Saturday  03/09/2011/2011 Issue 14219

السبت 05 شوال 1432  العدد  14219

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

أحدثكم عن صناعة (الفخار)

رجوع

 

طالعت في العدد 14167 وتاريخ 12 شعبان 1432هـ خبراً في صفحة اقتصاد (24) عن شركة الصناعات الزجاجية الوطنية، فأجبت أن أتحدث عن صناعة الفخار وأجدها فرصة للحديث عنها، فرحم الله جدي القديم -قبل عشرة آلاف عام- فقد كان يلعب ويلهو مع أقرانه في رمي الحجارة فأيهم يبعدها مسافة أطول فهو الفائز، وبينما هو يلعب رأى الطين المبلل بالماء وقد هبت عليه الرياح وإذا هو بارد شديد البرودة لدرجة أن الحيوانات كانت تنبطح عليه لبرودته فماذا عمل جدي؟.

كان جدي عبقرياً كمصطفى محمود الدكتور المصري الشهير فجمع الطين وصنع منه نصف كرة قطرها ذراعان وعلوها ذراعان أيضاً ثم عرضها لأشعة الشمس المحرقة لفترة وصلت إلى عشرة أيام ثم سكب فيها الماء على أمل أن يبرد ويشرب منه ولكن ماذا جرى؟ الذي جرى -يا إخوة العرب- أن الماء ذوّب الطين وتساقطت نصف الكرة الطينية، فضحك الناس على جدي وعيروه بأقوال قبيحة (يا مجنون، يا الخبل)، ولكن جدي لم يستسلم ولم يعرهم انتباهاً فصنع مرة أخرى نصف كرة من الطين وعرضها مرة أخرى لأشعة الشمس المحرقة لمدة عشرة أيام ثم حفر حفرة دائرية قطرها ستة أذرع وعمقها أربعة أذرع -رحم الله جدي- ثم وضع نصف الكرة من الطين وسط الحفرة ثم جمع كمية من الحشاش مع أخشاب متيبسة وأشعل النار فقد كان جدي يعلم أن حرارة الشمس غير كافية لانضاج الطين ولابد من شيء آخر وهو حرارة النار ومكث جدي يزود النار بالأخشاب ثلاثة أيام ثم ترك الإناء الذي هو على شكل نصف كرة يوماً وليلة كي يبرد ثم انتزعه وإذا هو متيبس تماماً كالحجارة وهنا وضع الماء بداخله ثم صار يوماً بعد يوم يملؤه بالماء وتأكد أن الطين لم يعد ليناً فينهار كما حدث في تجربته الأولى حيث تساقط الطين وذاب مع كمية الماء.

نجح جدي في اكتشاف صناعة تحويل الطين إلى فخار له فائدتان أولاهما تبريد الماء وثانيهما نقل الماء من الآبار والأنهار إلى المنازل بدلاً من الطريقة الوحيدة آنذاك وهي بالجلود المدبوغة بقشور الرمان المطحونة والتي يمكث الجلد بداخلها أربعة شهور مع الماء.. ثم إن جدي العبقري لم يكن في وقت كوقتنا اليوم مع براءات الاختراع وإنما كان يحصل كل مخترع على هدية من السلطان فحصل جدي على عشر بقرات -نظير اختراعه- من السلطان الذي يملك العراق قرب نهر الفرات ودجلة.

أمر السلطان جدي بعد أن أهداه عشر بقرات أن يعلم مجموعة من العمال هذه التقنية وهي تحويل الطين إلى فخار محروق بالنار بعد مكوثه في الشمس عشرة أيام. وانتشرت فكرة جدي إلى سائر البقاع وأنحاء الأرض ممهدة لتقنية ستغير أسلوب الحياة لأفراد وشعوب وجماعات وأمم. هل رأيتم إلى فتاة تحمل آنية فخارية فوق كتفها مملوءة بالماء وقد عادت بها من الجدول والنهر إلى منزلها؟ إنه جدي الذي علم وابتكر فكرة تحويل الطين إلى فخار.

هل رأيتم الحمار وهو يحمل آنيتين من الفخار عن يمين وشمال بطنه؟.. إنه جدي -رحمه الله- قبل عشرة آلاف عام الذي ابتكر تقنية تحويل الطين اللزج إلى فخار يابس.

وبالله التوفيق،،،،

صانع الفخار عباس جميل - جدة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة