Monday  22/08/2011/2011 Issue 14207

الأثنين 22 رمضان 1432  العدد  14207

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* أعجبُ أحياناً ويستبد بي العجب كيف (ينحرفُ) موظف ما عن جادة الحق في أدائه وهو الذي استأجرته الدولة ليكونَ قوياً وأميناً؟! ويزداد عَجَبي حين يُنَصّب (هذا الموظف) نفسَه وصياً على عباد الله من الموظفين الآخرين، بالنصح تارةً، وبالعتب تارة أخرى، وقد يُتْبِعُ هذا وذاك بالانتقاد الجارح، وهو في حقيقة الأمر أولى من غيره بالنصح والعتب واللوم معاً!

***

* النتيجةُ المتوقَّعةُ لهذا الانحراف عقُوقٌ في النية، وعبَثٌ في القول، وسُوءٌ في الأداء يتَحوّلُ فـي ظلّه الموظفُ المعنيُّ إلى (سيّد) لا خادمٍ للناس! فإذا عاتَبتَه أو ناصَحتَه أو ذكّرتَه، ركبَ متْنَ الهوى، وتركك قائماً مشْدُوهاً.. أو نَثَر على سمعك (تقاسيم) من أعذار لا تنتهي، أو أسقَطَ أسبابَ تقصيره على غيره من الزملاء.. والرؤساء.. والمرؤوسين.. والمراجعين والناس أجمعين! وربما شمل الإسقاط الزوجةَ والأولاد والجيران!

***

* ينْسَى هذا الموظفُ أنّ عليه واجباً لا يجوزُ التّفْريطُ به.. مثْلمَا أن له حقوقاً لا (يغْفر) هو أن يُفرَّط أحدٌ بها، ورغم ذلك، يجرؤ على (توظيف) الكبرياء مُدَّعِياً أنه هو وحده يعرفُ الفرقَ بين (حقوق) الوظيفة.. و(عقوق) الواجب، وأنه لا يحتاج إلى تبشير بالفضيلة.. ولا تبصير بالواجب!

***

* هناك فئةٌ من الموظفين يملكُون شيئاً من الولاية على حقوق الناس ومصالحهم، لكنهم لسَببٍ ما لا يأْتمرُون.. وإذا ائتمرُوا، لا يخلصُون، وإذا أخلصُوا.. لا يُنْصفُون أنفسَهم، ولا مَنْ يعنيهُم أمرُهم من الناس، بذْلاً!.. يمارسُون مهامهَم.. وكأنهم أهلُ فضل على الناس لا مكلفون بخدمتهم!

***

* أتمنَّى ألاّ يكون لهذه الفئة، مهْما كان حَجْمُها، مكانٌ بيننا.. لأنهم يجْرحُون بأفعالهم ومواقفهم كرامةَ المواطن، وحقَّ الوطن، ولأنهم من حيث لا يعُون أو لا يعْرفُون أو يَعْتَرفُون يمارسُون العقوقَ الصارخَ لشرف الوظيفة، وشرف الانتماء إلى الوطن.. الذي منحهم الكثيرَ.. وينتظر منهم الكثيرَ.. بلا نقْص ولا تأويلٍ.. ولا عصيان!

***

* أختم هذا الحديث بهذا الدعاء: اللهم اهدِ الموظفَ المفَرِّطَ في أيّ موقع كان، وامنحه الغَيرة والحرصَ وشفافيةَ الوجدان لخدمة مصالح الناس.. بنفس القدر الذي يَرْعى به مصَالحَه، غيرةً وبذلاً وحرصاً!

***

* اللهم نقَّه من العبَث والتَّجاهُلِ والتَّهميش لمصالح الناس.. كي يُخْلِصَ لهم ولنفْسِه.. فمَصْلحتُه تبدأُ وتنتهي بالإخلاص لمهمته، ولمن يخدمهم من الناس!

وقفة تأمّل:

* في حياة البعض منا (نَفَق) من الحزن ومن الحرمان والألم، يمتد مسَافات متباينة عبر مسارات العمر!

* منّا من يسير في ذلك النفق حتى يعبَره بسلام!

* ومنّا من تتعثر خطاه، فلا يبلغ نهايتَه إلاّ بركام من الجراح تنسيه نشوة النجاح!

*ومنّا من لا يبلغ تلك النهاية أبداً، إمّا لمرض يقعده مع القاعدين أو لموت ينسي الآخرين ذكرَه وذكرَاه!

* اللهم امنحنا المزيدَ من الإيمان والصبر والثقة.. كي نتجَاوزَ أنفاقَ المحن بأمان وسلام!

 

الرئة الثالثة
(عقوق) الموظف لحقوق الوظيفة و(إخلاصه) لنفسه!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة