Friday  09/09/2011/2011 Issue 14225

الجمعة 11 شوال 1432  العدد  14225

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

اليوم الأخير من الدوام قبل أي إجازة رسمية لموظفي الدولة له حسابات مختلفة عن باقي أيام الدوام لدى قطاع من الموظفين، فحسب ثقافة بعض الموظفين المتسيبين المتخلفة يعتبر يوم استرخاء وهدوء نتيجة لقلة المراجعين، ولهذا السبب يرى الموظف الكسول اللامبالي أنه يوم ثقيل دم، ماله لزوم والمفروض يكون من أيام الإجازة وما فيه داعي يكلف نفسه ويصحو من النوم ويروح للعمل؛ لأنه كما يتوهم ما فيه عمل ولا مراجعون.

لكن لو كان لحضرة جنابه معاملة مهمة في آخر يوم بأي دائرة وذهب لمتابعتها ولم يجد الموظف المسئول فسيقيم الدنيا و»يطربق» الدائرة على رؤوس أهلها، ويتهمهم -من مديرهم لفراشهم- بالإهمال والتسيب والفوضى لأن الأمر يخصه, أما إذا كان يخص آلاف المراجعين الذين ينتظرون سيادته لينجز معاملاتهم فالوضع يختلف، والمعايير يجب أن تقلب؛ فمطلوب منهم الصبر وعدم الإزعاج؛ لأن الدنيا (ما راح تطير) ويراجعون بعد الإجازة واللي ما يعجبه بـ»الطقاق».

عدد الغائبين دون عذر عن دوام آخر يوم عمل في رمضان بلغ أرقاما لافتة ومقلقة في نفس الوقت؛ فقد ضبطت هيئة الرقابة والتحقيق 70130 حالة غياب بين الموظفين الحكوميين ما دعا الهيئة للمطالبة بتطبيق نظام جديد يحد من تفشي ظاهرة الغياب. مطالبة الهيئة بتطبيق نظام جديد منطقي، حتى وإن جاءت متأخرة لأن الأنظمة المطبقة حاليا قديمة جدا وتسمح بالتسيب على نطاق واسع دون علم المديرين فلازال بعض الموظفين يوقعون عن زملائهم وآخرون يوقعون الحضور ولا يوقعون الانصراف إلا في اليوم الثاني إلا إذا تطوع أحد الزملاء وأخذته الشهامة (اللي مالها لزوم) وقام بالواجب ووقع عن زملائه!

لازالت الدوائر الحكومية تطبق أنظمة عفى عليها الزمن، رغم أننا في عصر التقنية التي منحتنا أساليب أكثر تطورا مثل نظام البصمة وغيره من النظم التي لاتمرر التلاعب وتنقذ إدارات المتابعة النائمة في العسل وهي المكلفة بضبط الدوام، وإذ لم تتمكن من ضبط الدوام فماذا ستضبط؟ إدارات تكلف خزينة الدولة ملايين الريالات دون جدوى، وأكبر إدانة لها غياب أكثر من سبعين ألف موظف في اليوم الأخير.

سبعون ألفا غائبون دون عذر,إذن علينا أن نحسب عدد الغائبين بأعذار أعتقد سيصل الرقم دون مبالغة إلى نصف عدد موظفي الدولة، فهذا موظف عنده إجازة اضطرارية، وآخر حاصل على إجازة اعتيادية وثالث مستأذن من مديره تلفونيا، ورابع منسق مع زميله ليغطي مكانه، وخامس ما حصل المدير فكلم السكرتير أو الفراش، وسادس جاء الصبح بدري ووقع وأستأذن.. وهكذا، وهذه نماذج يمكن أن تقاس عليها باقي الحالات؛ أما دواعي الغياب لو بحثناها فسنجد العجب العجاب، فموظف مات جده الخامس عشر، وموظف يبي يأخذ عمره لأنه ما يقدر يصبر لبكرا, وموظف عنده موعد بالمستشفى وستظهر لنا آلاف الأعذار التي تحتاج لدراسة.

في ظل هذا الوضع المتردي لا تقوم الأجهزة الحكومية بواجباتها لنشر ثقافة الانضباط وتحمل المسئولية وغرس حب العمل والإنجاز في نفوس الموظفين, وليس لديها نظم مطبقة لمكافئة المنضبط ومعاقبة المنفلت, ولا توزيع دقيق للعمل على كل أيام السنة دون استثناء وحشد لكل الطاقات في الأيام الأخيرة لمواجهة جمهور المراجعين, ولا يوجد تشديد على الأيام الأخيرة بمضاعفة الخصم والجميع يستلمون رواتبهم آخر الشهر دون زيادة أو نقص وسلم لي عـ»الانضباط».

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
في آخر يوم الغياب بالكوم !
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة