Thursday  01/09/2011/2011 Issue 14217

الخميس 03 شوال 1432  العدد  14217

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الأربعاء 15-6-1432هـ الرائد الأستاذ والأديب عبدالله بن محمد بن خميس عن أربعة وتسعين عاماً قضاها في العمل والكفاح في مجال التربية والإعلام والإبداع إذ بدأ في شبابه المبكر كجندي قبل أن يطلب العلم وقد أصيب قبل وفاته بأشهر بمرض الشيخوخة أدخل على إثرها المستشفى فأقيم احتفال تابعته من خلال ما نقلته قناة (الثقافية) مساء يوم الجمعة 17 صفر 1432هـ...

... من حفل تكريم ووفاء للرائد عبدالله بن خميس والذي أقامه النادي الأدبي بالرياض وجريدة الجزيرة بمركز الملك فهد الثقافي وشارك في التحدث إلى جانب المحتفين كل من معالي الدكتور محمد بن سعد السالم رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية والأستاذ عبدالله الماجد نصنفه أول سكرتير للنادي الأدبي بالرياض عند بداية تأسيسه عام 1395هـ وكان ابن خميس هو رئيسه، بالإجماع أعقبه في التحدث الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري والأستاذ عبدالرحمن الراشد وابن المحتفى به عبدالعزيز والأستاذ الدكتور سعد البازعي عضو مجلس المكتبة ورئيس النادي الأدبي السابق إضافة لقصيدة لحفيدته أميرة بنت طارق بن عبدالله بن خميس واختتم الحفل بكلمة لمعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام.

تداعت الذكريات مستعرضة ما تحتفظ به الذاكرة كشريط سينمائي عندما قابلت الشيخ عبدالله بن خميس لأول مرة في زيارته لحائل عام 1399هـ حيث كنت أعمل بمكتب رعاية الشباب وإلقائه محاضرة بنادي الجبلين، واللقاء الثاني بمكتبة الملك فهد الوطنية عام 1415هـ على هامش محاضرة له بدعوة من دارة الملك عبدالعزيز عن بعض المواقع الحربية للملك المؤسس، وقد تحدثت معه قبيل المحاضرة لزيارة المكتبة مرة أخرى للتسجيل معه ضمن برنامج (التاريخ الشفهي للمملكة) إذ رحب بالدعوة وكما قال: خير البر عاجله، كان اللقاء في صباح اليوم التالي حيث تكلم عن طفولته وبدايته مع طلب العلم في الكتاتيب ثم عمله جندياً بحائل بمسمى (الرتبة) وعن صداقته بفهد المارك وتأثيره عليه بترك العمل والالتحاق بدار التوحيد بالطائف عند افتتاحها في أواسط الستينات الهجرية.

وعن دراسته بكلية الشريعة بمكة المكرمة فيما بعد.. وقد نقلت له ما سبق أن قاله زميله في الدراسة الشيخ عبدالعزيز المسند - رحمه الله - عندما قال إنه كان يذاكر بالحرم المكي مساء كل يوم وابن خميس كان يشاركه المذاكرة عندما زارهم الأستاذ عبدالله عريف رئيس تحرير جريدة البلاد السعودية فعرض عليهما أن يعطيانه من وقتهما ساعة أو ساعتين أو ما بين صلاتي المغرب والعشاء أن يحضر لمقر الجريدة بجوار الحرم لتصحيح (بروفات) التجارب الطباعية لبعض المقالات الثقافية وتعديل ما قد يجدانه من أخطاء لغوية وغيرها، وإنهما قد قبلا هذا العرض، ولم يجدا مكاناَ مناسباً سوى (كسرة الدرجة) منعطف السلم بمدخل مقر الجريدة الصغير، وقد أحضر لهما مصباحًا يعمل بالقاز، وكان مقابل ذلك تناول العشاء وهو عبارة عن صحن فول وخبزة تميس.. وقد سمع ابن خميس هذه الرواية فضحك موافقاً على هذه الرواية.

وكان وقتها وبالذات عام 1373هـ يشرف على الأعداد الثلاثة من مجلة (اليمامة) عند انتقال طباعتها من القاهرة إلى مكة المكرمة حيث تطبع بمطابع (البلاد السعودية) وكان يكتب افتتاحيتها موقعة بحرفي (ع. خ).

وعن استقبال الشيخ محمد بن إبراهيم - المفتي الأكبر - قبل امتحانهم النهائي وطلب منهم الإسراع بالتوجه للرياض بعيد انتهاء الامتحان وقبل خروج النتيجة لاختيارهم لإدارة معهدي شقراء والأحساء العلمي حيث اختير هو لإدارة معهد الأحساء، حيث اصدر مجلة (هجر) الثقافية عاد بعد عام إلى الرياض ليدير كليتين الشريعة واللغة ويصدر باكورة إنتاجه (شهر في دمشق) وظروف إصداره لمجلة (الجزيرة) الثقافية 79-1383هـ وما قامت به من دور ثقافي توعوي كبير، وما قدم من مؤلفات ثقافية منوعة من شعر ونثر وتحقيق، ومشاركاته بتقديم برنامج إذاعي شهير لسنوات طويلة تحت عنوان (من القائل؟) والذي كان يجمع بين اللغة العربية الفصحى واللهجة المحلية الشعبية، وعضويته بمجمعي اللغة العربية بالقاهرة ودمشق، وتأسيسه لمطابع الفرزدق بالرياض، إضافة لعمليه الكبيرين (المعجم الجغرافي لمنطقة الرياض) و(المجاز بين اليمامة والحجاز) وغيرها..

وعند سؤاله عن مكتبته الخاصة وكيف سيؤول مصيرها من بعده - بعد عمر طويل - قال إنه قد كتب وصيته و أوصى بها لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وقد طلب من الجامعة إرسال بعض المختصين لفهرستها وتصنيفها ولم يتجاوبوا مع طلبه.. مما يستدعي أن يغير وصيته ويوصي بتقديمها لمكتبة الملك فهد الوطنية، وعندما سألته متى سيتم هذا؟ قال: من الغد - حياكم الله - وفعلاً ذهبت في مساء اليوم التالي إليه في منزله برفقة الأستاذ علي الصوينع أمين عام المكتبة والزميل سليمان المسعود مدير تنمية المجموعات.. حيث استكملنا التسجيل معه في مكتبته والتي بدأ نقل محتوياتها من الغد، وقد وجد بها الكثير من العناوين غير المتوفرة في المكتبة من قبل، وكانت من أفضل المكتبات الخاصة لندرتها فليس بها كتب غير مهمة بل جل ما فيها منتقى بشكل جيد وبها الكثير من المؤلفات النادرة والقيمة سواء في الأدب العربي أو من أوائل المطبوعات السعودية. وقد استثنى بعض المخطوطات، ولكنه عند زيارته لمكتبته وجد أنه قد خصص لها جناح وبخزائن تقفل وشاهد مدى العناية وسرعة الفهرسة والتصنيف والترفيف مما شجعه على تقديم ما بقي لديه من مخطوطات ومسودات لمؤلفاته التي لم تطبع.. وعند لقائي به في المناسبات الرسمية أقول له: أولادك يسلمون عليك ويشتاقون لزيارتك لهم.. فيضحك ويقول: غداً صباحاً سأزورهم فنستقبله ويطل عليهم فيبتسم ويشكرنا. وعندما توعك قبل سنوات وبدأت خطواته تتقارب قل أو انقطع عن زيارة مكتبته قبل نحو ثمان سنوات وعند إصداري لكتاب (البدايات الصحفية في المملكة -2- المنطقة الوسطى) طلبت أن يطلع على المسودة وأن يقدم له.. ولم يتيسر لي لقاؤه في المطابع حيث كان يديرها.. إلا أن ابنه زياد قد أخذ المخطوطة لتقديمها له وقد تأخرت عودتها لعدة أشهر مما استدعى استعانتي بابنته الروائية والكاتبة أميمة الخميس حيث بعثت لي بالمطلوب.

تحية وتقدير وإعجاب للنادي الأدبي بالرياض ممثلاً برئيسه الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي وبجريدة الجزيرة ورئيس تحريرها الأستاذ خالد بن حمد المالك على مبادرتهم واحتفائهم بالرائد الكبير في حياته والتي لم يستطع الحضور لتوعكه ووجوده في المستشفى.

والآن وقد غادرنا إلى رحمة الله بعد هذا العمر الطويل والكفاح المستمر في سبيل توعية المجتمع ورفعة الوطن، فليس أمامنا إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن نقدم التعازي لأهله وأصدقائه وللوسط الثقافي بعامة.

Abo-yarob.kashami@hotmail.com
 

ذكريات عن عبدالله بن خميس
محمد عبد الرزاق القشعمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة