Sunday  28/08/2011/2011 Issue 14213

الأحد 28 رمضان 1432  العدد  14213

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

مات الدكتور إدوارد سعيد قبل أن يشهد الواقع العملي للربيع العربي في بلدان العالم العربي والإسلامي، وما أدركه في البلاد الإسلامية فهو تحت غطاء (قَمْعِ الإرهاب)، وما أدركه في العراق لم يتفرَّغ لتحليله: أهو سوء تدبير من الزعيم العربي، أو أن الزعيم مزروعٌ هو وتدبيره، أو أن ذلك بداية الربيع العربي وحماية الدولة المغتصِبة بمنطق رؤيا حزقيال وما إليها؛ مما هو اختراق للعالم المسيحي وجمهرةٍ من العالم الإسلامي.. مات إدوارد سعيد وهو محمومٌ بأعباء الإمبريالية ولم تكتمل رؤيته بعد؛ لأنه لم يشهد أحداث الربيع العربي المتسارعة، وليس من شأني ولا من تخصُّصي أن أُحَلِّل تحليلاً لغوياً معنى (الإمبريالية)، وإنما المهم رصد مدلولها عند ذوي الاختصاص، وأهم ما في معانيها - وذلك من مصادفات وجوه الضعف التي لا تحصى في العالم العربي والإسلامي، وهو مصدر الأرزاق الدنيوية - إقدامُ الدول القوية التي تملك أسلحةَ الدمار على إكراه الشعوب وإبادة قدراتها البشرية، ونَهْبِ مواردها، وتلك الدول القوية هي المصطلح عليها بالدول الرأسمالية الصناعية، وأضف إلى ذلك الاستعمارية؛ لأن الاستعمار لم ينْته قط، وإنما تراجع شكله الظاهري في احتلال البلدان علناً، وأظن أن هذا الشكل الظاهري في سبيل العودة، وما شأن العراق عنا ببعيد، وأضف إلى ذلك الأيديولوجية الوضعية الميتافيزيقية التي غايتها آخر حرب فاصلة في العالم يتحقق بها دولة واحدة وأيديولوجية ميتافيزيقية واحدة.. وهذا المنطق الإمبريالي لا يصدمنا مباشرةً من غير تَوقُّع، بل يختلسنا كالنعاس بمنطقٍ إعلاميٍّ فلسفيٍّ تضليليٍّ كاختلاسنا بمنطق الربيع العربي؛ فكنا نحن (نحن نحن نحن ملايين المرات) سدنة المنطق الإمبريالي العدواني، وكنا نحن العنصر الفعال الأول في تدمير كل قدراتنا، ثم يبتلعنا المنطق الإمبريالي بمنطقٍ آخر هو دعوى المرحمة الإنسانية لحماية وإنقاذ المستضعفين.. وبمنطق آخِرِ معركةٍ في العالم تتحول إمبرياليات الدول المتنفِّذة إلى إمبريالية إمبراطورية واحدة؛ لظنهم أنهم قادرون على الأرض وكل من عليها مع تناسي مفاجآت قدر الله التي لا يملكون ردَّها.. وما عدا هذا العنصر الإمبريالي الأهم، ونحن ضحيَّته أترك لكم تفصيل فروعها عند أهل الاختصاص(1).. وهذه الإمبريالية في هموم إدوارد - وقد صدق توقعه، وصدق ما هو أعنف من توقعه بالتمهيد الفكريِّ التضليليِّ، ومباشرة العمل التدميريِّ بأيدينا ما دمنمخنوقين بالتضليل الإمبريالي كما في المنطق المجمل للديمقراطية، وهي (الجهاد في سبيل المقدَّس) في كلِّ حركات الربيع العربي.. منهم من تبنَّى هذا المنطق العدوانيَّ بقناعة، ومنهم من أخذ به تَقِيَّةً؛ لأنه لا نصر له إلا بصُنَّاع منطق الربيع العربي -.. عانَى إدوارد سعيد الهمَّ الإمبرياليَّ في مقالاته، ثم توسَّع فيه بكتابه (الثقافة والإمبريالية) ولا سيما في الفصل الرابع؛ ولغيابه عن مشاهد الربيع العربي قال بلغة الأدباء: ((رغم [أي على الرغم من] أنَّ تقلُّص القوة الاقتصادية الأمريكية والأزمة الحضرية [لعلها الحضارية] والاقتصادية والثقافية في الولايات المتحدة، وارتقاءَ دول حوافي [أطراف] المحيط الهادي، والاختلاطات التي تملأ العالم المتعدد الأقطاب.. كلها أدَّتْ إلى كبح جماح العهد الريغاني(2).. إنَّ هذا الانتقال أولاً يؤكد استمرار الحاجة العقائدية لتعزيز السيطرة وتسويغها في إطار معطياتٍ ثقافية، وهي حاجةٌ ما تزال ماثلةً في الغرب منذ القرن التاسع عشر، بل قبل ذلك أيضاً.. وهو ثانياً يقبض بدقَّةٍ على الموضوعة [يعني الـمُعْطيات] المبنية على الإسقاطات التكهُّنية والتنظيرات المتكرِّرة عن القوة الأمريكية التي يُعبَّر عنها بطرقٍ يغلب أن تكون مفتقرة إلى الشعور بالأمان وأن تكون لذلك مغالية، وهي موضوعةٌ [على] أنَّنا نعيش الآن في عصر الارتقاء الأمريكي.. تُوضِّح ما أعنيه دراساتٌ ظهرتْ خلال العقد الماضي عن شخصياتٍ بارزةٍ في منتصف القرن العشرين.. يمثِّل كتابُ رونالد ستيل وولتر ليپمان والقرن الأمريكي التكوينَ الذهنيَّ لهذا الارتقاء كما هو منقوشٌ في الحياة المهنية لأشهر صحفيٍّ أمريكيٍّ، وهو الصحفيُّ الذي امتلك أعلى درجات الامتياز والقوة في هذا القرن.. إنَّ الأمر الفائق في حياة ليپمان(3) المهنية - كما تنبثق من كتاب ستيل - ليس أنه كان مصيباً أو على درجةٍ خاصَّةٍ من ثاقبيَّة الفكر في تقاريره أو تنبُّؤاته بالأحداث العالمية (فالحق أنه لم يكن كذلك)، بل إنَّه قام من موقع (الداخلي) - والمصطلح له - بالإفصاح عن السيطرة الأمريكية الكونية دونما تلكُّؤ إلا في حالة فييتنام، وأنه رأى أنَّ دوره كمُعلِّقٍ مُراقِبٍ [بصفته معلِّقاً مراقِباً] هو أن يساعد أبناءوطنه على التكييف [التكيُّف] مع الواقع.. واقع القوة الأمريكية التي لا منافس لها في العالم، والتي جعلها هو متقبَّلةً إلى درجةٍ أعلى بتأكيد أخلاقيَّتِها، وواقعيَّتِهاوغيريَّتِها بـ (مهارةٍ كبيرةٍ ومَقدرةٍ على عدم الاندياح بعيداً عن التوجُّه الأساسيِّ للرأي العام))(4).

قال أبو عبدالرحمن: لم تكن الصهيونية العالمية غبيَّة، بل كانت جادَّة في عملها السياسي بتدبير ظلامي محكم قبل الحربين الكونيتين، ولم تر في سلاطين آل عثمان عوناً لها، وقد رأت بوادر الضعف تدبُّ في كيانها؛ فآثرت تحييد سلطانها الديني بالاختراق الذي تمخَّض عن أخطر جيش سري في أقصى الشرق الشمالي، وهي وَجِلة من (هتلر) حليف تركيا الذي هو أشدُّ الرجال وعياً بالخطر الصهيوني، والدولة العظمى آنذاك بريطانيا فوضعت ثقلها معها إعانة وتضليلاً في وقت محدَّد؛ لأنها ترقب أفول شمسها، ولما سقطت دول المحور وضعت أيضاً ثقلها إعانة وتضليلاً مع دول اليمين الغربي مؤكدة التلاحم مع الولايات المتحدة؛ لأنها ترى تراسل قوتها العسكرية والاقتصادية وكثرة خيراتها، وترى إقبالها المنقطع النظير على البروتستانتية.. وليست تنكر القوة العسكرية الهائلة للاتحاد السوفييتي مع البؤس الاقتصادي، ولكنها لا تضمر خيراً لهذه الدولة لسببين: أولهما: أنها ذات ديانة أرثوذوكسية، وهي العدوُّ الألدُّ للبروتستانتية؛ فأسقطتها بالماركسية الصهيونية الوضعية بمجازر مروِّعة يشارك في إدارتها أقطاب من الصهيونية بعد أن أسقطت الهيمنة الكاثوليكية بيد أهلها تضليلاً واختراقاً.

وثانيهما: شعور ميتافيزيقي بأن يأجوج ومأجوج يأتون من الشمال في مأثورهم؛ فليست غير روسيا في تصوُّرهم؛ فلما أدَّت الماركسية مهمتها الإجرامية، وقضت على القَوام الاقتصادي، وتمركز النفوذ الصهيوني في الدولة الثانية الأقوى: جرى العمل الظلامي الآخر على إسقاط الماركسية وتفتيت دولتها وإتاحة الفرصة لإيقاع المجازر في الولايات الإسلامية امتداداً بشكل أعنف لما كان يقوم به (تيتو)، ولا خطر من عودة الأرثوذكسية؛ لأن مجمل الديمقراطية والعَلمانية وكثير من العولمة هو السائد في العالم الغربي الآخر.. وما ذكره إدوارد من أزمات أمريكية اقتصادية وحضارية وثقافية حقيقةٌ ماثلة بأسباب إمبريالية نفعية، وبأسباب أيديولوجية ميتافيزيقية تضليلية جعلت قواعدهم تنيف على ثمانمئة قاعدة، وجعلت قواتهم العسكرية - وثمنها الاقتصادي ضخم جداً - منبثَّة على المعمورة في يابسها وبحرها، وكل حِراك لهذه القوى فجمهرة منفعته للصهيونية.. وأما أن هذه الأزمات تُقلِّص القوة الاقتصادية الأمريكية فغير محكوم به الآن؛ لأن غُرْمها غُنْم من خيرات المستضعفين، وكم من مليونير سَكَّ عملته من عرق الدول النامية والمتخلِّفة نهباً وتسويقاً إجبارياً بأغلى الأثمان.. وما ذكره عن حوافي المحيط الهادي فهو ظواهر نمو اقتصادي وتطلُّع حضاري لا يرقى أضعاف أضعافه إلى مدافعة القوة العسكرية والقوة الاقتصادية وإحكام السياج الإعلامي.. وريغان أدى دوره ولم يُكْبَحْ بل أنهكه الكبر، ومذهبه الهرمجدُّوني بأيد ظالمة ولكنها أمينة عليه، وما حصل بعده أعظم مما كان يحلم به.. والعالم الأقوى لا يتحرك وفق تكهنات عن تزايد القوة الأمريكية، ولكنه يتحرك معها مرحِّباً بتزايد قوتها لتحقيق الحلمين اللذين أسلفتهما كثيراً، وهما نهب الموارد، وانتظار نعيم النبوءة الحزقيالية.

قال أبو عبدالرحمن: تحليل مثل هذا الطرح من همومي فيما يستقبل، ويكفي القول: أن واقع الربيع شيئ مستقلٌّ؛ لأننا نعيشه مباشرة، والتوقع شيئ آخر؛ لأنها إما نبوءات، وإما إنباء تضليلي.

قال الدكتور إدوارد سعيد: ((لم ينفِ أحد أنَّ مالك القوة العظمى في هذا التشخُّص هو الولايات المتحدة سواء أكان ذلك لأنَّ حفنةً من الشركات الأمريكية العاملة عبر البلدان تسيطر على تصنيع الأخبار التي تعتمد عليها معظمُ أنحاء العالم، وعلى توزيعها، وتسيطر فوق كل شيئ، على اختيارها.. بل إن صدام حسين نفسه فيما يبدو اعتمد على سي. إن. إن.(5) مصدراً لأخباره، أم لأن التوسع الذي لا يلقى معارضةً فعليَّةً في مختلف أشكال التحكُّم الثقافي التي تنبع من الولايات المتحدة قد خَلَقَ آليَّةً جديدةً للاحتواء والتدميج والتبعية لا يتم بها إخضاعُ وإرغامُ جمهورٍ متلقٍّ أمريكيٍّ داخليٍّ فقط، بل ثقافاتٍ أصغرَ وأضعفَ أيضاً.. ولقد أدَّى بعضُ العمل الذي قام به مُنَظِّرون ذوو موقفٍ نقديٍّ - وبشكلٍ خاصٍّ مفهومُ هربرت ماركوز(6) عن المجتمع ذي البعد الواحد، وصناعة الوعي عند أدورنو وإنزنسبيرغر - إلى كشف طبيعة المزيج من القمع والتسامح اللَّذَيْن استُخدما أداتَيْن من أدوات التهدئة والإخضاع الاجتماعيَّيْن في المجتمعات الغربية (وهي قضايا كان قد عالجها قبل جيلٍ من الزمن كُـتَّاب مثل جورج اورْوِل(7)، وألدس هكسلي، وجيمس بورنهَم(8)).. إنَّ تأثير إمبريالية وسائل الإعلام الغربية والأمريكية خاصَّةً على بقيَّة العالم لَيُدَعِّمَ النتائجَ التي توصَّلتْ إليها لجنةُ ماكبرايد، كما يدعِّم أيضاً النتائج البعيدة الأهمية التي توصَّل إليها جورج شيلر وأرماند ماتلارت عن ملكية وسائل إنتاج الصور، والأخبار، والتمثيلات، وتوزيعها.. لكنَّ وسائل الإعلام تكون فعَّالةً قبل أن ترحل إلى الخارج - إذا جاز التعبير -؛ وذلك من خلال تمثيل ثقافاتٍ أجنبيَّةٍ غربيَّةٍ ومهدِّدةٍ [بدون الواو أفصح] للجمهورِ المحلِّي، ونادراً ما فاق نجاحُ هذه الوسائل في خلق شهوةٍ للعداوة والعنف ضدَّ هؤلاء (الآخرين) الثقافيين ما حقَّقَتْه أثناءَ أزمة الخليج وحرب الخليج في 1990 - 1991.. لقد كان من عادة بريطانيا وفرنسا في القرن التاسع عشر أن ترسلا حملاتٍ عسكريَّةٍ لقذف الأصلانيين [يعني الأصوليِّين] بالقنابل.. يبدو كما يقول مالرو (شخصية رواية قلب الظلام) لِـ (كونراد) إذ يُبلِّغ إفريقيا أن الفرنسيين كانوا يشنُّون إحدى حروبهم في مكانٍ ما قريب.. في الفراغ الهائل للأرض، والسماء، والمياه.. كانت سفينة حربية فرنسية عصية على الفهم تطلق النار إلى قارَّة بم بم، وينفجر صوت مدفع من مافع الست بوصات - وأما الآن فإن الولايات المتحدة هي التي تفعل ذلك -.. تأمَّل الآن كيف جُعِلَت حربُ الخليج أمراً مقبولاً في الغرب أو الولايات المتحدة في منتصف كانون الأول 1990 م))(9).

قال أبو عبدالرحمن: ما طرحه إدوارد سعيد هو ما أراه كالشمس في صحوٍ هو مضمون الربيع العربي، وقد طعَّمه بإشارات من روايات خواجيَّة، وهو في إطارِ طرحٍ ليس فكرياً ولا علمياً.

) سمعتُ في المذياع ممن بُلينا بهم من طلبة العلم ممن لا يرى الفقه السياسي في الواقع المدمِّر لنا هو بضرورةٍ حتميَّة جزءٌ ضروريٌّ من تخصُّص علماء الشريعة، ومداخلتي لذلك فواتح وجدتها في (مآزق التخصص) للدكتور التركي.

قال أخي الدكتور إبراهيم حفظه الله: ((كان خطؤنا مضاعفاً؛ فقد جعلنا من المعرفة وسيلةً للتندر.. ربما لأننا لم نتجاوز مرحلة المراهقة الأولى، كما ظننا أن المعلِّم - مهما كان تخصُّصُه - مُلمٌّ بكل العلوم.. وهذا من جانبٍ قصورُ فهم، ومن جانبٍ قياسٌ على أساتذةٍ آخرين حووا ووعوا؛ فكانوا شموليين ثقاتٍ، متطلعين للبحث الجاد، أما هو جزاه الله خيراً فقد شاء أن يُسكتنا من دون أن نحسب عليه جواباً جازماً فإن لم تصلح هذه فليأخذوا تلك، ويريحوا ويستريحوا.. اختلف الزمن؛ فما عاد الطالب يشاغب بثقافة السؤال، وما عاد المعلِّم معنياً بمستقبل الأجيال، ولم يعبْ أحدٌ على أحد؛ فالرقمُ التصاعديُّ لأعداد الطلاب والمدارس والجامعات والأساتذة هو الأهم، وقارئو خطط التنمية مشغولون بالرسم البيانيِّ الذي لا يُمكن تبرير تناقصه وإن جاز تجاهل نقائصه.. ومدخل نعبرُ منه إلى الواقع الثقافي حين لم تعد المدرسة والمعهد والجامعة وحدها المشكلة، بل امتدَّ الأمر إلى الحياة العامة حين أصبح التخصُّص في المكان الأخير، وذوو الأصوات الأعلى - بحكم تنمية الوعي - متصدرين للوصاية على الناس في جميع أمورهم؛ فباتت الأحكام لهم، والاحتكام إليهم، ولا بأس إن جادلوا الفيزيائي والجيولوجي والفلكي والاقتصادي وعالمَ النفس والاجتماع والمهندس والجغرافي والمؤرخ؛ فإلى مواقعهم الشرفية الإشرافية تنتهي تلك العلوم، ويجثوا [عطفاً على إن جادلوا على أن يقول: إن جثوا، وأما العطف على (تنتهي) فالصواب يجثون، وهذا هو مدلول السياق] على ركبهم أصحابُها طلباً لموافقتهم أو ربما مباركتهم.. واستطاعت الأدلجة أن تتحكم في مسار القرارات التشريعية والتنظيمية والإجرائية، وبقدر تمكُّنِ المؤدلَجين من صبغ الموضوعات بانتماءات المجتمع وهواجسه يصبحُ نجاحهم أقرب من مناوئيهم؛ فالمقررات مثلاً تحولت من موضوعٍ تربويٍّ فنِّي يُرجع في تعديلها أو تبديلها أو إبقائها لذوي التخصُّص، وأصبحت منطقةً مشاعةً يحتلها المؤدلجون ويُحرم من دخولها المتخصصون، وتحولت بقراءات مغلوطة إلى جزء من الثوابت العامة عند فئام أو النوازل الطامة عند فئام، ويحدِّثه من يعي الحقيقة أن المشكلة في المعلم والمدير والمشرف والمبنى والوسيلة والأنظمة أكبر منها في المقرر؛ فلا تجد من يصغي ليستمر مد الألسنة وقد يتجاوز لمد الأيدي.. ويبدو أن بعضَ أعلامنا المجتمعية تريد أن تتعدد أخبارها وتردد، كما البَتِّ (؟) المعجزة الذي(؟) يلائم كل الفصول؛ فعقلهم يزنُ العقول، ومعارفُهم تتسع للمتون والهوامش والذيول، ولفرط ثقتهم بذواتهم وتقزُّم المريدين أمامهم فقد أغنى الواحدُ منهم عن علماء الأرض والفضاء، حتى باتوا لوازم كلِّ حوارٍ ومنطَلَقَ كلِّ مسار))(10).

قال أبو عبدالرحمن: فوجئتُ في المذياع بطالب علمٍ شرعيٍّ يُلقي كلماتٍ بحما سٍ وتقطُّعِ أنفاسٍ وتباكٍ بتهدُّج.. على ماذا ؟.. منطق الرجل أنه ليس في حياة المسلم المشروعة أن يُتابع الفضائيات مُتَلَقِّفاً أخبار أزمة الربيع العربي، بل واجبه العبادة وطلب العلم الشرعي.. وليس من خُلُق المسلم أن يخاف من الأزمات؛ لأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه طَمْأَن قلوبَ أصحابه رضي الله عنهم بأن لا يخافوا !!.. ثم عرَّج على التخصُّص والموسوعية؛ فرأى أن صاحب هذا الطموح يعيش في وهم، وليس بيده أن يحيط بعلوم الشريعة اجتهاداً ودعك من الإحاطة بعلوم الأوَّلين والآخرين؛ فعليه بالعمل الإرشيفي الذي يسلكه بَلَدِيُّوه.

قال أبو عبدالرحمن: قبل المداخلة أضرب المثال بثلاثةٍ من فحول العلماء الأئمة الذين يضيع وزن طويلب العلم هذا معهم، وهم الأئمة ابن حزم وابن عبدالسلام وابن تيمية رحمهم الله تعالى؛ فهل انسلخ هؤلاء من تخصُّصهم الشرعي الذي هو الفقهُ السياسيُّ كتابةً للكوارث التاريخية المزعجة التي عايَشوها، وهل انسلخ هؤلاء من تعبُّدهم الذي هو الممارسة العملية في مواجهة الكوارث برجولة العالم المسلم الأبي ؟.. كلَّا؛ فهذه كتبهم وسِيَرهم بين أيدينا.. وأمَّا الانشغال بالمحطات الفضائية في شهر رمضان المبارك وغيره فليس للمسلم العالم العابد سعة في ذلك، ولكن عليه في الأزمات أن يتحرَّى آخر نشرةً للأخبار يُلمُّ بها ويكتفي بذلك.. على أنَّني لم أنشغل في شهر رمضان المبارك ألبتة بالفضائيات، بل أكتفي بآخر نشرة إخبارية من المذياع وبما أقرؤه في الصحف، وفي غير رمضان أبعدتُ المذياع من مكتبتي؛ فلما جاءت أزمات الحريق العربي كنت أُتابعُ آخرَ نشرةٍ بالغرفة التي يجتمع فيها أولادي، وكنت أُحرِّك (الريموت) على عَجلٍ حتى لا أسمع ما لا أريد.. وقبل رمضان عطَّلتُ أعمالي الشرعية باستثناء (تفسير التفاسير) صارفاً نشاطي قراءةً وكتابةً لكلِّ أدبيات وفلسفات الحريق العربي؛ مُتَدَيِّناً لربي بذلك؛ لأنَّ هذا من أهمِّ تخصُّص وهموم المسلم، وأنا في جماعة أيِّ جماعة: ذات دولةٍ مسلمةٍ، وشعبٍ متديِّنٍ، وطلبةِ علومٍ، وطلبةِ علمٍ شرعيٍّ منهم المهتمُّ بالفقه السياسيِّ للحريق العربي، ومنهم غير المهتم.. وليس بيدي - مع ضعف عُدَّتي وحولي وقوَّتي - غير الجهاد بالقلم؛ لأن حريقنا العربي في غطاءٍ تضليليٍّ مُحْكم الحيلة؛ فتبرأ ذمتي بهذا الجهاد القلمي، ولن أعدم مَن يُشاركني التبصُّر، والكلمة الصائبة لن تضيع وإن طال الأمد.. وأما مسألة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فتسويةٌ صَلْعاء بين مختلفين؛ فجيل أبي بكرٍ رضي الله عنهم جيل الزكاء الخالص، وقد أشرب الله قلوبَهم اليقينَ بإظهار الدين، وأنَّ النصر لهم على ضعف عُدَّتهم وعَدَدِهم، وليسوا في دور الدفاع، بل في دور الإقدام على نشر الدين، والنصرُ أمامهم متتابع، والخوف منهم لا عليهم، ولا يحكمهم حق الفيتو، ولا يقدر أن يصدَّهم أي تضليلٍ محكم.. ثم إن الخوف على المسلمين وارد منذ سيرة أبي بكر نفسه وعمر رضي الله عنهما؛ وإنما اليقين راسخ في قلوبهم، وهو يقيهم من الخوف على مستقبل الإسلام؛ وإنما يخافون من سوء تدبير يضر عداً من المجاهدين مع اليقين بأن النصر للمسلمين والمستقبل للإسلام.. وأفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يخاف ويتغيَّر وجهُه الكريم من الآيات الكونية كالريح والخسوف ويهرع إلى الدعاء والاستغفار والصلاة المشروعة.. وأما تعريجه على التخصُّص والموسوعية فذلك أمر يغيظني واقعه في أبناء بلدي خاصَّةً وفي عالمينا العربي والإسلامي؛ لأنني بُلِيْتُ بذوي الأرشيفية والتقليد المحض.. ألا فليعلم طويلب العلم أنه لا تخصُّص ألبتة إلا بموسوعيَّةٍ تخدم التخصُّص، وإن اقتصدت الموسوعية فهي ترافق التخصُّص من ابتداء الطلب إلى انتهاء الأجل ؛لأنها تقوم على أمرين ضروريَّين حالة الاقتصاد:

أولهما: حذق مبادئ العلوم التي تخدم التخصُّص بجهد فحول العلماء؛ فمنها ورقاتٌ في اصطلاحات البلاغة مثلاً ومنها كتيبات.. ألا ترى أن مقاييس اللغة للإمام ابن فارس مُجيليد(11) إذا جُرِّد من الحواشي، وهكذا مفردات الراغب، وهما كتابان يسبحان بمتلقِّيهما سبحاً طويلاً في بحر اللغة، ومثله ملخَّص في النحو ككتيِّب الشيخ مرعي، وملخَّص في حروف المعاني؛ فالجنى الداني مثلاً مُجيليد إذا جُرِّد من الحواشي.

وثانيهما: إحكام أصول التخصُّص، ولا يتحقق التخصُّص بغيرها كما قال الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى:

من ظلَّ يبغي فروع العلم

بدءاً ولم يدر منه أصلاً

فكلما ازداد فيه سعياً

زاد لعمري بذاك جهلاً

قال أبو عبدالرحمن: هذا عن الموسوعية المقتصدة لخدمة التخصُّص، وأما إذا اتَّسَعَت الموسوعية - ولا يقدر على ذلك إلا من وهب نفسه ووقته للعلم بلذَّة، وكان ذا موهبةٍ أو تدريب للموهبة - فهذا يُؤتَى سعةً في فهم العلوم التي تخصَّصَ فيها؛ لأنَّ الموسوعية ت َـهَـبُه بإذن الله علماً بالفوارق الدقيقة والعلاقات الدقيقة بين العلوم؛ فيكون له سعة في الفهم والاستنباط، وأما الموسوعية التي تخدم ذا التخصُّص الشرعي فهي أسهلُ وأمتعُ مما أُغرق فيه طالبُ العلم منذ المرحلة الثانوية مما هو فوق الحاجة كالانغماس في فضول أصول الفقه.. ثم إنَّ طلبة العلم مردودون إلى مذهبٍ معيَّنٍ في الفروع ومذهبٍ معيَّنٍ في العقيدة.. ومن كان على عقيدة السلف وتابعيهم بإحسانٍ رضي الله عنهم مدفوعٌ على الرَّغم منه إلى فيوضٍ من علم الكلام يتعنَّى لها علماء فضلاء على سبيل الردِّ على المخالف، ومع هذا لا يسلمون من عقابيلها، وربما أبعدتهم عن موضوعهم الذي هم فيه مما سبيل فهمه وتحقيقه بالمنهج الشرعي، والرد على أهل الكلام والفلاسفة - بعد الفهم والإنصاف - يكون فَضْلةً، ويكون مستقلاً عن تعليم مسائل الشريعة.. وأما أئمة المسائل الفرعية فمنهم من لم يكتب مسائل مذهبه كاملةً كأبي حنيفة وأحمد ابن حنبل رحمهما الله تعالى؛ فتجرَّد أتباعُهم لتكميل المذهب بالترجيح بين الروايات المروية عن الإمام، والتخريج عليها فيما لم يبحثه الإمام.. ومنهم من دَوَّن مسائله كالإمام مالك رحمه الله تعالى في المدوَّنة، ولكنَّ المسائل بغير أدلةٍ ولا ترجيحٍ.. ومنهم من دَوَّن مذهبَه كاملاً، ولكنْ فُقِد اجتهاده الأول كالإمام الشافعي الذي حمل مذهبه القديم الزعفراني، وبقي مذهبُه الجديد في الأم والرسالة، فتجرَّد أتباعه للتخريج على ما فاته من مسائل، والتوفيق والترجيح بين مذهبه الجديد وما حفظ من مذهبه القديم، وتحرير الأدلة التي تخدم مذهبه كما فعل البيهقي في كتابٍ كبيرٍ مطبوعٍ وكتابٍ آخرَ لم يُطبع.. ومنهم من حرَّر مسائلَ مذهبه بالتفصيل كالإمام داود الظاهري الذي وصفه الإمام ابن جرير بذي الأسفار ولكنَّ كُـتُبـَه فُقِدَت؛ فتولَّاها باجتهادٍ جديدٍ الإمام ابن حزم فَشَنُعَتْ أخطاؤُه وإن لم تكثُر، وكل تلك الأخطاء خطأ في التطبيق، وهي مردودة إلى من له قصب السبق في تحرير أكثر أصول الظاهر، وهو الإمام ابن حزم نفسه؛ فلا يبقى فيما أخطأ في تطبيقه إلا ردُّه إلى أصوله، والأقل الذي لم نفي كتبه التي وصلت إلينا أنه حرَّره هو تحريرُ مفهوم الظاهر، وأنه ليس هو الجليُّ الواضح، بل هو ما قام برهان صحته لغة وإن لم يكن هو الظاهر لغةً، وقام برهان رجحانه على أنَه مراد قائله.. وفيما حرَّره مسائل تحتاج إلى مراجعة وَفْق أصل الظاهر كغلوِّه في إنكار القياس بإطلاق، مع أن القياس صحيح إذا كشف عمل القائس عن حكمٍ واحد يشمل المقيس والمقيس عليه لا على أن (المقيس) مسكوتٌ عنه، بل هو داخلٌ في برهان (المقيس عليه) سواءٌ أكان البرهان معنى النص - أي ما نص الشرع على معناه -، أو ضرورة العقل التي لا تحتمل إلا وجهاً واحداً؛ لارتفاع الفارق بإطلاق، أو ارتفاع الفارق المؤثِّر شرعاً أو ضرورةَ عقلٍ، ويكون قياس المنصوص عليه على حكم آخر منصوص عليه تدريباً لنفي الفارق عن واقعتين مشتركتين في الحكم.. ومما يحتاج إلى مراجعةٍ غلوُّه في إنكار التعليل؛ وإنما المحظور إعمال العلة القاصرة بإطلاق، وإعمال العلة غير القاصرة إذا كانت غير مرعيَّة بنصٍّ أو ضرورةِ عقلٍ في الموضوع الذي عُدِّيت إليه كتعليل رسول الله صلى الله عليه وسلم حُرْمةَ الذبح بآلةٍ لأنها عظم، وكل نصوص الشرع حق ليس بعضها أولى بالطاعة من بعض؛ فمن لم يأخذ بهذا التعليل وأباح الذبح بالعظم أخذ بعموم ما أنهر الدم مع طهارة العظم، وكونه حاداً، والذبائح تحتلف؛ فما يُذبح به العصفور أسهل مما يُذبح به الجمل؛ فلا نذبح الجمل إلا بآلةٍ حادَّةٍ نضمن بالتجربة أنا تريحه، وهكذا في مثل الشاة لا بد من آلةً حادَّةً تفري الحلقوم وتقطع الأوداج.. رحم الله هؤلاء الأئمة جميعاً؛ فهل الاجتهاد في فهم مقاصد الأئمة، والتعب في تخريج رواياتهم، والتعب في تخريج ما لم يُروَ عنهم على ما روي عنهم.. فهل هذا العناء أيسر من الاجتهاد في نصوص الشرع وما يخدمه من نمير كتب أهل الاختصاص، وهل من دين ربنا أن نقطع أعمارنا في نصر مذهبٍ بعينه ؟؟.. وإنما الاجتهاد في تحقيق المذهب روايةً وتخريجاً يكون للضرورة، للحمل على ما هو أرجح شرعاً، ويكون نزهةً من باب الثقافة المحضة.. إن أحكام الشريعة وأخبارها بحمد الله ميسَّرة بأسهل من هذا، والمجتهد مأجورٌ معذورٌ إن أخذ بصواب الاجتهاد بما حصَّله من يقينٍ أو رجحانٍ، وينال الخير بحذافيره إن أصاب المراد، وليس بمعذورٍ ولا مأجورٍ في التقليد وإن أصاب المراد مصادفةً إلا في حالتين: الأولى: أن تعترضه مسألةٌ لم يحقِّقها فيراجع كتب الاختلاف وعنده من سالفة عمره اللمي ما يُمَكِّنه من الترجيح؛ فهو ههنا في منزلة من يسأل أهل الذكر، وهو مجتهد في جزئية هي تحرِّيه من هو من العلماء الأحياء أو الأموات أقرب إلى أصوله التي حرَّرها باجتهاده المضني؛ فإن أشكل عليه الأمر قبل أن يُحقِّق المسألة التي نزلت به ترك المسؤولية لذوي العلم ولا سيما مَن نصَبهم الإمام للفتوى، ويتحرَّى باجتهاده الأعلم والأورع.. والثانية: أن لا يكون غير ذي تخصُّصٍ في الشريعة وإن لم يكن عامياً بحتاً فليس له إلا سؤال علماء عصره ولا سيما مَن نصبهم الإمام للفتوى، وليس له أن يتخيَّر فيستفتي أكثر من واحد فيأخذ من فتاواهم ما يناسب هواه؛ وإنما يملك قدراً ضئيلاً من الاجتهاد في معرفة الأعلم مما هو شائع عند الناس، ومعرفة الأورع حسبما يشاهده من حال العالم أو مما شاع عند الناس.

قال أبو عبدالرحمن: ما أسلفته من اختلاف ذبح العصفور عن ذبح الجمل، وما ذكرته من اشتراط طهارة العظم وأن يكون حاداً: إنما هو تقرير لمن أباح الذبح بالعظم، وهو خطأ بيقين إن صحَّ أن التعليل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس مُدرجاً؛ لأنه حمل للخاص على العام، وهذا لا يجوز؛ لأنه خلاف الظاهر، والعام هو كل ما أنهر الدم، والنص جليٌّ واضح بحمد الله، ولي عودة إلى هذا الموضوع إن شاء الله في الحقلة القادمة.

قال أبو عبدالرحمن: والذي أوحش أبا محمد ابن حزم رحمه الله تعالى من العلة أن لها معنى طبيًّا وفلسفيًّا يقضي بأنها فاعلة بنفسها، وهي في لغة العرب ولغة الشرع تعني السبب، والله مرتب المسببات على أسبابها بحكمه الشرعي وقضائه الكوني، وإلى لقاء إن شاء الله لاستكمال موسوعية التخصص، والله المستعان وعليه الاتكال.

(1) انظر موسوعة السياسة 1-200 - 205.

(2) أبرز ما عند ريغان الإيمان برؤيا حزقيال، ومنها كان عداؤه للمعسكر الشيوعي والدعم الذي لا حدود له للكيان الصهيوني، ولم يتغير شيئ بعده، بل الدعم للصهيونية طوعاً أو كرهاً على أشده.

(3) انظر عنه المصدر السابق 5-547، وهو دائرة المعلومات للرئيس ويلسون.

(4) الثقافة والإمبريالية ص340 - 341 بتعريب كمال بوديب/ دار الآداب ببيروت/ الطبعة الثالثة عام 2004م.

(5) قال أبو عبدالرحمن: وكالات الأنباء ووكالات المخابرات للدول الإمبريالية هما الزحف الجهنمي المتظافر الذي يُسهِّل لهم مهمة العدوان العسكري؛ فوكالات الأنباء بقوتها الإعلامية التي لا تُكسر هي التي تُغيِّر تفكير الناس بسرعة بث الخبر وتصويره وتحليله وَفْق أيديولوجية مُعَدَّة.. وفي مجال المخابرات نجد مثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مسلَّطة على العالم الثالث بالاغتيالات والانقلابات والإعداد لمراحل التغيير، وفي وقت قصير أسقطتْ زعماء عدم الانحياز في العالم الثالث.

(6) انظر عنه موسوعة السياسة 5-651 - 653.

(7) هو جورج أورويل كاتب بريطاني، وانظر عنه المصدر السابق 1-398.

(8) جيمس برنهام ولد عام 1905م منظِّر أمريكي انظر عنه المصدر السابق 1/526 - 527.

(9) الثقافة والإمبريالية ص 348 - 349.

(10) فواصل في مآزق الثقافة العربية ص 142 - 143 وص 143 - 144 وص 145 وص 146.

(11) قال أبو عبدالرحمن: تصغير الخماسي الذي فيه حرف مضعَّف على وزن (فُعَيْعِل) يقتضي حذف أحد الحرفين؛ فتزاد في التصغير ياءٌ أخرى عوضاً عن المحذوف؛ فيكون على وزن (فُعَيْعِيل)، وهذا جائز عند أمن اللبس، وواجب عند عدم أمنه؛ فيكون مجلَّد على وزن (مجيليد).

 

فواصلُ في مآزِق الربيع العربي (6 - 10)
ابو عبد الرحمن بن عقيل الظاهرى

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة