Wednesday  24/08/2011/2011 Issue 14209

الاربعاء 24 رمضان 1432  العدد  14209

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

قصة قصيرة أرسلها لي أحد الأصدقاء تناقلها الناس عبر الإنترنت، وعلى الرغم من قصرها إلا أنها تحكي الكثير مما نتجاهله أو لا نعيره الاهتمام المناسب.

القصة تقول إنه حانت ساعة الغداء في متجر يعمل فيه ثلاثة أشخاص، محاسب وبائع ومديرهما المسؤول عنهما، وكالعادة ذهبوا معاً لتناول طعام الغداء في مطعم غير بعيد عن متجرهم الذي يعملون فيه. في طريقهم إلى المطعم مروا على بائع للتحف نثر بضاعته على الرصيف كوسيلة جذب للمارة، فاشتروا منه مصباحًا عتيقًا، وأثناء تقليبهم للمصباح العتيق تصاعد دخان كثيف من فوهته ليتشكل من هذا الدخان ماردٌ هتف بصوتٍ كالرعد: شبيكم لبيكم عبدكم بين أيديكم، وطلب من كل واحد منهم أن يتمنى أمنية واحدة ليحققها له. سارع البائع - والمسارعة والاستعجال صفة يختص بها الباعة عامة - قائلاً : أنا أولاً، أريد أن أجد نفسي أقود زورقاً سريعًا في جزر البهاما والهواء يداعب وجهي، والجمال يحيط بي من كل الجوانب. أومأ المارد بيده فتلاشى البائع في غمضة عين. فازداد حماس المحاسب وقفز صارخاً : أنا بعده أرجوك، أريد أن أجد نفسي في صالة أحد البنوك كواحد من هوامير سوق الأسهم، أتلاعب بها كيف أشاء، فأرفع هذا السهم وأخفض ذاك وأتحكم في مكاسب هؤلاء المشافيح الذين يزاحموننا في السوق. لوّح المارد بيده فاختفى المحاسب من المكان. وهنا حان دور مديرهما الذي قال ببرود : أريد أن أجد نفسي في المتجر بين البائع والمحاسب بعد انقضاء استراحة الغداء. وما هي إلا لحظات فإذا بالبائع والمحاسب يعودان دون الاستفادة من أمنيتيهما.

والمغزى من القصة أن تجعل مديرك أو الشخص الذي يملك السلطة عليك أول من يتحدث، ليس تقديراً له فحسب ولكن لتعرف أين يتجه الحديث، فتحدد توجهك تبعاً لذلك.

ضحكت وأنا اقرأ هذه القصة، ولأنني تقاعدت عن العمل ولم يعد لدي رئيس أقدمه في الحديث وأمارس معه ما اكتسبته من هذه القصة، لم أجد غيرها - أم العيال - أجرب مغزى هذه القصة معها، وفي أول (مناكفة) بيننا على مسألة ما، عزمت أن أتركها تقول كل ما عندها لأعرف إلى أين يتجه بنا الحديث، وما هي الغاية التي تريد الوصول إليها لأقول بعدها كلمتي الفصل والأخيرة، وأضرب ضربة معلم - هكذا ظننت - لكنها بمجرد أن أخذت زمام المبادرة لم تترك لي فرصة لأقول شيئاً أو أعقب، وعلى أية حال - وهذا تقدم كبير منها - تركت لي حرية اختيار الوسيلة التي أحقق بها ما كانت تريده.. وهذا يكفيني في الوقت الحاضر حتى يتكرم أحدهم بقصة أخرى أكتسب منها ما أغلبها به.. والله المستعان.

naderalkalbani@hotmail.com
 

المصباح السحري
نادر سالم الكلباني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة