Wednesday  24/08/2011/2011 Issue 14209

الاربعاء 24 رمضان 1432  العدد  14209

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما سُئل وكيل وزارة الثقافة والإعلام المشرف على القنوات التلفزيونية الأستاذ عبد الرحمن الهزاع عن رضاه عن ما قدمه التلفزيون من مسلسلات وبرامج، قال: لقد اجتهدنا ولكن (لسنا راضين كل الرضا)! وهذه من الإجابات النادرة التي يدلي بها مسؤول وتكون بمثل هذه الصراحة والوضوح، قالها سعادة الوكيل بدافع الأمانة والشفافية، ومثل هذه الإجابات الصريحة هي التي دائما نتمنى أن نقرأها ونسمعها من السادة المسؤولين في أي مجال، وإعلان عدم الرضا (الكامل) من قبل المسؤول يعني فاتحة خير، لأنه أصبح مثلنا يرى ما نراه وينظر من نفس الزاوية التي ننظر منها نحن المشاهدين! ويعني أيضا أن هذا الإحساس العالي من المسؤولية بالتأكيد سوف يعقبه إجراءات لعلي أقترح من بينها تشكيل لجنة لمعرفة أسباب هذا (عدم الرضا) الذي أؤكد لسعادة الوكيل أنه ليس فقط على المستوى الرسمي بل أيضاً حتى المشاهدين يشعرون بعدم الرضا الكامل! ولقد تعودنا من بعض من سبقوه أن يدافعوا وينافحوا عن ما يقدم على الشاشة وكأنهم يعملون في مؤسسات الإنتاج وليس في التلفزيون! وبأمانة فنحن نعرف أن المسؤولين في التلفزيون بذلوا جهداً كبيراً في محاولة إرضاء المشاهدين فأنتجوا المسلسلات التي توقعوا وتوقعنا أنها ستكون الأفضل والأجمل وستكون مرضية لهم ولنا، ولكن في آحايين كثيرة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فالتلفزيون مثلاً أعاد النجوم إلى شاشته بعد أن هجروها لعدة أعوام وكان سخياً وكريماً معهم، ولا أعتقد أنه يمكن أن نعرف لماذا حل بنا عدم الرضى إلا من خلال استبيان علمي تتولاه لجنة متخصصة تستهدف ثلاثة أطراف، الطرف الأول هم المسؤولون في وزارة الثقافة والإعلام لنعرف ما هي أهداف إنتاج مسلسلات تلفزيونية رمضانية؟ وهل تشتمل على أهداف ترفيهية أو وطنية أو تربوية أو أخلاقية كان يفترض أن تحققها تلك المسلسلات ولم تحققها؟! وهل كان أحد الأهداف مثلاً هو منافسة القنوات الفضائية الأخرى واقتسام كعكة الإعلانات واستقطاب مشاهدين جدد! والطرف الثاني هو الجمهور، مع أني أجزم أن تصويت الجمهور يخدع أحياناً فبعض العينات التي لديها استعداد للتصويت تمجد غالباً الإسفاف والتسطيح، بعد أن أفسدت بعض المسلسلات حاسة التذوق الفني لدى المشاهدين وأوقفت نمو حسهم الفني عند مرحلة (أنت ووجهك)! والطرف الثالث هم النقاد ومشرفو الصحف الفنية (المحايدون) ولا بأس من استشارة متخصصون في الإعلام والاجتماع والتربية!لمسلسلات السعودية (الرمضانية) حتى تلك التي عرضت في قنوات فضائية أخرى يقال عنها الكثير؛ مثل إنها شوهت صورة السعوديين من خلال نماذج المراجيج والخبول والسبهة والشيبان ذوي الأشكال البشعة والملابس الرثة والتصرفات المستهجنة وتقديم كركترات مكررة يلجأ إليها الكتاب والممثلون لسهولتها وصعوبة الإبداع في غيرها، وهي نماذج أكل عليها الزمن وتجشأ! ويقال عنها أيضا إنها مسلسلات محاصرة برؤية المنتج البطل الذي يدور في حلقة مفرغة يلوك فيها أفكاره وعباراته و(إفيهاته)! وتوجه إليها تساؤلات مثل ما نوع الدراما التي قدمتها وما مستواها إذا ما قيست بمن حولنا؟ وماذا بنت؟ وماذا هدمت؟ من قيم وأخلاق! التلفزيون يأتيه ونصوص بعضها جيد ولكن التنفيذ يخذل المسؤول ويفاجئه بل ويحرجه أحياناً ليسبب له عدم الرضا! وقد يقول بعض المسؤولين في التلفزيون إننا أتحنا الفرصة للممثلين والمنتجين السعوديين ولكن هذه هي قدراتهم بمعنى أن (هذا اللي الله أعطاهم) وليس في الإمكان أفضل مما قدموا! ولكني أقول كما قلت سابقاً إن وزارة الثقافة والإعلام تستطيع أن ترفع من مستوى الإنتاج من خلال جوائز تقديرية بعد رمضان لأفضل مسلسل وأفضل الممثلين والمنتجين تشرف عليها لجان متخصصة، وهذا لا يغني عن إقامة دورات أو ملتقيات للمؤلفين والمنتجين والممثلين يتم من خلالها تحفيزهم لتقديم الأفضل والبعد عن التكرار والسعي إلى الإبداع والتجديد، لعلها بذلك ترفع من مستوى الإنتاج الدرامي ليحقق لمسؤوليها ولنا نسبة أعلى من الرضا!

alhoshanei@hotmail.com
 

مسلسلات رمضان وعدم رضا المسؤول والمشاهد!
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة