Wednesday  07/09/2011/2011 Issue 14223

الاربعاء 09 شوال 1432  العدد  14223

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

لغة الجيل الجديد
وصايف إبراهيم الخويطر

رجوع

 

لا يخفى عن الكل لغة الجيل الجديد في الكتابة العربية بحروف إنجليزية، ولا أنكر بأني كنت يوماً من ممارسيها حتى توقفت فجأة! لأني كدت أفقد هويتي وأنسى حروفي.

سألت نفسي: لماذا هذه اللغة وهذا التعقيد؟، لماذا أضع رقم تسعة وفوقه شرطة ولغتي هي (لغة الضاد).. لماذا أكتب رقم ثلاثة وأنا أقصد حرف العين؟، ولماذا أجعل الذي أمام الشاشة يتهجأ الحروف بصعوبة بينما أستطيع أن أكتب جملة عربية صحيحة تعلمناها منذ صفوف الابتدائي، مخارج الحروف الجميلة التي ميّز الله بها لسان العربي نعمة جميلة خصّها لنا، كما أن اللغة العربية هي أكمل اللغات وفيها حروف لا توجد في لغات أخرى، فلماذا نخجل منها؟

ما أعلمه أن مخترعي هذه اللغة كانوا طلاباً مغتربين، اشتروا أجهزتهم من الخارج غير معرّبة فجاءوا بهذه اللغة حتى يتواصلوا مع أهاليهم وأصحابهم ممن لا يتقنون الإنجليزية، هل هذا فعلاً وضع أغلب الشباب والشابات المتحدثين بهذه اللغة؟

أنا لا أتحدث عمن لا يوجد لغة عربية بنظام جهازه أو من لوحة مفاتيحه بحروف إنجليزية فقط.. فللظروف أحكام، أنا أخاطب من يملك النظام العربي ولوحة المفاتيح المعرّبة، لكنه يفضّل أن يكتب باللغة الإنجليزية المعرّبة لأنه يظن أنها الأسلوب الدارج كما أنها (أكشخ).. أتعلم ما هو أجمل من ذلك؟ أن لا تكون تبعياً في أمورك.. كن رائعاً بتفردك وتفكيرك.. بنمط حياتك..

اللغة الإنجليزية.. جميلة وبسيطة.. لكن العربية فيها من العذوبة والمعاني والبلاغة.. ما لن تجده بأي لغة أخرى. يقول الأمريكي روفائيل بتي: (إنني أشهد من خبرتي الذاتية أنه ليس ثمة من بين اللغات التي أعرفها لغة تكاد تقترب من اللغة العربية، سواء في طاقاتها البيانية، أو في قدرتها على اختراق مستويات الإدراك، والنفاذ مباشرة إلى المشاعر تاركة أعمق الأثر) انتهت الرسالة.

مقتبسة من كتابه، وهو يجيد 9 لغات: إنجليزية، عربية، فرنسية، ألمانية، هندية، آرامية، عبرية، فارسية، روسية.. فهل كلامه أحسسكم بقيمة ما لديكم من لغة؟

حدث لي موقف طريف منذ فترة، راسلني أخي الصغير برسالة من هذا النوع (عربية بحروف إنجليزية) فأجبته برسالة إنجليزية بحتة فرد سريعاً: (انتي وش تقولين ما فهمت شيء؟!) ضحكت كثيراً تلك اللحظة.. يا عزيزي، طالما أنك لا تتقن الإنجليزية فلا تكن مثل الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الطاووس فلا هو أتقنها ولا هو استطاع أن يعود لمشيته.

فلماذا لا نبدأ من اليوم أن نكتب بلغتنا العربية اعتزازاً بها، ولماذا لا نطوّر مهاراتنا ونعزز لغتنا الثانية الإنجليزية بتكرار ممارستها وسوف نكون (أكشخ) أكيد؛ لأننا أتقنا لغتنا التي شرفها الله وجعلها لغة القرآن، وأتقنا لغة العصر الإنجليزية التي باتت مهمة في حياة كل شخص متعلم، ولا تنسَ أني عربية.. كلمني بلغتي.. فلساني عربي ومشاعري عربية.. والعربي دوماً.. أعمق وأغنى.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة