Wednesday  07/09/2011/2011 Issue 14223

الاربعاء 09 شوال 1432  العدد  14223

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من نافذة (التشكيل) تنال أو تحظى، أو تستمد العين متعتها البصرية، الحسِّية والنفسية أو الروحية. ومن خلال تلك النافذة نقرأ العالم، نعالج النفس الإنسانية، نتأمّل لعبة الألوان، وفتنة المزج، نتنفّس برئتين ساكنتين، أو نتذوّق بفم مغلق ولسان على مخدة الراحة مستلقٍ. ذلك لأنّ (التشكيل) فنٌ يؤخذ من الواقع ويصاغ بصيغة جديدة،

أو يشكّل تشكيلاً جديداً بأيدي فنانين تشكيليين وعن عدّة مدارس لا مدرسة واحدة. فهناك المدرسة الواقعية، والمدرسة الانطباعية، والمدرسة الرمزية، والمدرسة التعبيرية، والمدرسة الدادائية، والمدرسة السوريالية، والمدرسة التجريدية، ومدارس أخرى. من نافذة تلك المدارس نطل لنتذوّق ما يلامس مشاعرنا ويدغدغ أحاسيسنا. لكن إنْ أتينا كي نرى واقع ذلك الفن لدينا، لدى التشكيلي والمتلقّي، نجد أننا نخرج صفر اليدين إلاّ قليلاً.. كيف ذلك. في مقال للفنان التشكيلي: عبد الرحمن السليمان أشار إلى أنّ الفن التشكيلي بدأ في المملكة بجهود شخصية بسيطة، فالظروف لم تتوفر للكل لدراسة الفن في الخارج كما توفّرت لعبد الرحيم رضوي، ومحمد السليم، وعبد الجبار اليحيا، وصفية بن زقر، ومنيرة الموصلي، ونبيلة البسام، بجانب ابتعاث الوزارة في الستينيات عدداً من خريجي الثانوية العامة لدراسة التربية في مصر وهم: جميل مرزا، وأحمد صالح شرف، وأحمد الدشاش، ومحمد عبد الحميد، وعاد بعض ليقيم معارض فردية مثل الراحل عبد الرشيد سلطان الذي درس في إيطاليا وأقام معرضه الفردي أواسط الستينيات.

وفي عام 1957م كان اعتراف الوزارة بمادة التربية الفنية وأدرجت ضمن الخطة الدراسية، وبالتالي إقامة الجماعية لطلبة المدارس ومن خلالها ظهرت عدة أسماء بينها عبد الحليم رضوي كطالب متفوّق في معرض مدرسي أقيم عام 1959م، ورضوي 1939- 2006 صاحب أول معرض فردي - موثّق - أقيم عام 1384 فور عودته من إيطاليا بعد أن أكمل دراسته الفنية فيها، وأقام فيها بعض المعارض منذ 1382هـ .. بدأ من جدة وانطلق بأعماله يعرضها في بيروت والرياض والظهران وغيرها, وكان آخرون بينهم عبد العزيز الحمّاد، وعبد الرشيد سلطان، ومحمد موسى السليم، وضياء عزيز، ومشعل السديري واصلوا إقامة معارض شخصية في بعض المدن السعودية كالرياض، وجدة، والدمام، والظهران خلال عقد الستينيات.

يعتبر عام 1385هـ - 1965 بداية مهمة في مسيرة التربية الفنية, والفن التشكيلي في المملكة، حيث افتتاح معهد التربية الفنية بالرياض, وإليه انضم عدد من الموهوبين في مجال التربية الفنية، واستقطب هذا المعهد معلمين سعوديين وعرباً كان بعضهم يمارس الفن التشكيلي، تخرّج في المعهد العديد من الأسماء التشكيلية السعودية مثل: علي الرزيزاء، ومحمد الرصيص، وبكر شيخون، وعلي الصفار، وخليل حسن خليل، ومحمد عبد الرحمن سيام، وعبد الله العبد اللطيف، وعبد الله حمّاس، ويوسف جاها، وفؤاد مغربل، وعبد الحميد البقشي، وفهد الحجيلان، وعبد الله الشلتي، ومحمد المنيف، وزمان محمد جاسم، وغيرهم, وأُقفل عام 1410هـ بعد أن قام قسم التربية الفنية في جامعة الملك سعود بالرياض منذ إنشائه عام 1974م بمثل هذا الدور في تخريج معلمين لمادة التربية الفنية يمنحهم شهادة البكالوريوس، واستقطب القسم - للتدريس فيه - فنانين من العرب بجانب السعوديين.

والآن ونحن في العام الحالي، وبعد مرور عشرات السنوات على افتتاح القسم، أعود فأتساءل كيف هو واقع الفن لدينا؟ ولماذا أراه صفر اليدين إلاّ قليلاً!!

في لقاء مع الفنانة التشكيلية (فاطمة الشهري) قرأته مؤخراً، ومن مقال لمسئول عن ملف تشكيلي عبّر فيه عن وجع بعضهم .. خرجت منهم بشيء من معاناتهم التي تمثّلت في:

- قلّة المقتنين للوحاتهم.

- شحّ الدعم من قِبل القطاع الخاص.

- عدم وجود اهتمام من وزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الثقافة والفنون.

- نفي وجود صالات تشكيلية مفعّلة باستثناء (إتيليه جدة) (بيت التشكيليين) أما غيرهم ففي الظل ولا تضيف للحركة شيئاً.

- المشاركات الخارجية للفنانين تخضع لمبدأ الشللية بدليل تكرار الأسماء المشاركة.

- صرح أحد كبارهم أنه يرفض المشاركة في المعارض والمناسبات المختلفة، لأنّ أعماله لا تعود، وإنْ عادت فبحال يرثى لها.

- سرقة الأعمال أو اقتباس الأفكار مما يترتّب على ذلك غياب حقوق الفنان.

وعن ندرة المقتنين أشهد بذلك ونحن مجتمع لم يستوعب بعد الفن التشكيلي، بحيث يجعل من منزله تحفة تشكيلية وطنية في مجتمع لديه هوس عالمي بفوضوية جاهل أمي بالفن التشكيلي.

bela.tardd@gmail.com
p.o.Box:10919-Dammam31443
 

بلا تردد
التشكيل بوصفه اغتسالاً.. ومعاناة الإهمال
هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة