Thursday  01/09/2011/2011 Issue 14217

الخميس 03 شوال 1432  العدد  14217

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لعلَّ من أهم ما تحمّله عاتق خادم الحرمين الشريفين عمّا سواه من البشر، وما خصَّه الله به عن غيره من الناس هو مسؤوليته تجاه هذين الحرمين اللذين أصبحا يحيطان باسمه إحاطة السوار بالمعصم، فلم ينفكا عنه وما انفك عنهما..

..عنايةً ورعاية، وفادةً ورفادة، منذ توليه - حفظه الله - مقاليد الحكم وهو لا يدّخر جهداً في خدمتهما، وخدمة ضيوفهما المتقاطرين عليهما أفواجاً من كل فجٍّ عميق.

لم يعلن - حفظه الله - توقيت مكة توقيتاً عالمياً وحسب، بل إنه إعلان عهد جديد ستشهده تلك البقاع الطاهرة التي تشرئب إلى أركانها الأعماق من كل حدبٍ وصوب، فلا تُسمعُ إلا عبارةُ شكرٍ هنا وهناك، يلهج بها زوار هذا البيت ومعتمريه سائلين المولى عزَّ وجلَّ بقلبٍ صادق أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها وأن يحفظ لها هذه القيادة الرشيدة التي تخشى الله في رعيتها، بل تستشعر مسؤوليتها في أن يلمس ذلك الأمن والأمان كل من يطأ على أرضها.

نعم، إنها مسؤولية القائد الإنسان الذي يتجرَّعُ هم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويستشعرُ عظمة ما أحاطته عنقه من مسؤولية تجاه قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حتى تقاطرت على تلك المشاعر عبق ذلك الشعور بما كلّفه الله به، فما إن تجف حجارة مشروع إلا ويعقبه آخر، إحساساً بأنه مهما بذل في سبيل هذا البيت المعظّم وفي سبيل هذين الحرمين الشريفين فإن خادمهما يحفظه الله لا يزالُ تواقاً إلى الكمال ولا شيء غير الكمال بقدر ما يعينه الله عليه.

لقد جاءت توسعة خادم الحرمين الشريفين المباركة للمسجد الحرام لتكون نقلةً نوعيةً يتوِّج بها كلما سبقها من مشاريع توسعية، لتكون أكبر توسعة يشهدها عبر التاريخ، وليأذن بميلاد فجرٍ جديد للبلد الحرام، ولتأخذ مكة المكرمة حقها من الريادة تحت مسمى مشروعها الحيوي العملاق: «مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لإعمار مكة».

نعم، إنها ملحمة ليست كأي ملحمة، إنها ملحمة الخير والسلام وإعمار الأرض، بل إعمار أشرف بقعة على وجه الأرض، سطَّرت بطولتها الخالدة أنامل خادم الحرمين الشريفين، وكما قال عنه أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل إنه «الملك الذي أحب الناس فأحبوه، وصدقهم فصدقوه، واحترمهم فاحترموه»، وليس هذا مقام المدح والثناء، بل إنه مقام الاعتراف بالحق لأهل الحق، والاعتراف بالفضل لأهل الفضل بعد توفيق الله وكرمه، فهنيئاً لنا بهذا الملك الإنسان، بل هنيئاً للشعوب الإسلامية أن هيأه الله لخدمتها والسهر على راحتها، وقد آن لمكة أن تكون كما شاء الله لها أن تكون.

 

التاريخ يسطِّر إعمار مكة
د. عبد الاله المشرف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة