Thursday  08/09/2011/2011 Issue 14224

الخميس 10 شوال 1432  العدد  14224

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

أكد أن نادي الرياض الأدبي لم يُجبَر على شيء إطلاقاً.. الحجيلان لـ (الجزيرة):
الأندية للأدباء.. والمثقف مصطلح يصعب تحديد صاحبه

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - وضحاء آل زعير

حدد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان. -عبر “الجزيرة الثقافية”- ملامح اتجاهات الحركة الثقافية وواقعها عبر مفاصل العمل الثقافي الرئيسة المتمثلة في الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والجمعيات الثقافية المتخصصة والمكتبات العامة.

وكشف الحجيلان في حديثه عن متعلقات العملية الانتخابية في الأندية الأدبية التي استحوذت على اهتمام المشهد الإعلامي الثقافي في الفترة الأخيرة.. كما تطرق إلى معرض الرياض الدولي للكتاب وصندوق الأدباء... فإلى تفاصيل الحوار:

بداية كيف يرى الدكتور ناصر الحجيلان - المسؤول عن الفعل الثقافي السعودي المؤسسي - الفعل الثقافي السعودي.. كيف تراه.. وما هو تقييمه لحراكه المتعدد؟

- العمل الثقافي ينطلق من المادة الثقافية التي نملكها، وتحوي المملكة العربية السعودية مواد ثقافية ضخمة جدًا، وهي مواد تحتاج إلى جهود جبَّارة لاكتشافها وإبرازها واستثمارها بشكل صحيح يلبي ما تشهده المعطيات الحديثة من تطور. والثقافة السعودية كذلك واسعة وعميقة ولها أبعاد تاريخية ودينية واقتصادية وجغرافية واجتماعية ونفسية؛ منها ما نشترك فيه من العالم من حولنا، ومنها ما نتفرد به. وفي هذه الثقافة قيم أخلاقية عليا تحتاج إلى تأكيد وإبراز، كما نحتاج إلى الاستفادة مما لدى غيرنا من الأمم والشعوب من تجارب وأنظمة وخبرات تُساعدنا على اختيار أفضل السبل في الإدارة والإبداع. وكل ذلك يتطلب وسائل حديثة، ومناهج مناسبة، ورؤية متوازنة، من أجل خلق بيئة إيجابية لثقافةٍ تقوم على الحب والسلام، وتؤكد على التعاون والمشاركة، وترتكز على العمل الجادّ والإخلاص، متمثلة مبادئ الدقة والصدق والاحترام والتقدير. والواقع أن لدينا في الوقت الراهن حركة ثقافية مُتعدِّدة ومُتنوِّعة ونتطلَّع إلى تطوير وسائل إبرازها والكشف عن القيم التي تحويها.

ما هي الآفاق الثقافية التي يُخطط الدكتور الحجيلان إلى تحقيقها أو الوصول إليها محليًا وعربيًا؟

- أسعى إلى بذل الجهد لتحقيق أهداف وكالة الوزارة للشؤون الثقافية في إبراز الثقافة السعودية وتطوير وسائلها والنهوض بالأداء والمحتوى بالتعاون مع جميع القطاعات وجميع المثقفين والمثقفات، تحقيقًا لتطلّعات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- راعي هذا الوطن العزيز، وترجمة لتوجيهات معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة الذي يدعم هذه الوكالة بكل ما يستطيع لمساعدتها على القيام بواجبها على خير وجه.

لماذا قُصِّر الانتساب للأندية الأدبية على الأدباء دون المثقفين، رغم كون اللائحة التي اعتمدها معالي الوزير نصَّت على توفير أحد الشرطين، ومنهما: “أن يكون حاصلاً على مؤهل علمي يحدد مستواه مجلس الإدارة..”، فاللائحة أوكلت تحديد المستوى العلمي لمجلس الإدارة فضلاً عن التخصص؟

- في البداية، لابد من التأكيد أن الأندية الأدبية وُجدت من أجل الأدباء. والأدب لا يمكن فصله عن الثقافة، بل إن من بين تعريفات المثقف الكثيرة أن يكون أديبًا.. والأديب هو مثقف - بالضرورة - حتى لو أخذنا بالمفهوم الواسع للثقافة. ومن هنا، فإن الحديث عن الأديب بمعزل عن المثقف أمر قد يبعدنا عن الواقع. ولكن لابد من ملاحظة أن المثقف مصطلح عام يصعب تحديد صاحبه بدقَّة من منطلق أن كل شخص لديه طباع ومزاج وسلوك وفكر ورؤية للحياة، وهذه مكوِّنات ثقافية تجعل لكل فرد ثقافة، وعليه فمن الصعوبة بمكان إقصاء أيّ أحد عن هذا المجال. وبهذا يكون الجميع مثقفين، ويصعب على أي جهة استيعاب كل الناس. ومن باب التنظيم، وُجدت الكيانات المتخصصة في الجامعات والمراكز والمؤسسات وغيرها بهدف تقديم أفضل الخدمات. وهذا التنظيم ليس فريدًا، بل إنه معمول به في كل الجهات التنظيمية التي تقدم خدماتها بطريقة محترفة. ومن هنا، فإن الانتساب للأندية متاح للأدباء ولغيرهم ممّن لهم صلة بالأدب. ولأن مجلس الإدارة مُطالب بإنتاج أدبي لتحقيق أهداف النادي، فمن المرجّح أن الذين لهم صلة بالأدب هم الأقرب إلى إبداء الرأي العلمي في ذلك أكثر من الأشخاص الذين يكونون من خارجه. والواقع أن هناك مجالات كثيرة من الثقافة متصلة بالأدب، وهذه مرحّب بها في الأندية الأدبية. ولو أخذنا أي موضوع ثقافي، لوجدنا أنه يمكن أن يتَّصل بالأدب أو يبتعد عنه، فمثلاً، موضوع “ميكانيكا السيارات” إذا كان مرتبطًا بالمصطلحات الأجنبية التي استخدمها الناس وشاعت بينهم ووردت في الشعر أو النثر، فهو موضوع متصل باهتمامات النادي الأدبي، أما لو كان الموضوع هندسيًا بحتًا، فإنه يقع خارج اهتمام النادي الأدبي. وموضوع “الطلاق”، إذا كان عن مفهومه الفقهي وأحكامه، فهذا أمر خارج اهتمامات النادي الأدبي، أما إذا كان عن تأثير الطلاق على العلاقة الإنسانية للشخص وما يرتبط بذلك من ندم أو فرح ترك أثره في الشعر أو في المقولات، فهذا موضوع ثقافي متَّصل بالأدب. وهكذا ترتبط الموضوعات الثقافية بالنادي الأدبي إذا دارت في فلكه، وتبتعد عنه إذا فقدت هذا الارتباط وأصبحت تمثل جهات أخرى تهتم بها غير الأندية الأدبية. ومن غير المتوقع أن يُستبعد أي مثقف - بهذه المواصفات - عن الأندية الأدبية.

كيف يُجبر نادي الرياض على ذلك في حين تُرك الأمر لمجلس إدارة حائل وقبله مكة والجوف؟

- لم يُجبر نادي الرياض على شيء إطلاقاً. ولا تُوجد معاملة خاصة لنادٍ دون آخر. وقد جاءنا استفسار من نادي الرياض الأدبي حول شرط التخصص، وكان الرد بأن هناك عددًا من الأندية الأدبية الأخرى وضعت شرط التخصص، ولمجلس الإدارة أن يقرر ما يراه مناسبًا. وقد قرر مجلس إدارة نادي الرياض وضع شرط التخصص وفقًا لما وجد أنه يحقق أهداف النادي.

ذكرت لإحدى الصحف أن أحد تعاميم الوزارة بشأن تنظيم انتخابات الأندية الأدبية ضم ثغرة مهمة تكشّف أمرها بعد التطبيق الفعلي؛ معللاً بأن هذا سيُكثر الأعضاء كثرة طاغية تقلل من جودة العمل.. مما تؤدي إلى تكتلات وهي الممنوعة في اللائحة مادة (20) فقرة (4).. بمعنى (النوع أهم من الكيف)... السؤال: ما هي الثغرة على وجه التحديد؟ ولماذا لم تتنبه إليها الوزارة قبل خروج اللائحة؟ وما المقصود بالتكتلات وكيف نفهم قضية النوع والكم في الحقل الثقافية المفتوح على كل شيء في حياة شعوب الأرض قاطبة؟

- المقصود بتلك الثغرة هي عدم تحديد التخصص بشكل واضح، فالقول بتحديد المستوى فتح المجال للتأويلات، فهناك من فسّر المستوى على أنه الدرجة والتخصص معًا على أساس أن أي درجة علمية تُعطى من الجهات التعليمية تأتي مرتبطة بالتخصص. وهناك من فرّق بين المستوى والتخصص ووجدت بعض مجالس إدارات الأندية نفسها ملزمة بإضافة التخصص، من أجل أن يكون المعيار واضحًا ودقيقًا. والأصل في اللوائح أن تكون دقيقة وذات دلالة واضحة. ولو أن الشرط اقتصر على من له علاقة بالأدب سواء بالإنتاج الأدبي أو بالمشاركة ولم يذكر موضوع المؤهل العلمي لكان ذلك أدعى إلى الوضوح. ولكني أستدرك بأنَّ شرط المؤهل كان ضروريًا لبعض المناطق التي ربَّما يقلّ فيها الأدباء. وهنا نأتي إلى اختلاف مواقف الأندية الأدبية في إقرار شرط التخصص أو العمل بدونه. والحقيقة أنَّ كل نادٍ يُغطي منطقة معينة في المملكة، وكل منطقة لها ثقافتها وظروفها التي ربَّما تشترك معها غيرها أو ربَّما تتفرَّد بتلك الظروف؛ ولهذا فإن معالي وزير الثقافة أعطى الأندية الأدبية الصلاحية في تحديد الشروط التي تناسب ظروف ما؛ ومنها إقرار شرط التخصص من عدمه. ولهذا نجد بعض الأندية وضعت شرط التخصص في حين لم تضعه أندية أخرى، ونحن ندعم كلا التوجّهين لأننا نثق أن مجلس الإدارة ينطلق في قراراته من مراعاة المصلحة العامة للمنطقة وللنادي. أما لماذا لم تنتبه إلى هذه الثغرة الوزارة من قبل، فهذه من طبيعة العمل البشري لأن هناك اجتهادًا على المستوى النظري القائم على التصوّرات الذهنية، لكن التطبيق دائماً هو المحك الأساسي لاختبار صدق المقولات النظرية، والعمل الناجح هو ذلك العمل المرن الذي يقبل التطوير والتغيير حسب المستجدات والمتغيرات.

من هو الأديب إذن حسب رؤية الوكالة والذي يحق له التسجيل في جمعيات النوادي؟

- ليس لدينا إلا الأدوات التي يتّفق عليها الناس وتقبل القياس المعياري، وهي أن يكون له صلة بالأدب إما بالتأليف والنشر أو بالمشاركة والتفاعل، فالشاعر والروائي والقاص والكاتب والناقد والراوي يمكن أن يُطلق على كل واحد منهم أنه «أديب»، وهناك من يُضيف إليهم مُعلّم الأدب ودارسه.

لماذا تأخر الإعلان عن جدولة انتخابات الأندية، بعد انتهاء ثلاثة أندية؟

- لا أظن أنه تأخر كثيراً، فالإعلان جاء بعد استكمال الترتيبات اللازمة. فهناك جهات أخرى يلزم التنسيق معها قبل تحديد المواعيد، وعند الوزارة مناسبات ثقافية عديدة، وكل هذه الأمور تحتاج إلى جدولة لكي تكون المواعيد أقرب إلى الدقة، مع أن الجدول فيه مرونة للتعديل عليه مستقبلاً حسب ما يستجد من متغيرات.

ما الذي دفع الوكالة إلى نشر تقارير تفيد بنجاح وسلاسة جريان الانتخابات، هل هي ضربة استباقية كما هو مستخدم في الحقل السياسي، بمعنى: أليس النجاح مسألة متروكة للمتابع والمشهد بصورة عامة ليعلن نجاح أو فشل أي عمل؟ أليس المفترض أن يُترك هذا الإعلام المتابع على سبيل: أفعالنا من تتحدث عنا ولسنا مسوقين وملمعين؟

- الأمر يتعلق بكشف الحقيقة للناس ممَّن لم يطلِّعوا على الانتخابات، فمن حقهم أن يعرفوا عنها. صحيح أن الانتخابات تُبَثُّ على الهواء مباشرة عبر القناة الثقافية، لكنَّ عددًا من المهتمين لم تُتح لهم الفرصة لمتابعتها، ولهذا لزم اطلاعهم على الواقع. وخاصة بعد ورود استفسارات عديدة من الجمهور عن آلية هذه الانتخابات وجدواها، والبعض يتعرَّف لأول مرة على الأندية الأدبية ويريد أن يتابع الموضوع، ووجدنا أنها فرصة للتعريف بالانتخابات ولوائحها وإشاعة ثقافة الانتخاب التي تتضمن حق المرء في المسؤولية الاجتماعية والثقافية لتقرير ما يراه مناسبًا لمجتمعه. ويهمنا نقل الحقيقة كما هي دون تزيينها أو الإضافة إليها مما ليس فيها.

بعد الانتهاء من ثلاث تجارب انتخابية لمناطق مختلفة.. ما الرسالة التي تسجلها الانتخابات للأدباء؟ وهل ساعدت الانتخابات في تسنم الأدباء الفاعلين في المشهد الأدبي أم أنها أخفقت في ذلك؟

- من الصعوبة بمكان الخروج بنتيجة دقيقة من ثلاث تجارب فقط. وكل ما لدينا هي مؤشرات عامة، تؤكد على أن الجمهور الثقافي اختار الأشخاص المعروفين لهم بصرف النظر عن مكانتهم الأدبية عند أنفسهم، وكأَنَّ الناس يريدون مديراً ناجحاً واعيًا باهتماماتهم لكي يقود مسيرة الأدب والثقافة في النادي. وربَّما تحمل نتائج الانتخابات رسالة للأدباء الذين لا يعرفهم أحد أو أن معرفتهم محدودة بزملائهم، وهي أن عليهم أن يقتربوا من الجمهور ويلامسوا مشكلاته في أسلوبهم ومعالجاتهم للقضايا.

هناك من شكك في نزاهة العملية الانتخابات الإلكترونية التي تعتمدها الوكالة من خلال أجهزة التصويت واصفها بالضبابية. وأن الطريقة السابقة المعلنة للجميع هي الأكثر وضوحًا وشفافية من خلال الفرز والإعلان مباشرة.. ما تعليقك؟

- بالعكس، التقنية اليوم سهَّلت على الناس أعمالهم ودخلت مختلف تعاملاتنا في الحياة. وليس خافيًا قيمة هذه التقنية التي اختصرت الوقت والجهد ووفَّرت الدقة والموضوعية، لأنها بعيدة عن العاطفة. والعمل في هذه الأجهزة ليس جديدًا، فأغلب الانتخابات التي تقام اليوم في بلاد عديدة تعتمد على هذه الأجهزة المكشوفة للجميع والتي تبرز النتائج بسرعة ودقَّة وتحتفظ بالمعلومات وتُسهِّل استدعاءها بأيّ مدخل مطلوب. أما العمل اليدوي فهو مكلِّف في الجهد والوقت وعرضة أكثر من سواه للخطأ وقد تجاوزه الزمن وبخاصة مع الأعداد الكثيرة لأعضاء الجمعيات العمومية. وكل شيء عندنا مكشوف ومعلن أمام الجميع.

في تصريح لكم إبان توليكم الوكالة أشرتم إلى العزم بإنشاء مراكز ثقافية.. هل هذه المراكز ستكون مختلفة عن الأندية؟ خصوصاً أننا أبعدنا عن أذهاننا إمكانية توسيع الأندية لتكون هذه المراكز المقصودة، بعد التخصيص السابق.. وإلى أين وصلتم في تحقيق هذا الوعد- الحلم؟

- هناك نوعان من المراكز الثقافية حسب المباني، الأول وهو عبارة عن مبانٍ وُجدت في الأصل للمكتبات العامة، وهي مناسبة لعدد من الفعاليات كالمكتبة والمراسم والمسارح والصالات. والنوع الثاني مركز ضخم شبيه بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض. ونحاول توفير النوع الأول في جميع المدن والمحافظات، وهو يمثل كيانًا قائمًا بذاته، يهدف إلى تلبيه احتياجات المدينة أو المحافظة من أنشطة ثقافية متنوعة لجميع أفراد الأسرة رجالاً ونساءً وأطفالاً. أما النوع الثاني فهو عبارة عن مبنى يضم كيانات متعدِّدة، فيستخدمه النادي الأدبي، وجمعية الثقافة والفنون، والجمعيات الأخرى المتخصصة في أي فن من الفنون، كما تستخدمه الجهات المستفيدة الأخرى كالجامعات والمستشفيات والمؤسسات وغيرها بالترتيب مع إدارة المركز. ولدينا الآن أربعة مراكز من النوع الثاني. أما النوع الأول فالعمل جارٍ على تعميمه بشكل أوسع ليستفيد من خدماته الجميع.

بوصفك متابعًا لا مسؤولاً.. ما رأيك في تفاعل المثقفين والمثقفات مع الجمعيات العمومية للأندية، والحراك الثقافي مع الانتخابات كمثال؟

- متفائل بهذا التفاعل؛ وأجد أنه يُلبّي تطلعات الوزارة من جهة أن الذين يرغبون في العمل هم الذين تقدَّموا إليه ولم يُفرض عليهم بالتكليف.

ماذا عن المكتبات العامة، علمًا أن القراء سيتساءلون عن ماهيتها عند قراءة هذا السؤال... نظرًا لغيابها المطلق وعدم تفعيل دورها ومهامها؟

- لدينا خطة تطويرية للمكتبات العامة. المكتبات العامة ستكون ضمن المراكز الثقافية التي سبقت الإشارة إليها، وستضم أنشطة ثقافية أخرى. سوف ندخل في كل مكتبة ما يزيد على خمسين ألف كتاب إلكتروني كما نخطط لربط تلك المكتبات العامة بالمكتبات الكبرى عن طريق الإعارة التبادلية. نريد أن تكون تلك المكتبات العامة الموجودة في المدن والمحافظات بمثابة بوابة للثقافة تصل من خلالها رسالة الجامعات والأندية والمراكز الثقافية ويتواصل منها السكان والزوَّار ويطلعوا على الجديد.

صراع التيارات في معرض الكتاب.. كيف سيواجه الدكتور الحجيلان هذا الصداع السنوي؟

- أرى أن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي تفرضه الحياة ويدلُّ على التنوع الثقافي. ومن خلال الحوار والنقاش نستطيع مع الوقت تحويل هذا الصراع إلى تفاهم بين الأطراف. وهذا لن يتحقق بالهروب من هذه الصراعات أو التخوّف من وجودها. فنحن مثل غيرنا من الأمم والشعوب التي يختلف فيها الناس في الرأي والفكر لكنهم في النهاية يتحاورون ويتفاهمون حتى لو لم يتَّفقوا، فهناك قدر مشترك من الاحترام وتفهم وجهة النظر الأخرى. وأتوقع أن معرض الكتاب يتيح الفرصة للحوار من خلال البرنامج الثقافي الذي يُؤمَّل أن يكون محققًا لتطلعات جمهور المثقفين.

صندوق الأدباء.. هل لا تزال فكرته حية؟

- فكرته تقوم على توفير دعم مالي للأديب العاجز أو المريض، وهي فكرة لا تزال قيد الدراسة.

آلية المشاركين في الأيام الثقافية السعودية خارجيًا وداخليًا.. ماذا عن ضبطها خصوصًا بعد أن يئس الكثير من المثقفين والأدباء من خروجها عن عدد من الأسماء الثابتة في كل مناسبة؟

- هناك اتفاق بين وكالة الوزارة للشؤون الثقافية ووكالة الوزارة للعلاقات الدولية لوضع ضوابط للمشاركات الخارجية، ونأمل أن نصل إلى إقرار هذه الضوابط سريعًا لكي نُحقِّق مستوى من العدالة التي يتطلَّع إليها الجميع. وقد بدأنا فعليًا بتصميم استمارة للمثقفين في السعودية ستكون متاحة في الإنترنت قريبًا على موقع الوكالة لكي يقوم بتعبئتها الجمهور، وهذا يساعدنا على بناء قاعدة معلومات شاملة. كما طلبنا من الجامعات والأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والجامعات والمراكز العلمية والثقافية تزويدنا بما لديهم من قوائم لضمِّها إلى هذه القاعدة التي تجعل كل شيء مكشوفًا لصاحب القرار وللجمهور، فنعرف أصحاب الخبرات كل في مجاله، ونعرف الكفاءات وتخصصاتهم، كما يساعدنا ذلك على معرفة المشاركات ونوعها، كما يُسهِّل معرفة المشاركات لكل شخص وعددها وطبيعتها. وهذه كلها تُيسِّر العمل وتجعله أكثر انضباطاً وبعيداً عن الارتجال.

القناة الثقافية... أليست أحد أنشطة وكالة الثقافة... لماذا تدار بعيدًا عن رؤية الوكالة واتجاهاتها؟

- القناة الثقافية تتبع التلفزيون ولا تتبع لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، لكن الوكالة تقدم المقترحات والأفكار والمشورة اللازمة. ولأنها جهة إعلامية فقد كانت ضمن القنوات التي يُشرف عليها التلفزيون.

الجمعيات المتخصصة... يشتكون من قلة الدعم ويرددون: أنجبتنا وكالة الثقافة وأهملتنا... لا مقرات ولا دعم مالي معتبر ولا احتواء.. لماذا؟ ما هي مخططاتكم للمنسوبين إليها؟

- صحيح أن الدعم المالي المخصص لهذه الجمعيات لا يفي بأنشطتها واحتياجاتها، ونبذل الجهد من عدة محاور لحل هذه المشكلة، منها محاولة إشراك القطاع الخاص في العمل الثقافي، ومنها الحصول على دعم مالي مستقل لكل جمعية، ونؤمل أن ننجح في توفير الدعم لهذه الجمعيات.

جمعية الثقافة والفنون... هي الأخرى تئن بفروعها المختلفة... ماذا لدى وكيل الثقافة لهذا الركام الثقافي الرهيب..؟؟

- في البداية، لا أجد في جمعية الثقافة والفنون ركامًا بمعناه اللغوي، ولكنه تراكم معرفي بُني منذ سنوات وله منجزات وعطاء. هذه الفروع منتشرة في عدد من مدن المملكة تبلغ ستة عشر فرعًا. وقد زرت بعض هذه الفروع ووجدت أنها تقدم عملاً فنيًا متميزًا في الفنون التشكيلية وفي المسرح والتمثيل وفي الموسيقى والفنون الشعبية. وأجدها إضافة نوعيَّة مهمَّة لأنها استطاعت أن تستقطب الشباب في المنطقة من مختلف الأعمار وتساعدهم على صقل مواهبهم عن طريق ورش التدريب وإتاحة الفرصة للعمل الجماعي. ونظرًا لأهمية هذه الجمعيات فإننا نفكِّر مع الإخوة في جمعية الثقافة والفنون نحو استقلالية هذه الفروع لكي يكون كل فرع جمعية بذاته.

لماذا يُحْرَم الأدباء غير السعوديين من المشاركة في النوادي الأدبية عاملين، وقصر عضويتهم على الانتساب فقط، كما تنص اللائحة؟

- هذا من الثغرات التي حوتها اللائحة، ونؤمل أن تُصحَّح عند تعديل هذه اللائحة. فالإخوة والإخوات من غير السعوديين لهم دور مهم في الثقافة السعودية عن طريق التأليف والمحاضرات والتفاعل مع الأنشطة، ومن الإنصاف لهم والتقدير لجهدهم أن تُتاح لهم الفرصة على الأقل للتصويت على قرارات الجمعية العمومية ومنها اختيار أعضاء مجلس الإدارة للنادي.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة