Sunday  28/08/2011/2011 Issue 14213

الأحد 28 رمضان 1432  العدد  14213

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ينظر البعض بعين واحدة للدور الروسي القديم المتجدد في المنطقة ووقوفه إلى جانب الأنظمة القمعية في العالم العربي اليوم، من زاوية كره الغرب وأمريكا تحديداً.

إلا أن تكرار المواقف الروسية التي اتخذت حصانة نفسية لدى العرب ظلت ملفتة دائماً، بالرغم من الدور الروسي السلبي الواضح تجاه المواطن العربي وحقوقه الإنسانية، وعدم تحقيقها أي إيجابية على أرض الواقع.

وهنا مهم الإشارة إلى حديث متكرر حول المواقف الروسية وسياساتها في المنطقة، حيث يأتي التبرير دائماً حول إيجابيات مواقفها تجاه قضيتنا الفلسطينية، ثم اعترافها بمنظمة التحرير، حسناً، لكن ماذا أضافت. تلك المواقف للقضية أصلاً، للأمة وللعرب؟! ما هي نتائجها على الأرض، النتيجة المسجلة لا شيء.

مجرد مواقف شكلية، غير مؤثرة نحتفي بها بعاطفيتنا المشهودة، كما عشقنا للثقافة الشفوية التي أصبحت جزءاً من تكويننا. لكن لنتذكر أن ما سبق وما قد يأتي من مواقف لموسكو لم ولن يغير كثيراً في معادلة الواقع.

أيضاً يقول البعض إن الأسلحة التي تستخدم في قتل إخواننا الفلسطينيين أسلحة غربية أو أمريكية، لكننا ننسى أن إسرائيل هي أكثر بلد لديها مراكز أبحاث تطوير التكنولوجيا، بما تشمله من دفاعية وعسكرية واستخباراتية، كما أنها أيها السادة لاعب مهم في تجارة السلاح العالمي، بل إن الخبرة والإنتاج العسكري الإسرائيلي هو الذي كان قادراً على إسقاط المروحيات السوفيتية إبان الحرب الأفغانية، وهو ما حقق نصراً حاسماً لأفغانستان - وما عرف بجهادها - في مواجهة السوفيت وإعادتها للحضيرة الغربية..!

ومع التأكيد على الموقف الروسي تجاه تسليح إيران تقليديا ونوويا، أتذكر جيداً أننا في الخليج مثلا، لم نتعرض للهجوم بأسلحة كما حدث مع صواريخ -سكود - السوفيتية أو الروسية الصنع، ووهي ذات الصواريخ التي حاول القذافي إطلاقها في الأيام الأخيرة من محاولة البقاء، فيما أصبح السفير الروسي ووكالة الأنباء الروسية العتيدة، مصدراً وحيداً ومنفذاً لأخبار النظام في ليبيا وسوريا، في حرب إبادة موجهة لشعبيهما.

التعاطف مع روسيا مقارنة بالغرب يعود إلى المعسكر الاشتراكي- الشيوعي العربي، حيث ارتبطت الكثير من الأنظمة القمعية لعقود بالاتحاد السوفيتي عسكريا واقتصاديا وسياسيا،- مصر، سوريا، العراق، اليمن، وغيرها فيما كانت مكينة المثقفين وبعض الإعلام العربي ذي الصبغة اليسارية أقوى مشروع تجميل للفكر الاشتراكي ورعاته، وتلك الأنظمة وبعض بقايا المثقفين لازالت بحلمها القديم، لكن على ما يبدو أن الأغنية القديمة في طريقها للزوال.

 

نكره الغرب ونحب روسيا.. لكن لماذا؟
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة