Tuesday  30/08/2011/2011 Issue 14215

الثلاثاء 01 شوال 1432  العدد  14215

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

جميل أن نغمس أنفسنا في الفرح كالأطفال أحيانا، علنا نكتشف بساطة الحياة من حولنا، أو نخرج عن تعقيداتها لبعض الوقت أو أطول وقت ممكن، إنها إعادة شحن لطاقتنا الشخصية لإعادة الركض في الحياة.

قد نواجه أزمة في إتقان ثقافة الفرح؟ أو قد نكون تعودنا على قلتها؟ ومحاصرتها؟أو شدنا بعيدا عنها، او سوء فهم لمصادر الفرح، أو لمنبع شعور السعادة والرضى.

المزيد من الفرح وإتاحة بيئته لمناسباته حاجة إنسانية بالغة، فهو قادر على غسل همومنا، على تغير نظرة متشائمة بالحياة او عجز عنها.

إلا أن البحث عنها قد يكون بين ركام الحزن ذاتها، إذا ليس مصدرها بالضرورة الضحك الجماعي أو وقت فراغ مستقطع.

قصة عبر البريد الالكتروني تقول:

إن سيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة حتى جاء الموت وأخذ الابن.

حزنت السيدة جدا، ولتتخلص من حزنها الرهيب ذهبت إلى حكيم القرية، طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلى الحياة مهما كلف الأمر.

أخذ الحكيم نفسا عميقا ثم قال:

حسنا احضري لي حبة خردلا، لكن بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن أبدا. ذهبت السيدة إلى بيوت القرية كلها، تبحث عن هدفها، طرقت أول باب، ففتحت لها امرأة شابة، فسألتها هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟ ردت الشابة بمرارة: وهل عرف هذا البيت إلا الحزن؟.

أخبرتها أن زوجها توفي منذ سنة وترك لها أبناء، ولامصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبق منه إلا القليل.

تأثرت السيدة جدا، وحاولت أن تخفف عنها أحزانها وبنهاية الزيارة وعدتها بزيارة أخرى.

بعدها دخلت السيدة بيتا آخر، ولكن الإحباط أصابها، عندما علمت أن الزوج مريض جدا، وليس عندها طعام لأطفالها،خطر ببالها أن تساعدها.

فذهبت إلى السوق واشترت طعاما، ورجعت إليها تساعدها في طبخ وجبة لأولادها وإطعامها ثم ودعتها، على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي.

وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت..

طال بحثها، وفي كل مرة كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأحزانه، حتى إنها نسيت إنها كانت تبحث في الأصل عن حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن، لكنها دون أن تشعر كانت قد أخذت وصفة الحكيم السحرية للقضاء على الحزن بعد أن دخلت أول بيت من بيوت القرية.

حيث وجدت فرحها بالخروج من الأنانية الخاصة إلى مشاركة آخرين.

 

وصفة للفرح...
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة