Thursday  08/09/2011/2011 Issue 14224

الخميس 10 شوال 1432  العدد  14224

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

«يسقط فريق النصر» و»يعيش فريق الهلال»، عبارات لا زالت آثارها باقية حتى اليوم على الجدران في معظم الأحياء، بجانب العبارة الشهيرة «الحب عذاب» التي لا تدخل حارة دون أن تراها، حتى أن الشاعر القطري «محمد بن فطيس» اعترف أن أول بيت كتبه في الحب كان رداً على «شعر» قرأه على جدار.

الكتابة على الجدران «هواية قديمة» يمارسها «البعض» وتحوي عبارات «غير لائقة» في الغالب، فهي حالة للتعبير عن «شعور دفين» داخل الشخص، لا يستطيع أن «يبوح» به في العلن.

طبعاً هذا الفعل له جذور في ثقافة اليونان القديمة والإمبراطورية الرومانية، وإن أخذ في العصور المتأخرة صفة التعبير عن الحالة المزاجية أو الحاجة النفسية، كما كان طلاب المدارس يكيلون الشتائم للمدير على جدار مدرستهم أو داخل دورات المياه «أجلكم الله» أو إطلاق «عيارة» على المشاهير في الحارة.

وللمحبين والعاشقين نصيبهم «فالحارات مليئة» بالقلوب والحروف والرموز المكتوبة بخطوط فنية ساحرة لتخليد ذكرى أو اسم حبيب.

مثل هذه الممارسات تعاقب عليها «القوانين الأوربية» وتعدها تخريباً للممتلكات، حتى أن المجلس البلدي في «لندن» قام بتأمين «أبواك وأقلام رصاص» داخل «دورات المياه العامة» حتى لا يتم «تشويهها» من الداخل.

صاحب مطعم شهير «بالخبر» استفاد من الفكرة وقام بوضع «لوحة جدارية ورقية» يمكن للزبون التعبير فيها عن ما يجول بخاطره وكتابة ذكرياته والتوقيع عليها بدلاً من الملل عند انتظار الوجبة، وحتى تسلم جدران «مطعمه التراثي».

هل ما يكتب على الجدران كله تشويه أو تخريب؟!

هناك فن «مضاد» للكتابة على الجدران اسمه «الكرافيت» انطلق من «كاليفورنيا» للرد على ممارسات «السود» هناك وعباراتهم المقيتة على الجدران لتهريب المخدرات وغيرها من خلال مقاومة تلك العبارات برسومات جمالية وعبارات رمزية فلسفية حتى تطور وأصبح له رواد كثر وفنانون ونقاد حول العالم.

من بين من تولع بهذا الفن «5 شبان» سعوديين من أبناء» القطيف» كان الأهالي يطردونهم ويمنعونهم من الكتابة على الإسفلت والجدران اعتقاداً بأنهم يخربون ويشوهون الجدران أكثر، رغم استخدامهم «لبخاخات» طلاء رش غالية الثمن.

شاهدتهم وشاهدت فنهم عند «تلبيتي» دعوة لزيارة مهرجان «واحتنا فرحانة» الذي اختتم «بالقطيف» هذا الأسبوع، وقد تحولوا من «مطاردين» في الشوارع إلى «فنانين» تلتقط الصور لأعمالهم المكتوبة على الإسفلت وتعبيراتهم الفلسفية.

وعرفت لاحقاً أن «لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف» هي من «احتضنتهم» كشبان صالحين مفيدين لوطنهم ومجتمعهم بفنهم الجديد والملفت.

كم برأيكم من شاب ومبدع وفنان بحاجة لمثل هذا الاحتضان في مناطق أخرى؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
الكرافيت..!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة