طلبت من الفقيد ان أجري معه حوارا لصالح صحيفة (الجزيرة) إذ وافق مباشرة وأثنى على الصحيفة كثيرا وعلى رئيس التحرير الأستاذ القديرخالد المالك الذي قال عنه: إنه رمز اعلامي صادق نادر وجوده.

التقيته- رحمه الله- في بهو فندق الشيراتون وتحدثنا طويلا عن أموركثيرة وجميلة لازال صداها يرن في محفوظات جوالي حتى اللحظة، وقد طلبت منه أن يكتب لجماهير الهلال بخط يده بعد أن احضرت له ورقة فكتب بخط جميل للغاية (جمهور الهلال في قلبي) وبتواضع شديد طلب ان يكتب لي شيئا فكتب أحرفا لن أنساها ما حييت.!

كنت أود أن أنشر الحوار سريعا لكني اخترت أن أرسله بعد عودتي من الدوحة لكونه غير مرتبط بحدث معين وقد تسارعت الاحداث اثناء البطولة الآسيوية خاصة التغييرات التي حدثت بعد مشاركة الاخضر في بطولة آسيا وما تلاها من ردود فعل كبيرة ولم أفلح في إيجاد موعد مناسب يعطي اللقاء انفرادا حقيقيا للحدث لأتفاجأ بتردي حالة الفقيد الصحية ومن ثم دخوله المستشفى ليبقى الحوار حبيسا فقد كان من اللامهنية ان ينشر حوار مع شخصية تعيش ظروفا صحية صعبة، وقد رضيت بالواقع رغم احساسي ان هناك لغزا كبيرا جعلني ولأول مرة منذ اثني عشر عاما أؤجل ارسال حوار للصحيفة فقد كنت أرسل أي مادة أو حوارا اجريه خلال اربع وعشرين ساعة كي لا أفقد اثارة واحساس الحوار لكن مع ابن سعيد أحسست ان هناك شيئا يمنعني كل ما أردت ذلك ولا أعرف حتى الآن السبب..!!

جلست مع رجل لديه من القيمة والقامة الشيء الكثير كما أنه خفيف الظل ويأسرك بمداعباته، وأذكر أن الزميل إبراهيم الفريان كان يرغب بالتقاط صورة مع الشيخ أثناء حواره معي ونجح بذلك ثم عاد ليريد اخرى لينهره الشيخ قائلاً: ابعد يامرجوج مامليت تصوير..!! لكن الشيخ بأبوته الحانية قال: إن الفريان شخص محبوب وهو يحبه كثيرا إذ كان لايريد أن يزعل منه أحد وهو الشيخ الذي لايمكن ان يزعل منه أي إنسان عرفه أو اقترب منه..

ربما كان حوار (الجزيرة) مع الشيخ ابن سعيد هو الحوار الاعلامي الاخير بل أجزم بذلك وبإذن المولى عز وجل سيتم نشره مع رسالته إلى جمهور نادي الهلال بخط يده ليكون سطرا من أروع سطوري الاعلامية مع رجل احببته لتاريخه ونضاله وأكبرت فيه بأسه وقوة حجته وشخصيته المهيبة وصراحته التي تكشف صدق المعدن وروعة التعامل..

بصدق هو رجل استثنائي فبالرغم ان التاريخ يكفل له التواجد والحظوة والنفوذ ظل متواضعا منزويا مع أوراقه التاريخية الذهبية واقفا مع الجميع بهيبته وصدقه معطيا درسا بليغا لمعنى التعامل في الوسط الرياضي المحلي.

حدثني عن تاريخ محمد بن همام عندما كان يعيش بالسعودية وتحديدا مع والده في الرياض وكشف لي ان ابن همام كان يحضر التمارين مع والده في عهد الملك سعود- رحمه الله- وحدثني عن أن التاريخ مهما دفنوه أو امطروا عليه السيول لا يمكن أن يختفي أو يكتب بحبر الكذب باختصار لأنه تاريخ والتاريخ لايمكن الكذب أو التلاعب فيه..

رحم الله الشيخ عبد الرحمن بن سعيد رحمة واسعة فقد رحل محبوبا من الجميع، وإن كان لي طلب من إدارة نادي الهلال وجماهيره فهو أن يتم انشاء مشروع خيري دائم باسمه (بناء مسجد - مدرسة - بيوت أيتام - صدقة جارية.. الخ) فذلك أهم وأكبر من أي مشاريع للتكريم وخلافها، فالفقيد بين يدي مولاه بعد أن ادى الامانة وعاش ملتزما محبوبا طيب النفس محبا للخير وأهله..

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

قبل الطبع:

الشرفاء لايموتون في قبورهم..!

msultan444@hotmail.com
 

في الصميم
ابن سعيد.. لغز (الحوار) الذي لم أنشره..!!
سلطان المهوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة