Tuesday  06/09/2011/2011 Issue 14222

الثلاثاء 08 شوال 1432  العدد  14222

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لعشاق الأرقام يبدو رقم 11، رقماً مميزاً لحجم التغيّر وجسامة الأحداث، حيث يوم 11 من شهر سبتمبر، قبل عشر سنوات، كان حدثاً جللاً هزّ العالم وغيّر صورته، ورفع مستوى القبضة الأمنية في الدول الغربية بشكل خاص، ودول العالم بشكل عام ..

حوّل حياة الكثير من البشر إلى جحيم، كما أحدث ذلك الزلزال توابع لا تزال رجّاته تتواصل إلى اليوم. وتحوّل الإرهاب إلى لوثة أو فيروس يضرب كما أفلام الخيال في أكثر من بلد، وأصبحت القاعدة شيطان القتل والدم والضلال.

عشر سنوات مرت، لم ينته الإرهاب وخطره، مات زعيم القاعدة وبقي التنظيم وإنْ كان أقلّ فاعلية. لكن لا أحد يتوقع أين يبني أعشاشه الآن؟.

عام 2011، - يحمل الرقم 11 - عام المفاجآت أو الربيع العربي، أو الخريف، سمّه ما شئت، لكنه عام هزّ العالم، العالم العربي تحديداً،. شهد ثورات تسقط أكثر الرؤساء العرب طغياناً وظلماً، بل أكبر - اللصوص في التاريخ البشري -، سرقوا الثروات، واغتصبوا الحكم عاماً بعد آخر، سرقوا أعمار وأحلام جيل أو أكثر !.

وفيما كانوا يسعون لتسجيل سَبْق تاريخي في اغتصاب الحكم، وتسليم مهمّته لأبنائهم جهاراً نهاراً، هزّت عروشهم قبل أن تنسف. فقد تحوّل الدكتاتور إلى نصف إله ونسي التاريخ والبشر !

رحل زين العابدين، وأُدخل مبارك وأبناؤه القفص، وفرّ القذافي وتشتّتت عائلته - قبل أن يُقبض عليه أو ينتحر -، ولا يزال صالح حائراً بين العودة والمحاكمة أو الضياع، فيما بشار ينتظره أسوأ مصير.

ربيع صاحبه خريف اقتصادي أيضاً، وتلك قصة أخرى لها من تبعات 11-9 نصيب كبير.

عشر سنوات سقط فيها طالبان، تغيّرت أكثر من حكومة في باكستان، أطيح بأول دكتاتور عربي وحوكم علانية - صدام حسين، قُتل أسامة بن لادن وعدد كبير من قيادات القاعدة، تغيّر الاقتصاد العالمي أو كاد ينهار، أعلنت إصلاحات واسعة سياسية وهيكلية دستورية في المغرب والأردن، ومعها أعلنت مصر وتونس وليبيا عن إجراء انتخابات حرة ونزيهة بمراقبة شاملة بمشاركة كل الشعب..

أعتقد أننا سنكتب الذكرى 11 لأحداث 11-9، مطولاً، حيث حجم التطوّرات المتلاحقة والتالية لا يمكن توقّعه، كل شيء جائز، كل شيء ممكن، فالعالم تغيّر إلى غير رجعة..

 

الرقم 11، الذي هزّ العالم !
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة