Tuesday  30/08/2011/2011 Issue 14215

الثلاثاء 01 شوال 1432  العدد  14215

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

في جوال زوجها.. أسماء مستعارة للزوجات
اسمها «يفشِّل» !!

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإحساء - عايض العرجاني:

يخفي كثير من الأزواج أسماء زوجاتهم في هواتفهم النقالة تحت أسماء مستعارة، ليتجنّبوا أن يتعرف أحد على أسمائهن، إذا ما فقدت أو سرقت أو وقعت في أيدي المتطفلين، وذلك نظراً لطبيعة عادات المجتمع السعودي الذي يتجنّب ذكر أسماء المحارم وخصوصاً الزوجة أمام الأغراب، إما بسبب الغيرة أو تجنّباً للحرج الاجتماعي، لذلك فغالباً ما يحفظ الأزواج أرقام هواتف زوجاتهم بالكنية كـ «أم فلان»، أو بصفة كـ «الغالية»، أو باسم جهة كـ» الإدارة» أو «الوزارة»، أو أي كلمات تحمل رموزاً أو دلالة معيّنة إيجابية أو سلبية، وأكد خبراء اجتماع لـ»الجزيرة» أن تلك الأسماء المستعارة تعبّر عن مدى العلاقة بين الزوج والزوجة، كما يعكس بعضها خللاً في نظرة الرجل للمرأة، ونصحوا الزوج بتسمية الزوجة بما تحب فمثلاً أم فلان أو الغالية أو ما شابه، لأنّ هذه الأسماء تعمّق العلاقة بين الزوجين وتسبب الألفة والتقارب بينهما.

العادات والتقاليد

«الجزيرة» التقت المواطن «عايض الشماخ» الذي تعمّد إخفاء اسم زوجته في هاتفه النقال كنوع من الغيرة والحماية لها، قائلاً: تربينا على ألاّ نجهر بأسماء محارمنا أمام الأغراب، خوفاً عليهن وصوناً لهن، وهذا الأمر انسحب على أسماء الزوجات والمحارم بالجوالات، وبيّن أنه يسمّي زوجته في جواله بكنيتها أي باسم ابنه الأكبر «أم وليد».

بدوره، أكد «منصور حمود» أنّ العادات والتقاليد لا تسمح للرجل بذكر اسم زوجته في مجالس الرجال أو على مسامعهم خوفاً من توجيه اللوم، ومن هذا المبدأ خوفاً من فقد الجوال أو سرقته أو وقوعه في أيدي أحد المتطفلين الذين يبحثون في جوالات الآخرين، للبحث عن أي معلومات أو غير ذلك، فأنا أطلق على زوجتي اسم «الغالية».

أما «أ. م» فأكد أنه أعجبه اسم «مناحي» اسم بطل أحد مسلسلات الكرتون الشهيرة، فأطلقه على اسم زوجته في الجوال كنوع من الدعابة، ولا سيما أنها تشبهه في بساطتها وعفويتها، دون أن يقصد أن يسيء لها.

ومن جهته يدوّن منذر اسم زوجته باسم نادي برشلونة الذي يشجع فريقه الكروي، معتبراً أن هذا نوع من الحماية لها والغيرة عليها، وخصوصا أن ذكر اسم الزوجة يولد نوعاً من الإحراج بين الأصدقاء والغرباء وليس له ما يبرره، كما بين أن هذا دلالة أيضا على مكانتها في قلبه، ولا سيما أنه يعشق ذلك النادي منذ صغره، وأكد أن زوجته سعيدة بهذا الأمر لأنها تشجع النادي ذاته.

وتقدم كثير من منتديات الإنترنت اقتراحات بأسماء مستعارة للزوجات، ومواصفات كافية لكل اسم حتى تتخيّر منه ما يناسبك وفقاً لطبيعة العلاقة بينكما، فعلى سبيل المثال «المفتش كولومبو» إذا كانت الزوجة تشك في زوجها وتعتبره مشتبها به دائماً، و « خبر عاجل» لو كان الزوج صحفياً، وهناك من هذا القبيل الكثير من الأسماء مثل «يالله عسى خير»، «تعال للبيت»، «صاحبة السمو».

خلل في النظرة إلى المرأة

وفي تعليقه على إطلاق الأزواج أسماء مستعارة على زوجاتهم، قال الأستاذ الدكتور صالح الرميح أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب في جامعة الملك سعود لـ «الجزيرة»: «لاشك أن المجتمع السعودي مجتمع محافظ ويعتبر مجتمعاً متحولاً، حيث ما زالت تسيطر عليه ثقافة المجتمع الريفي المتحفظ، علماً بأن الإسلام حفظ حقوق وقيمة المرأة وأكرمها، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يتحرج من ذكر أسماء زوجاته وهذا بحد ذاته نهج واضح في الإسلام».

وأكمل قائلاً: «الإشكالية هنا مع المجتمع التقليدي الذي أعطى المرأة صورة أخرى يرى أنها عورة ويتحرج من ذكر اسمها أو التحدث عنها، ويرى أنها أقل من الرجل مع العلم أن المرأة في مجتمعنا أصبحت واعية ومثقفة وبعضهن يتبوأن مناصب كبيرة، ولكن نجد أصحاب الثقافات البسيطة هم من يستخدم هذه النظرة للمرأة، وعلى العكس من ذلك نجد المثقفين لا يتحرجون من ذكر المرأة ولا يعتبرون ذلك يقلل من شأنها بشيء، وهذا دليل على أن المجتمع خطى خطوات كبيرة لتصحيح المفهوم العام عن المرأة».

وأشار د. الرميح إلى أنه في حال رغبة أحد أن يطلق على زوجته اسماً مستعاراً فيجب تسمية الزوجة بما تحب فمثلاً أم فلان أو الغالية أو ما شابه، لأن هذه الأسماء تعمق العلاقة بين الزوجين وتسبب الألفة والتقارب بينهما، واختيار اسم جميل محبب للزوجة من قبل الزوج هو دليل على أن الزوجة تحظى بحب وتقدير لدى زوجها، وهو بلاشك علامة من علامات الاحترام والتقدير بين الزوجين.

وتابع: «على العكس من ذلك ففي من يطلق أسماء غريبة دليل على أنّ هذا الرجل لديه خلل في نظرته للمرأة»، ويتساءل مستنكرا: «من يطلق على زوجته اسماً غريباً ماذا ينتظر منها أن تسميه؟»

ونصح الرميح كل زوج وزوجة أن يبحث كل منهما عن ما يسعد الآخر، وأن يحرصا على المحافظة على روابط المحبة والسعادة بالقول والفعل، والبعد عن كل ما من شأنه أن يغيظ الزوج أو الزوجة، مؤكداً على أن البيئة لها دور كبير في خلق جو من السعاده بين الزوجين ومن ينشأ في بيئة يسودها الاحترام وحفظ قيمة الآخرين عكس من نشأ في بيئه يتناعت أفرادها بالألقاب القبيحة والمسيئة.

طبيعة المجتمع وشخصية الرجل

وفي تعليقها على سبب إطلاق أسماء استعارية على الزوجات في الجوالات تقول ليلى الشواكر الباحثة الاجتماعية، هذا يرجع لأكثر من سبب، أولها طبيعة البيئة التي يعيشها الرجل حيث لا يعبر عن مشاعره تجاه زوجته فضلاً عن ذكر اسمها، مشيرة في هذا الصدد إلى أنه حتى وقت قريب كانت بعض الكاتبات لايذكرن أسماءهن على كتاباتهن إلا بأسماء مستعارة والسبب هو العرف السائد من الخجل من ذكر اسم البنت.

وبيّنت أنه يدخل في إطار الأسباب أيضا: شخصية الرجل الغيور والمحافظ بشكل مبالغ فيه، حيث يشعر بالحرج من ذكر اسم أخته أو زوجته أو أحد محارمه، كذلك يعود ذلك إلى طبيعة الرجل العربي الذي يرى بأن المرأة يجب أن تكون تابعة له وانه من المخجل ان تبرز حتى لو كان مجرد ذكر اسم.

وعن دلالة إطلاق أسماء مسميات معينة على الزوجة، تقول الشواكر الاسم الذي يطلقه الزوج على زوجته يوضح مدى العلاقة بين الزوج والزوجة، ومحذرة أن تلك الأسماء المستعارة تسبب أحياناً خلافات زوجية.

ونصحت الزوج بأن يختار اسماً لزوجته يوحي لها بمعنى كبير بخاصة أن المرأة عاطفية، فبإمكان الزوج أن يصل إلى قلبها بأبسط الأشياء حتى بالاسم، فحينما يطلق عليها ملكة الأسرة أو كل الحب هذا يزيد من اعتزازها بنفسها.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة