Sunday  28/08/2011/2011 Issue 14213

الأحد 28 رمضان 1432  العدد  14213

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

في هذه الأيام التي كثر فيها من «يتملق «من المحتالين والمراوغين والطماعين أمام أبواب الأغنياء في المجتمع، طلباً «للمساعدة» بالتمسكن والتظاهر بأنه مستحق لمد يد العون بالصدقة أو الزكاة، كانت هناك صورة «رائعة» ترسمها إحدى المستفيدات من معاش الضمان الاجتماعي بمدينة»أبها»..!.

تمثلت بتنازلها خطياً «بحسب جريدة الجزيرة» عن حقها من مخصصات معاش الضمان الاجتماعي الشهري المقرر لها وفق الآليات والإجراءات النظامية المعمول بها.

المواطنة بيَّنت في تنازلها التي تقدمت به أنها لم تعد «تستحق « المبالغ التي تصرف لها من الضمان الاجتماعي, مشيرة إلى أن هناك من هو أكثر «حاجة» لمبالغ الزكاة منها..!.

تعودنا على سماع من يبحث عن «حيلة» أو طريقة أو مبرر يضمن له بقاء «مصدر» دخل شهري أو سنوي أو إعانة أو مساعدة أو شرهة أو زكاة، وإن تبدل «حاله «وبات من غير «مستحقيها» فالنفس البشرية بطبيعتها طماعة.

تنازل المواطنة عن «معاش الضمان» جاء استجابة لرسائل وكالة الضمان الاجتماعي التوعوية التي توضح دائماً أن جل أموال الضمان الاجتماعي هي من «أموال الزكاة» وعلى المستفيد أن يحاسب نفسه فيما يتقاضاه عبر أموال الزكاة التي بيَّنت الشريعة الإسلامية أوجه مصارفها وهم الأصناف الثمانية التي بينتها الآية القرآنية الكريمة المعروفة، إنه الخوف من الله والقناعة التي ملأت قلب هذه المرأة بأنها لم تعد من الثمانية «المصنفين» كمستحقين للزكاة.

وهنا نستفيد درسين مهمين الأول : يتمثل في أن هناك من يتقاضى هذه المعاشات وهو «غير مستحق» لها، بينما المستحقون الحقيقيون على «قوائم الانتظار» والبحث والدراسة. واللوم يقع في الدرجة الأولى على «المسئولين» عن هذه الأموال وضرورة التأكد من إيصالها لمستحقيها بالفعل وتفقد أحوالهم.

أما الدرس الثاني: فهو فعالية الرسائل التوعوية التي ساهمت في تنبيه هذه السيدة أنها لم تعد من الأصناف الثمانية المستحقة لأموال الضمان الاجتماعي التي جلها من «أموال الزكاة» وعلى المستفيد أن يحاسب نفسه فيما يتقاضاه, وهنا تأكيد آخر أن «ضمائرنا» حية وتحتاج فقط «للتنبيه» والتذكير بمثل هذه العبارات القصيرة والواضحة التي تحقق أهداف التوعية الحقيقية.

إن هذه المرأة من «النماذج المشرفة» التي يجب إبراز قصتها في المجتمع، لكي يقتدي بها بعض من لازالوا يأخذون أموال الزكاة وهم من غير أهلها، بينما أهلها مستعفون عن السؤال أو غير قادرين على الحصول على معاشات ومخصصات الضمان الاجتماعي المقدرة «بمليار ريال شهرياً», فكم من الأرامل والمطلقات والأيتام بيننا لا يفطن لحالهم أحد، فلو «استغنى» من أغناه الله ولازال يستلم معاشات الضمان وغيرها، لتمكنا من سد حاجة وعوز المحتاجين الحقيقيين.

إنها «صحوة الضمير» التي نحتاجها من كل شرائح المجتمع.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
صحوة الضمير..!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة