Wednesday  24/08/2011/2011 Issue 14209

الاربعاء 24 رمضان 1432  العدد  14209

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما يؤكد مدير الجامعة الإسلامية - الدكتور - محمد العقلا، - قبل أيام - بأن: « العلماء، والدعاة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة هم الذين يملكون الإجابة في توجيه المسلم، حول ما يجب عليه في الفتن، لما يتمتعون به من إعداد علمي أصيل «، فهي رسالة واضحة على أن هذه الفئة من المجتمع، أمامها مسؤولية كبيرة في حفظ المجتمع من الفتن، وذلك بما أُنيط بهم شرعا، وعقلا.

إن الفتن إذا أقبلت عرفها العلماء، وإذا وقعت أمسكوا عن الخوض فيها، وإذا أدبرت عرفتها العامة، كما قال - شيخ الإسلام - ابن تيمية - رحمه الله -: « والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء عن دفع السفهاء، فصار الأكابر -رضي الله عنهم - عاجزين عن إطفاء الفتنة، وكف أهلها، وهذا شأن الفتن، كما قال - تعالى -: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وإذا وقعت الفتنة، لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله «. مما يؤكد: أن العلماء يتحسسون أسباب الفتن قبل وقوعها، ويتبصرون مقدماتها قبل فوات الأوان، لكونهم ينظرون إلى مآلات الأمور، وعواقبها، بما لديهم من فقه في الأحكام الكلية، ودراية بالأصول العلمية، واستيعابهم لمقاصد الشريعة، وقواعد المصالح والمفاسد، وتصور تام للوقائع الجارية، وتَمكُّنٌ من تنزيل النصوص عليها بكل روية.

وعندما تشتبه الحقائق، وتختلط الوقائع، فأحوج ما تكون الأمة إلى أهل العلم الراسخين في علمهم، العالمين بواقع أمتهم، وما يُحيط بها من فتن ؛ ولأننا نعيش فتنا متلاطمة، واضطرابات شعبية، تشهدها بعض الدول، نتج عنها تشتت في المصالح، والأهداف، وتسييس في المواقف، والآراء، فإن ذلك يستدعي من العلماء علما، وبيانا مستمدا من النصوص الشرعية، والعقول السليمة. كما يستدعي من العقلاء حزما، ومن العامة فطنة، وفهما ؛ لإخراج الأمة من الفتن، والنجاة بها من متلاطم المحن، ولذا قال - الشيخ - البشير الإبراهيمي - رحمه الله -: « واجب العالم الديني أن ينشط إلى الهداية، كلما نشط الضلال، وأن يسارع إلى نصرة الحق، كلما رأى الباطل يصارعه، وأن يحارب البدعة، والشر، والفساد، قبل أن تمد مدها، وتبلغ أشدها، وقبل أن يتعوّدها الناس، فترسخ جذورها في النفوس، ويعسر اقتلاعها «.

إن حفظ مكانة العلماء، وتمكينهم من التواصل مع شرائح المجتمع، وعدم تحجير دورهم، أو أن نتخذ من هفواتهم وليجة في النيل منهم، أو إسقاطهم، - مطالب مهمة -. وهذا هو المأمول في حفظ المشترك، ورعايته في الوقت الراهن، لكونه أدعى؛ لرعاية هذا المقصد. وإن الجهود لا بد وأن تتظافر؛ خدمة لدين الله، ومصلحة لهذا الوطن. فأهل العلم يحملون مصابيح الدجى، ومشاعل الهداية، وهم من وسائل حفظ الشريعة. والالتحام بهم عصمة للأمة من الفتن، طالما أنهم يفقهون دورهم بوعي، وصدق، وإخلاص.

drsasq@gmail.com
 

دور العلماء.. عند الفتن!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة